ما زلنا نقوم بعمل جيد

بي دي ان |

20 أغسطس 2023 الساعة 10:31م

الكاتب
حتى لو أن العالم يبدو أنه صامت أمام الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني فهذا لا يعني أننا نفشل. بالعكس، فلقد حققت الدبلوماسية الفلسطينية الرسمية والشعبية في الخمس سنوات الأخيرة إنجازات مهمة على الصعيد الإقليمي والدولي، ونجحت في تحقيق العديد من الأهداف الوطنية الاستراتيجية، والتي تمثل بعضها بالآتي: 
أولاً: إعادة تعزيز التماسك العربي الفلسطيني وخاصةً بعد البرود الذي أصابها في عهد إدارة ترامب الجمهورية. ولم تكن نتائج القمة المصرية الأردنية الفلسطينية التي عقدت في مدينة العلمين مؤخراً، وقيام العربية السعودية بتعيين سفير لها في دولة فلسطين وقنصل عام في القدس الا مؤشراً قوياً على عودة العلاقات الفلسطينية العربية وإزدياد لحمتها.
ثانياً:  إعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار دولة فلسطين بطلب فتوى قانونية من محكمة العدل الدولية حول ماهية وجود الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي في أرض دولة فلسطين بما فيها القدس. وهذه الفتوى القانونية في حال صدورها ستمثل الاطار القانوني الدولي لإنهاء الاستعمار والأبرتهايد الإسرائيلي الموجه ضد الشعب الفلسطيني. 
ثالثاً: إتساع دائرة العمل النشط في الرأي العام الدولي لصالح القضايا الوطنية الفلسطينية، حيث إعتبرت العديد من المنظمات والأجسام الحزبية والنقابية والبلدية والأكاديمية إسرائيل بأنها دولة إحتلال وفصل عنصري، وطالبت هذه المنظمات بضروة مساءلة إسرائيل وإنهاء نظامها الاحتلالي العنصري على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهنالك العديد من المؤشرات على مثل هذه التحولات؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر؛ إعتراف بعض البلديات الغربية بدولة فلسطين، وإتساع نطاق القبول الدولي لصالح الاعتراف بدولة فلسطين عضواً كاملاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومطالبات مئات النقابات الأمريكية بمجتمع خال من الابرتهايد، إضافة الى ارتفاع وتيرة حملات المقاطعة ضد تمويل الاستيطان في الولايات المتحدة وغيرها من الدول. 
من الواضح ان الدبلوماسية الفلسطينية الرسمية والشعبية نشطة بشكل فاعل، ومن المتوقع أن ترتفع وتيرة هذه الدبلوماسية بعد الخطاب التاريخي للسيد الرئيس محمود عباس في سيبتمبر القادم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يتضمن هذه الخطاب دعوة الجمعية العامة الى قبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الجمعية العامة، وهي خطوة مهمة وأساسية على طريق الحرية والاستقلال. ويجب على جميع مكونات الدبلوماسية الفلسطينية أن تخصص الموارد المادية والخبراتية الكافية من أجل الدخول في هذه المعركة الدبلوماسية. هذه المعركة ستكون شاملة وستوجه أنظار العالم كله الى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وعلينا جميعاً أن نؤمن بقدرتنا على الانتصار في هذه المعركة، وعلينا أيضاً أن نتمتع بالشجاعة الكافية لكي نواجه كافة الضغوط الدولية والإسرائيلية التي من الممكن أن تمارس ضدنا لوقف هذا التوجه الأممي.

• الأمين العام للحملة الاكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي والأبرتهايد