العاروري: لا مناص من حرب شاملة تطرد الاحتلال من الضفة الغربية كما طُرِد من قطاع غزة

بي دي ان |

24 أغسطس 2023 الساعة 08:48م

صالح العاروري

أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، الشيخ صالح العاروري، أنه لم يعد هناك مناص من معركة شاملة في الضفة الغربية، ولا خيارات أمام الشعب الفلسطيني إلا أن يطرد الاحتلال الإسرائيلي كما طردهم من قطاع غزة.

وقال العاروري"، في تصريحات صحفية متلفزة، اليوم الخميس، إن تصاعد المقاومة في الضفة رغم التحديات غير المسبوقة، هو أحد مفاجآت الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أن تصعيد الاحتلال لإجراءاته ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته والاستيطان هوالذي تسبب بتصاعد هذه المقاومة المستمرة منذ بدء مشروع الاحتلال، إلا أنها ترتفع أحيانًا وتنخفض بسبب شدة القمع والحصار والمؤامرات.

وأضاف أن "الضفة الآن تعود إلى صفحات المجد المتكررة، وشعبنا موحد في الضفة وغزة والداخل والشتات، ومتمسك بحقه وثوابته، وجاهز ليخوض مواجهته بالمقاومة من أجل تحصيل حقوقه والدفاع عن مقدساته وماضيه وحاضره ومستقبله".

وتابع أن "الوعي الجماعي والعقل الباطن وثوابت شعبنا تعود مرة تلو مرة إلى الجادة الحقيقية للتعامل مع المحتلين، وهي المقاومة، ولذلك كل المراهنات وكل محاولات دايتون لخلق الفلسطيني الجديد وتشديد القمع والاضطهاد والإبعاد وهدم البيوت والقتل لا تجدي نفعا".

ووجه التحية لشعبنا الفلسطيني المقاومة والصامد بدءًا من القدس والمسجد الأقصى وانتشارًا لكل شعبنا

وتابع العاروري، لن نستسلم ولم يسبق لشعبنا أن ناقش فكرة الاستسلام، مؤكداً ان كل ممارسات الاحتلال على مدار عقود لن تجدي نفعاً مع الشعب الفلسطيني

وبيّن أن الاحتلال يريد استئصال الشعب الفلسطيني من أرضه وتاريخه ومقدساته، ويزرع مكانه الزيف، مضيفًا: "ما دامت هذه الحرب استئصالية، فالطارئ على هذه البلاد والمستجد والمحتل وشذاذ الآفاق الآتون من كل مكان في العالم، هم الذين سيقتلعون ويذهبون كما حدث مع غيرهم من الغزاة، ويبقى هذا الشعب". 

وشدد "العاروري" على أن "حماس" جزء من الشعب وفي قلب مقاومته، ولا تقبل بأن تغيب عن المقاومة، مشيرًا إلى أن سعى حركته لتكون ثقل المقاومة لما لها من شرف في صدارة الدفاع عن الشعب والأرض والمقدسات.

واستطرد بالقول: "أنا أتفاءل أكثر عندما تكونهناك عمليات مقاومة فردية من أشخاص ليسوامنخرطين في أي تنظيم، لأننا كلنا في تنظيم واحداسمه الشعب الفلسطيني، هذا هو تنظيمنا الذي تعمل كل الفصائل وأبناء الشعب من أجله".

ولفت إلى أن الاحتلال وإجراءاته القمعية دفعت كل أبناء الشعب الفلسطيني إلى الانخراط في المقاومة الشاملة، وذلك بإعلانه خططه في السيطرة الاستيطانية على الضفة الغربية وتهويد القدس والاستيلاء عليها.

وأضاف: "هو يهددنا بالقتل، وليس لدينا خيارات لأن نستسلم وأن نتوقف عن المقاومة، وبكل صدق ومسؤولية وشفافية، مثل ما يستشهد أبناء شعبنا، وأصغر شهيد من أبناء شعبنا تاج على رؤوسنا وأكرم منا لأنه سبقنا بالشهادة، ونحن على نفس الدرب".

وأكمل: "نحن مثلنا مثل أبناء شعبنا، ونقطة قوتنا التي لا يمكنهم أن يبارونا فيها أننا نحب الشهادة ونرغب بالشهادة، ونراها قد طالت، ولا تخيفنا أبدا تهديداتهم لنا بالشهادة".

وأشار بأن التهديدات لم تخفنا سابقا ولا تنفيذ التهديدات، مشيرا إلى أن قيادات الحركة وكوادرها ومقاتليها وأبرياء استشهدوا، والشيخ نزار ريان قصف الاحتلال بيته وهو يعلم أن أكثر من 20 فردا من أسرته داخل البيت، واستشهد وإياهم جميعا، وماذا يهددونا بعد ذلك؟.

