خبير يعلق على مشروع أمريكي يضم السعودية وإسرائيل يراه البعض ضربة لمصر والسويس

بي دي ان |

10 سبتمبر 2023 الساعة 05:37ص

صورة أرشيفية
اعتبر الأستاذ في جامعة بني سويف والخبير في مجال النقل عبد الله أبو خضرة، أن مسعى إدارة الرئيس جو بايدن ودول أخرى لتشييد سكة حديد تربط الشرق بالغرب وأثر ذلك على قناة السويس عند تنفيذه هو مجرد كلام مكرّر وأوراق ضغط على مصر.

وقال أبو خضرة، إنه لا بديل عن مصر ولا عن قناة السويس كممر ملاحي عالمي في مقترحات حركات النقل والتجارة العالمية المطروحة بين القوى الاقتصادية العظمى.

استحالة تنفيذ المشروع 

وأشار أبو خضرة إلى أن ممر الشحن الجديد الذي أعلنت عنه واشنطن يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا ويضم السعودية الإمارات الأردن إسرائيل والاتحاد الأوروبي، ويتألف من ممرين منفصلين: "الممر الشرقي" ويربط الهند مع الخليج العربي و"الممر الشمالي" ويربط الخليج بأوروبا والممرات جزء منها سطحي يشمل النقل من خلال سكة الحديد والجزء الآخر يشمل النقل البحري.

وأضاف: "هذا المشروع مجرد أفكار طرحت وهناك استحالة في تنفيذه إذ أن مسؤولي البيت الأبيض لم يحددوا إطارا زمنيا لاستكمال المشروع، كما أن واشنطن لم تعلن تفاصيل تمويل المشروع وأن هذا المشروع تسعى فيه إدارة بايدن للتوصل إلى صفقة ضخمة مع السعودية يُمكن أن تشمل اتفاق تطبيع بين المملكة وإسرائيل للوصول إلى أوروبا عبر الموانئ البحرية الإسرائيلية.

لا يمكن حدوثها دون المرور بمصر

كما لفت أبو خضرة إلى أن هذه الممرات يسعى لها البيت الأبيض من أجل إيجاد ممر بديل لمشروع "الحزام والطريق" الذي أعلنت عنه الصين في وقت سابق ولكن لا يمكن حدوث مثل هذه المشروعات بدون المرور بمصر، نظرا لتفرد موقعها وقلة تكلفة ووقت النقل مما يجعل استحاله تغيير المسار من خلالها حيث أن مثل هذه المشروعات ليس لها أي تأثير على مجرى قناة السويس.

وقال: "خاصة وأن أكثر من 80 بالمئة من حركة التجارة حول العالم عن طريق النقل البحري وهو الأقل تكلفة بحيث يكون مسار الرحلة بالكامل بحريا وذلك أفضل من عملية النقل متعدّد الوسائط لأن عمليات الشحن والتفريغ في النقل متعدد الوسائط والذي يكون جزء منه بحري والآخر سطحي (بري) سواء عن طريق السكة الحديدية أو الطرق يتسبب في نسب هدر قد تحدث أثناء عمليات الشحن والتفريغ.

وتابع، من الصعب أن يتم مثل هذا المشروع الذي تم طرحه من خلال الولايات المتحدة الأمريكية حيث أنه يواجه تحديات كبيرة جدا وصعب التغلب عليها والتي تصل إلى حد استحالة تنفيذها وتبدأ من تعاظم تكاليف الإنشاء الباهظة وصعوبة التضاريس والجغرافيا والاستقرار والحالة الأمنية في الكثير من المناطق التي يصعب السير عليها والتي تتطلب تكاليف أعلى ووقت أكثر لتفادي المرور منها بالإضافة إلى استمرار نسبة احتمالية تدني الاستقرار والحالة الأمنية في المسارات البديلة، بحسب الخبير.

وتابع أنه في النهاية هذا المشروع أو غيره لا يرقى للحديث عن كونه مشروعا منافسا للنقل من خلال قناة السويس لأن أي مستثمر يبحث عن الطريق الأقصر في المسافة والذي يكون أقل في التكلفة وقبل ذلك كله الأمان وثقل الموقع الجغرافي والاستراتيجي وقربه من مناطق الاستهلاك والأسواق والأيدي العاملة الرخيصة.

