الكشف عن هزيمة ساحقة لقوة إسرائيلية خاصة في ساعات الفجر الأولى

بي دي ان |

05 سبتمبر 2023 الساعة 02:41م

صورة أرشيفية
ليلة 5 سبتمبر1997تعرضت قوة خاصة إسرائيلية إلى كمين بعد نزولها جنوب ميناء صيدا اللبناني ومحاولة تسللهاعلى الداخل، مأ أدى إلى ما وصف بأسوأ هزيمة للجيش الإسرائيلي منذ 12 عاما.

وقوبلت القوة الخاصة الإسرائيلية تابعة لوحدة "شايطيت 13" التي تعد نخبة سلاح "الضفادع البشرية" وكانت تتكون من 16 عنصرا، بكمين من العبوات الناسفة والنيران الكثيفة من قبل مقاتلي جزب الله والجيش اللبناني، ما أدى إلى مقتل قائد المجموعة المقدم "يوسي كوراكين" و12 من أفرادها وإصابة أربعة آخرين.


هزيمة في ساعات الفجر الأولى..


وفي التفاصيل، نزل الكومندوز الإسرائيلي حينها شمال مدينة صور اللبنانية الساحلية محملا بالمتفجرات في عملية لم يكشف عن هدفها.

بينما كان أفراد القوة البحرية الإسرائيلية الخاصة يسيرون متسترين بالظلام، فوجئوا بالقرب من بلدة الأنصارية بكمين من الألغام وبوابل من الرصاص، فسقط معظم أفراد المجموعة قتلى، وحوصر من بقي منهم حيا، فطلبوا النجدة والدعم الجوي والبحري، ونشبت معركة بالأسلحةالنارية استمرت ثلاثة ساعات قبل أن يتم انتشال جثث 11 من أفراد الكومندوز، وإجلاء أربعة جرحى تم نقلهم بطائرة مروحية إلى مستشفيات في شمال إسرائيلي.

ولم تتمكن القوات الإسرائيلية التي هرعت للنجدة من العثور على الجندي الثاني عشر القتيل ، ووفقاً للرواية الإسرائيلية، أن عبوات ناسفة كان يحملها على ظهره انفجرت وحولته إلى أشلاء.


"لم أر شيئا كهذا منذ 20 عاما"..
 

وفي ذات الوقت، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الطبيب دانيال موشيه، الذي تولى استقبال القتلى والجرحى في مستشفى الجليل الغربيفي نهاريا قوله: "لم أر شيئا كهذا منذ 20 عاما".

وبدوره، ذكر الجيش الإسرائيلي أن القوة كانت في طريقها لتنفيذ "مهمتها" حينها تعرضت لعبوة ناسفة قوية ولإطلاق نار من مقاتلي حركةأمل وحزب الله، وأن قوة إنقاذ من المروحيات والسفن الحربية انضمت إلى معركة استمرت حتى الفجر. 

ووفقاً للجيش، أن قوة الإنقاذ قامت بإجلاء القتلى والجرحى والبحث عن جندي، الذي اعتبر في ذلك الوقت مفقودا.

القتال في المنطقة ألحق خسائر بالمدنيين اللبنانيين، ومن جانبه أعلن الجيش اللبناني عن مقتل امرأة وفتاة، كما أصيب ستة مدنيين لبنانيينآخرين بالقرب من بلدة الأنصارية، وأصيب أيضا ستة مقاتلين وأحد أفراد الجيش اللبناني
 

بمحض الصدفة ..


وبحسب القادة العسكريون الإسرائيليون، فقد نفوا أن تكون القوة الخاصة الإسرائيلية قد اكتشفت مسبقا وتعرضت لكمين.

وفي إثرهم سوّقت تقارير إعلامية إلى رواية تقول إن الصدفة جمعت أفراد القوة الإسرائيلية بالمقاتلين، وقد يكون ذلك أدى إلى تفجير العبوات الناسفة التي كان يحملها الإسرائيليون!

ولم يكشف الجيش الإسرائيلي ماذا كانت تفعل قوة كوماندوز بحرية تعد الأكثر شهرة في الجيش الإسرائيلي داخل لبنان.

في الوقت ذاته، اعتبر زعيم حركة أمل نبيه بري، أن القوة الخاصة البحرية الإسرائيلية أنها كانت تنوي تفجير مقر حركة أمل في بلدة الأنصارية.


خسائر اسرائيلية فادحة..


وارتفعت خسائر الإسرائيليين بمقتل 12 عسكريا من وحدات النخبة بالجيش الإسرائيلي، إلى 864 قتيلا،  منذ فرضهم منطقة عازلة بعمق 9 أميال على طول الحدود في جنوب لبنان عام 1982.


فشل عسكري ذريع..


وتسبب الفشل العسكري الذريع الذي حاول الإسرائيليون في العلن التقليل منه وإرجاعه إلى الصدفة، في نقاش حاد في اجتماع بالمناسبة لمجلس الوزراء الإسرائيلي.

فيما ونقلت قناة 2 الإسرائيلية عن وزير البنية التحتية أرييل شارون الذي قاد عملية غزو واحتلال لبنان في عام 1982، دعوته إلى أن تتجنب إسرائيل تنفيذ مثل هذه العمليات الخطيرة، وتقوم بدلا من ذلك بضرب البنية التحتية المدنية التي يستخدمها المقاتلون اللبنانيون


كمين الأنصارية الأكثر تدميراً على الإطلاق..


وبحسب موقع "Spec Ops Magazine" المتخصص في الشؤون العسكرية، أن"كمين الأنصارية"  في مارس عام 2022  وصف بأنه أكبر إذلال عسكري لإسرائيل في لبنان منذ عام 1985، وأكثر معركة دموية لوحدة النخبة الإسرائيلية "شايطيت".

الموقع ذاته أكد أيضا أن ذلك الكمين كان أكثر عمليات حزب الله الاستخباراتية تدميرا على الإطلاق، وأرجع الهزيمة في "كين الأنصارية" إلى"خيانة من قبل عميل لبناني مزدوج"