عنصرية بن غفير الفاجرة

بي دي ان |

28 أغسطس 2023 الساعة 12:11ص

الكاتب
سأبقى اضرب على جدار خزان الرأي العام العالمي، وعلى جدار الخزان الوطني والقومي لعرض حقيقة المجتمع الإسرائيلي الجلية والعميقة امام الجميع، كمجتمع لقيط ومرتزق، جيء به من اصقاع الأرض وخاصة من اتباع القبيلة الثالثة عشر، قبيلة اليهود الخزر الطارئة والدخيلة على اليهودية في القرون المتأخرة، او قبيلة الاشكناز من الغربيين، الذين شكلوا مشكلة تاريخية ومزمنة لاوروبا، وعنوانا للربا والمضاربة بالمال والثراء الفاحش على حساب الشعوب الأوروبية عشية عصر النهضة، وفي أتونه، وكان اساطين المال اليهودي في أوروبا الغربية والشرقية ندماء الملوك والحكام وخصومهم في آن، حيث قام اكثر من ملك وحاكم ورئيس حكومة غربية بالسيطرة على أموالهم وطردهم، او نزع الجنسية القومية عنهم في هذا البلد او تلك المملكة نتاج ممارساتهم التمييزية ضد اقرانهم من سكان البلاد، وأبناء جلدتهم من ذات القومية.
بالنتيجة توصل حكام الغرب الأوروبي لحل المسألة اليهودية من بدايات القرن العشرين، وقبل أربعة عقود من وجود النازية الألمانية والفاشية الإيطالية، من خلال نقلهم طوعا او رغما عنهم وبالوسائل المختلفة الى فلسطين، وطن ودولة الشعب العربي الفلسطيني وسط العالم العربي لتكون الجسم الغريب في الوطن العربي الكبير، ليكونوا الأداة الوسخة والمسخ والمأجورة لتحقيق اهداف سادتهم أصحاب المشروع الصهيوني، ومنها أولا فصل الشرق عن الغرب العربي، ثانيا نهب ثروات العرب، ثالثا تبديد طاقات العرب في الصراعات البينية ومع الدولة الإسرائيلية اللقيطة؛ رابعا استثمار أموال اباطرة المال المالي من العائلات اليهودية في دول الغرب لصالح الطبقات الحاكمة وتعظيم مكانة ودور الدولة الامبريالية/ النيوليبرالية المتوحشة، خامسا تحرر شعوب الغرب من المسألة اليهودية وارباكاتها.
ومع اول الهجرات الصهيونية للمجموعات اليهودية لفلسطين، وضعوهم في معازل وغيتوات اسموها مستعمرات او كيبوتسات وموشاف، ورسخوا في وعيهم رواية قائمة على التزوير والتلفيق غلفوها بالثوب الديني، في عملية اغتصاب واضحة للديانة اليهودية، ليسبغوا عليها صفة "المصداقية"، وكي تكتمل عملية التزوير والتضليل، وعمقوا في وعيهم العداء للفلسطينيين خصوصا والعرب عموما، أصحاب الأرض والتاريخ والموروث الحضاري الأصليين. ولم يكن تعميق العداء للعرب عن جهل، لا بل عن سابق تصميم وإصرار، لان العداء بالأساس للكل العربي هو عنوان تأسيس الدولة اللقيطة، وبالتالي للمشروع القومي العربي، والهدف كما اشرت، نهب خيرات وثروات العرب جميعا دون استثناء ومن في مقامهم من أبناء القوميات والاثنيات الأخرى الى ان قامت الدولة اللقيطة الإسرائيلية وانتجت خطابا تربويا وسياسيا واعلاميا ودينيا عنصريا مغمس بدم الفلسطينيين.
وهذا الخطاب المشوه والمفبرك والنقيض للحقائق والتاريخ والاثار والموروث الحضاري، شكل عماد التربية الصهيونية للأجيال الجديدة من المستعمرين بكل مستوياتهم وزمن استيطانهم الاستعماري لارض الوطن الفلسطيني، فعمق المفاهيم العنصرية المرتبطة ارتباطا تاريخيا بالمشروع الصهيوني، وكل يوم يتعمق ويتجذر اكثر فأكثر، حتى شكل مجتمعا فاشيا وعنصريا قائما على نظرية النفي والتطهير العرقي للشعب الاصلاني، الشعب العربي الفلسطيني، وإحلال الصهاينة المرتزقة في مكانه، الذين لا يملكون تاريخا ولا هوية، ولا ثقافة مشتركة، رغم مرور 75 عاما، مازالوا قبائل واثنيات ومجموعات متنافرة، ولكن المشترك بينهم جميعا، وتناقضهم الأساس مع الشعب الفلسطيني.