ولفت العاروري إلى أن الاحتلال منذ أن بدأ الصراع يرتكب الجرائم بحق شعبنا ولم يتوقف، ومن يوم نشأة الاحتلال بدأ مسيرته بمجازر ضد شعبنا الآمن، وقتلوا الأهالي في بيوتهم ومزارعهم من أجل أن يروعوا شعبنا ويهجروه ويقيموا الكيان على أنقاضه.

قال العاروري إن المقاومة في الضفة تتصاعد في ظل تحديات غير مسبوقة، والاحتلال هو الذي يدفع بتصاعدها من خلال إجراءات غير مسبوقة ضد شعبنا ومقدساتنا وبالاستيطان وبالاحتلال.

ونوه بأن ما يخلقه الاحتلال من دوافع لدى شعبنا أكبر سبب لإشعال المقاومة في الضفة الغربية، وحين تتحول المقاومة إلى شعبية كاملة فهي بسبب إجراءات الاحتلال، وهو الذي يدفع بكل أبناء شعبنا للانخراط في المقاومة.

وأعرب العاروري عن تفائله حين تكون أعمال المقاومة فردية من أشخاص غير منظمين، قائلاً: "نحن كلنا في تنظيم واحد اسمه الشعب الفلسطيني"، مضيفاً: "كل يوم نتأخر في هذه المواجهة سنخوضها في ظروف أصعب وأسوأ استراتيجيا، ولذلك يجب ألا نتأخر".

وأوضح: "حماس جزء من الشعب وفي قلب المقاومة تاريخيا، ونحن حاضرون في المقاومة، ولا نرضى لأنفسنا أن نغيب عن مقاومة شعبنا، ونسعى لأن نكون في ثقل المقاومة".

وأضاف العاروري: "شرف لنا وواجب علينا أن نكون في صدارة المدافعين عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وأطفالنا، وواقعنا كله، كل فترات المقاومة منذ أن انطلقت حماس كانت حاضرة فيها بكل قوة، ونحن حاضرون في موجات المقاومة".

وتابع: "ما يعزز ثقة حماس بالمقاومة أننا ننجز في المقاومة، لافتا إلى أنها الانتفاضة الأولى أجبرت الاحتلال على التراجع، وفي الانتفاضة الثانية طردت المقاومة الاحتلال من غزة، وكان على طريق الخروج من الضفة أيضاً، مضيفاً: "نحن واثقون أننا سنخوض معركة وندفع ثمناً فيها مثل ما دفعناه في كل موجات المقاومة، لكن سنحقق انتصارا".

وأشار العاروري إلى أن وزراء الاحتلال أخذوا قراراتهم، وسخروا لها الأدوات، وعملوا لها البنية التنظيمية والقانونية لإنجاز المخططات الاستيطانية، وهي السيطرة على الضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى عبر ملايين المستوطنين، وفرضوا على شعبنا أن نخوض معركة مواجهة الاستيطان والاحتلال.

وشدد على أن الضفة ستعود إلى صفحات المجد المتكررة، ونحن شعب واحد في كل الأماكن، وله السلوك نفسه، وصامد، ومتمسك بحقه وثوابته، ودائما جاهز لأن يخوض مواجهاته ومعاركه ومقاومته من أجل تحصيل حقوقه، ودائما جاهز للدفاع عن مقدساته وعن ماضيه وحاضره ومستقبله، ودائما يفاجئ الاحتلال.

ولفت نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى أن الاحتلال استئصالي يريد أن يستأصل شعبنا من هذه الأرض، وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا ومقدساتنا وأحلامنا وآمالنا وطموحنا وآثارنا وحضارتنا، ويريد أن يقتلعه كأنه غير موجود.

وشدد على أنه لا نية لدى شعبنا أن يستسلم، ولم يسبق أن ناقش فكرة الاستسلام، وما دام أن الحرب استئصالية، فالاحتلال طارئ على هذه البلاد، وشذاذ الآفاق الذين يأتون من كل العالم هم الذين يقتلعون ويذهبون كما حدث مع غيرهم من الغزاة والمستعمرين.

ونوه العاروري بأن قلب المعركة والاستهداف في الضفة الغربية وأن كل شعبنا مستهدف، وعلى كل فلسطيني وكل عربي وكل مسلم أن يكون له سهم في هذه المعركة، معركة تحرير الأقصى والدفاع عنه ومنع تهويده.

ولفت إلى أن المشتبكين مع الاحتلال في الضفة والخلايا المقاومة برغم عددهم المحدود، يجعلون الاحتلال في حالة توتر دائم واضطراب وحيرة، وفقدان للأمن الشخصي للمستوطنين، ومحاولة حكومة الاحتلال لجلب ملايين المستوطنين تصبح صعبة.

