حازم قاسم شبير "أبو سائر"... غضب الثورة الفلسطينية وشبل الانتفاضة عام 1987م

بي دي ان |

13 سبتمبر 2023 الساعة 11:10ص

د. محمد كامل شبير
ترعرع حازم قاسم طاهر شبير "أبو سائر"، على حليب الثورة الفلسطينية، وهو بن فتح الثورة والانتفاضة وغضب الشعب ضد المحتل، حمل روحه على كفه، وحمل خنجره ليعلن أن عائلة شبير مازالت تؤمن بالمسلكيات الثورية ومباديء الثورة الفلسطينية المعاصرة، فنشأ على حب الوطن والإيمان بأن عاصمة الدولة الفلسطينية هي القدس، وان المسجد الأقصى للمسلمين وأحرار العالم، استطاع أن يتسلل للأراضي المحتلة وهو بعمر الستة عشر عاماً، وهو حاملاً خنجره، واستطاع ان يتملك صهيوني وطعنه عدة طعنات، وعلى اثر ذلك قامت قوة صهيونية بتطويق المكان، وعلى إثر ذلك تم اعتقاله وحكم مؤبد مدى الحياة، وبعد ذلك خلال صفقات التبادل خرج من الاسر محررا، فهو الأسير المحرر حازم قاسم طاهر شبير، نموذج نضالي فريد، إلتقيت به بالسجن عام 1999م. في سجن عسقلان، فتعارفنا على بعضنا فكان يسألني عن العائلة فرداً فرداً، فكان قليل الاختلاط بالعائلة، لانه كان ينتمي لحركة التحرير الوطني "فتح" بسرية تامة، مما فاجأ الجميع بعمليتة البطولية.. فالمهم كنا نلعب رياضة بساحة سجن عسقلان، وكذلك كنا نلعب تنس طاولة مع بعضنا، فأبو سائر شاب له رؤية وفلسفة خاصة به، كان مندفعا نحو التعلم، من جميل صفاته يتعلم بصمت يركز على الأشياء بعينيه ثم يترجمها لفلسفته العقلية ليخرج بمخرجات تليق بواقعه البيئي للسجن، فكان يقهر شبابيك وقضبان السجن ويحلق بافكاره لتصل إلى والدته ووالده الحاج قاسم رحمة الله عليهما، وكأنها رسائل تطمنية تحلق من الروح إلى الروح، أبو سائر استفاد من تحليل الاشياء وعاش واقعة فلتحق بالثانوية العامة بالسجن وتم اجتيازها بنجاح، والتحق بالجامعة العبرية قسم الدراسات والعلوم السياسية وتحرر بعام 2011م، ثم أكمل درجة البكالوريوس من جامعة الأقصى، والتحق بالدراسات العليا فهو قريب من إنجاز درجة الماجستير في العلوم السياسية، من صفاته العمق في قراءته للأحداث، التأمل بواقعية للأفكار وما يتم تداوله من ثقافة مجتمعية، هاديء الطبع صاحب ابتسامة جميلة ولافته للأنظار، مؤمن بالمشروع الوطني كحل لواقع القضية الفلسطينية، لديه من الاخلاق الجميلة والصفات النبيلة ما يجعلك تحب لقاؤه ومجالسته، مستمع جيد ومرسل لافكار مقتضبه تصيب هدفها، صلب وعنيد دون أن يبرز للخصم صلابته وعناده، صاحب موقف ثابت نحو تقييم الشخصية، ختم مراحل حياته السابقة بزيارة الكعبة ورسول الله صل الله عليه وسلم، فكان له حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً وتجارة لن تبور..

أبو سائر اليوم توج بلقب عميد أي رتبته العسكرية، ولكنه يعتز بلقب أسير محرر لإنتمائه لقضيته وإيمانه بتحريرها والانتصار حتمأ سيرافق كل الثوار من طرازه...

إنه الشاب جميل الهيئة، والحاج صاحب الحكمة، والمثقف المدرك للمعرفة، إنه الأسير المحرر حازم قاسم طاهر شبير "أبو سائر"