ولفت أبو خضرة النظر إلى أن موقع مصر الجغرافي الفريد والمتميز يفرض نفسه على جميع المواقع الأخرى والتي تحاول أن تكون بديلا لها، فمصر وبعدها الإفريقي كونها مطلة على إفريقيا على البحر المتوسط وقربها الشديد من الأسواق الأوربية وبعدها العربي وأيضا الربط مع قارة آسيا كجزء منها من خلال شبه جزيرة سيناء بالإضافة إلى تجهيز البنية التحتية وتوفير وتهيئة الأسباب لتكون مصر ليست فقط مفتاحا إفريقيا بل مفتاح للمنطقة ككل.

مصر وزيادة معدل الربط بالمحيط الخارجي

وأوضح الخبير أنه بالاضافة إلى ذلك تأتي زيادة معدل الربط بالمحيط الخارجي أيضا فبالنسبة لتطوير النقل الجوي تم من خلال تطوير وإنشاء المطارات في كافة أنحاء المناطق بالجمهورية والنقل السطحي سواء كانت طرقا من خلال تطوير شبكة الطرق الموجودة أو إنشاء أكثر من 7000 كيلومتر من الطرق الجديدة وعمل ربط داخلي قوي وأفكار للربط بالمحيط الخارجي سواء بجنوب إفريقيا أو تشاد بغرب إفريقيا أو شمال إفريقيا وأيضا السكة الحديدية من خلال  تطوير الشبكة الموجودة وإضافة أطوال وعمل ازدواجات لتتخطى 10000 كيلومتر سكة حديدية بالإضافة إلى عمل شبكة حديدية جديدة تعمل بالكهرباء لتخطي 2250 كيلومتر كنواة للربط بالمحيط الخارجي.

وتطرق أبو خضرة أيضا إلى قضية تطوير النقل البحري في مصر وتطوير الأرصفة البحرية وتخصيص وعمل أنشطة متخصّصة ومختلفة لها وعمل محطات متعدّدة الأغراض وإضافة وعمل كل ماهو مطلوب لتقليل أزمنة الانتظار إلى أقل وقت وتعميق الغاطس للأرصفة لأكثر من 18 مترا وتشييد أرصفة لتتخطى أطوالها 76 كيلومترا.

مصر.. زيادة القدرة الاستيعابية للموانئ

وقال الخبير أبو خضرة: "زيادة القدرة الاستيعابية للموانئ وزيادة ربطها بالطرق والسكك الحديدية وعمل حارات خرسانية مخصوصة للنقل وفصلها عن باقي حركة المرور على الطرق والربط بين الموانئ على البحر الأحمر والمتوسط بخطوط سكك حديد سريعة مثل خط السخنة - الإسكندرية - مرسي مطروح، وهو خط مواز لخط قناة السويس، وخط طابا - العريش ومنه إلى ميناء شرق بورسعيد للربط أيضا بين البحر الأحمر والمتوسط مع تطوير شبكة الطرق داخل سيناء والربط مع 6 أنفاق على قناة السويس بخلاف كباري للطرق أو السكة الحديدية مع تطوير خطوط الملاحة في خليج العقبة للربط مع الأردن والعراق والخليج العربي وعمل اتفاقيات مع المملكة العربية السعودية والربط بين موانئ البحر المتوسط بقطار كهربائي سريع أيضا للربط بين موانئ بورسعيد ودمياط والإسكندرية وأيضا تطوير المجرى الأهم عالميا وهو مجرى قناة السويس والذي يمر من خلاله أكثر من 12 % من حركة التجارة العالمية وأكثر من 22% من حركة تجارة الحاويات على مستوى العالم من خلال عمل ازدواجات وتوسعة وتعميق الغاطس ليتخطى 27 مترا عمق وتقليل المنحنيات وتطوير القناة بشكل كامل.

لا بديل عن مصر

وشدد بالقول أنه : "لا يوجد بديل لأي أفكار سواء من المعسكر الشرقي أو الغربي بعيدا عن وجود مصر بها كنقطة ارتكاز مهمّة تفرض نفسها بعبقرية موقعها الاستراتيجي المتميز والفريد وتوفير وتهيئة كافة الأسباب للاستعانة بها في أي أفكار لحركات النقل والتجارة العالمية بفضل عبقرية الرؤية المستقبلية والحكيمة للقيادة السياسية منذ تولي المسؤولية في 2014".