ولهذا اذا تتبع أي مواقب موضوعي سياق بناء الوعي في أوساط مختلف الأجيال اليهودية الصهيونية، وإعادة انتاج ذلك الوعي، سيجد اته وعيا مارقا، ومزيفا، وعنصريا وفاشيا. ولم يكن تصريح ايتمار بن غفير، وزير ما يسمى الامن القومي يوم الأربعاء الموافق 23 آب / أغسطس الحالي على القناة الإسرائيلية "12"، الذي اعلن فيه "حقي وحق زوجتي وأولادي  في التنقل والحركة في الضفة الغربية المحتلة "يهودا والسامرة" أهم من حق العرب. حقي في الحياة يأتي قبل حقهم في الحركة." وعاد امس الاحد الموافق 27 آب / أغسطس الحالي ليؤكد تصريحه، حسب صحيفة "جيروزاليم بوست"وهو يدخل مقر الحكومة. اضف الى انه كرر رسالته التحريضية العنصرية في شريط فيديو يوم الجمعة الماضي الموافق 25آب / أغسطس الحالي جاء فيه "إن حقنا في العودة إلى "وطننا" بسلام، والسفر في الضفة، وعدم التعرض للقتل، له الأولوية على حرية التنقل لسكان السلطة الفلسطينية."  وكان رئيس حكومة الترويكا الفاشية، نتنياهو دافع عن ربيبه وحليفه الفاشي بن غفير للتخفيف من الحملة الدولية الرافضة الخطاب العنصري للوزير الفاشي بن غفير.
ولكن اسأل كل الذين انبروا في اطلاق تصريحاتهم ضد بن غفير وموقفه العنصري والفاشي، على أهمية ذلك، اليس موقف بن غفير الوجه الحقيقي للدولة الإسرائيلية اللقيطة؟ وهل التصريح جديدا، ووليد اللحظة، ام انه متجذر في التربة الصهيونية؟ واليس الخطاب الصهيوني برمته منذ شعار الحركة الصهيونية الأول "ارض بلا شعب، لشعب بلا ارض" وشعار "ارض الميعاد" و"العمل العبري" و"الطرق الالتفافية" وغيرها مما ينضح به مستنقع التربية والثقافة الصهيونية الاستعمارية، وما رافقها من جرائم حرب وعمليات تطهير عرقي نجمت عن المجازر الوحشية منذ ثلاثينيات القرن العشرين وحتى اليوم هي التربة الخصبة التي أصلت وعمقت خطاب الفصل العنصري الإسرائيلي."
عنصرية بن غفير الفاجرة ليست سوى عنوان بسيط في منظومة تربوية وثقافية صهيونية عنصرية قديمة قدم وجود الفكرة الرجعية العنصرية الصهيونية، وليست وليدة الامس. وعليه تفرض الضرورة محاكمة المشروع الصهيوني الكولونيالي برمته، وليس بن غفير وسموتريش ونتنياهو وغيرهم لوحدهم، او فصلهم عن مكونات المشروع الام. لانهم جزء لا يتجزأ من المشروع والمكون التربوي الثقافي الصهيوني الأساس، واتخاذ قرارات اممية واضحة وجلية لتوصيف إسرائيل والحركة الصهيونية كدول فصل عنصري، وحركة رجعية عنصرية وفاشية، وإعادة الاعتبار للقرار الاممي السابق، الذي شخص حقيقة الحركة الصهيونية، وأُسقط في غفلة من الزمن في مطلع تسعينيات القرن الماضي من قرارات هيئة الأمم المتحدة، وهذا مسؤولية القيادة الفلسطينية، واعتقد ان الفرصة مؤاتية لانتزاع قرار اممي بهذا الخصوص، رغم سطوة واشنطن، ورفض الغرب الأوروبي وتساوق بعض العرب. فهل نحن جاهزون للتحرك؟
[email protected]
[email protected]