ودعا العاروري شعبنا إلى تصعيد المقاومة إلى مستوى يضع العالم كله أمام مسؤولياته، مبينًا أن العالم سيقف مع شعبنا حينما يرى إصرارنا واستعدادنا لخوض الغمرات من أجل الوصول إلى حقنا.

وأردف: "يوجد لدى شعبنا أسلحة أكثر من المستوطنين، وممنوع تحييد السلاح، وهجوم المستوطنين على قرانا وهدمها، بحماية من الاحتلال، يدلل على جبنه، وأي بلدة يواجه بها المستوطنون بالنار لا يعودون إليها، فهم جبناء وممنوع أن يفلتوا من العقاب والقصاص".

وفي ظل تصاعد الاستيطان في الضفة، أكد العاروري أن الحركة واضحة في مواقفها، ونحن كشعب فلسطيني يجب أن نخوض معركتنا ضد الاستيطان، والحركة حتى الآن تنفذ عملياتها ضد الجيش والاستيطان، لكن الاستيطان هو قلب الاحتلال وأخطر وجوهه.

وشدد على أن شعبنا قادر على مواجهة الاستيطان، محذرا إياه أنه إذا تقاعس عن خوض المعركة سيأتي يوم الحسم في خطة الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش، المسؤول عن كل شيء في الضفة الغربية بالحكومة الإسرائيلية، ليهجر الشعب الفلسطيني.

وأوضح العاروري أن خطة الوزير الإسرائيلي والتي يتبناها اليمين الإسرائيلي أن الأردن لإسرائيل، لكن ستتنازل عنه ليكون دولة فلسطينية ويذهب كل الشعب الفلسطيني إليها وتبقى إسرائيل بلا شعب فلسطيني.

وشدد على أنه يجب مواجهة هذا المخطط الآن، وأن لدينا الفرصة في ظل الانقسام الداخلي وفي ظل تراجع حضور إسرائيل في الإقليم ومساعي التطبيع، وفي ظل انقسام عالمي وموقف سلبي غير مسبوق تجاه الحكومة الإسرائيلية بسبب تطرفها وخروجها عن كل القوانين والأعراف الدولية.

وأكد العاروري أنه لم يعد هناك مناص من معركة شاملة في الضفة الغربية، تنتهي بطرد الاحتلال منها، مشيراً إلى أن شعبنا لديه الفرصة لأن يخوض المعركة ضد الاستيطان، ونفوز بها ونخرجهم من الضفة بدل أن يخرجونا منها.

وأشار إلى أنه في خطة حماس أن تبيّن لشعبها وأمتها والعالم خطورة حكومة الاحتلال ومخططاتها العلنية المكشوفة الساعية إلى تدمير شعبنا وتهجيره والسيطرة الكاملة على الضفة الغربية، وأن تعزز وتدفع وتوفر كل ما يلزم، وأن تكون في المقدمة بمقاومة مشروع الاستيطان في الضفة، وسنفوز وسنطردهم من الضفة كما طردناهم من غزة.

معركة إقليمية 

ونوه العاروري بأن كل خطوة يخطوها الاحتلال في عدوانه على شعبنا لدينا الخيارات للرد عليها، وأن أي عدوان على المسجد الأقصى بهدف السيطرة عليه وتغيير الوضع القائم فيه سيواجه بمعركة وحرب إقليمية، وأن مخططات "سموتريتش" لاقتلاع شعبنا وزرع الاستيطان مكانه، ومخططات نتنياهو لمهاجمة إيران وحزب الله ستتسبب بحرب إقليمية، وحكومة الاحتلال تقود المنطقة إلى حرب.

وأوضح أن أمريكا وبعض الدول العربية والسلطة تطالب بالهدوء وتوقف شعبنا الفلسطيني عن المقاومة في ظل استمرار مخططات الاحتلال وحكومته بالسيطرة على القدس والضفة الغربية، وهو أمر مؤسف.

ولفت العاروري إلى أن المخاطر التي تحملها حكومة الاحتلال على شعبنا وعلى المنطقة ككل ستسبب بنشوب حرب شاملة بالمنطقة.

وشدد على أن قيادة حركة حماس والمقاومة واثقون حين الوصول إلى الصراع الشامل مع هذا الاحتلال على كل الجبهات أننا سنهزمه هزيمة لم يسبق له أن تجرعها، وستترك آثارا إستراتيجية حقيقية على كل هذا الاحتلال.

وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن الاحتلال يلعب بالنار، وما يفكر به من هدم الأقصى وتعظيم الاستيطان والعدوان على شعبنا وبرامج الاغتيالات سيتسبب بمواجهة شاملة تكسره، ونحن نعرف ماذا نقول، ولن يستطيع أن يقضي على المقاومة، وستتعاظم وستحقق أهدافها.