اجتماع الأمناء على صفيح ساخن!

بي دي ان |

29 يوليو 2023 الساعة 09:38م

المشرف العام
على مدار أكثر من عقد ونصف وغزة ما تزال تعج بالأزمات والأحداث والتي أكثرها غير مألوف على مجتمعنا الفلسطيني، خاصة فيما يتعلق بهدم البيوت والتجريف  من قبل حكومة الأمر الواقع، والذي من المفترض أنه في حال استدعى الأمر فلا بد من وجود قرار محكمة من جانب، وتوفير بديل أو تعويض للأسرة المتضررة من جانب آخر.

أما ما حدث الخميس الماضي بتاريخ ٢٧ من الشهر الجاري حيث قام سائق جرافة تتبع لبلدية خانيونس بالتسبب بقتل المواطن "شادي أبو قوطة" أثناء عملية الازالة والتي حسب قول أهل القتيل أنها غير قانونية. 

حادثة أبو قوطة لم تكن الأخيرة ولن تكون وهذا ما حذرنا منه سابقا عشرات المرات في ظل غياب القانون والمساءلة الحقيقية، والذي سيأخذنا في نهاية المطاف إلى زعزعة  السلم الأهلي. 

أزمات كثيرة تعيشها المحافظات الجنوبية ما بين الفقر والبطالة وانقطاع الكهرباء والماء وفرض الضرائب الباهظة وقلة توفير الخدمات، وقمع الحريات وغيرها من التفاصيل اليومية التي يعيشها المواطن على هذه البقعة البائسة، بعد ما كانت غزة شامخة على مدار العصور. 

ونحن الآن على عتبات اجتماع الأمناء العامون في القاهرة والذي دعا إليه الرئيس أبو مازن، وفي هذه اللحظات الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية في ظل حكومة احتلال فاشية يمينية متطرفة، تضاعف الانتهاكات بحق كل ما هو فلسطيني، أضف إلى ذلك ماهو أخطر والذي يكمن في سياسة الزحف الاستيطاني الذي يبتلع الضفة الغربية والقدس الشرقية في خطوة كارثية لإلغاء الوجود الفلسطيني على أرضه، يصاحبه ثلاث سيناريوهات إسرائيلية مطروحة، أولها: هجرة الفلسطينيين  قسرًا أو القتل أو التعايش مع العنجهية الفاشية الإسرائيلية في إشارة إلى إنهاء السيادة الفلسطينية على الأرض. 

لقد توجهت الفصائل الفلسطينية ومازال منهم في الطريق إلى القاهرة إستعدادا لاجتماع الأمناء العامون دون أي تفاؤل أو تفاعل شعبي مع اللقاء، سوا بعض من مطالبات النخب التي جمعت توقيعات على استحياء لمجرد فعل شيء، على الأغلب (دون أي أمل ) بتحقيق انجاز حقيقي يجمع الكل الفلسطيني في برنامج وطني وإستراتيجية واضحة في مواجهة التحديات وعودة غزة إلى حضن الشرعية الفلسطينية، والتي تعتبر أولوية أيضًا، في ظل هجرة آلاف الشباب بسبب الوضع المزري المعاش في محافظات غزة تحت حكم حماس، بالتالي هي رسالة صريحة للرئيس محمود عباس لبذل أقصى الجهود بالتعاون مع مصر الشقيقة لإعادة غزة وهذا مطلب فلسطيني بامتياز يتعالى كل يوم مع صرخات الغزيين وشكواهم من الواقع الأليم. 

فصائليا بكل أسف لم تستطع الفصائل الفلسطينية على مدار سبعة عشر عامًا التأثير أو فعل ما يمكن فعله أو التخفيف من حدة وصعوبة الواقع، ولم تلعب أي دور حيوي، بالتالي لا ندري كيف سيكون تأثيرهم باللقاء، بكل الأحوال يبقى الأمر بيد القوتين الرئيسيتين على الأغلب، وباعتقادي كون الرئيس أبومازن صاحب الدعوة فالمنطقي أن يكون معنيًا بنجاح مبادرته، وذلك بخلاف المرات السابقة التي كانت الشقيقة مصر صاحبة الدعوة والمبادرة. 

الجهاد الإسلامي "ورغم تصريحات سلبية أطلقها الأخ زياد النخالة" بعيدًا عن مطالبته بالافراج عن المعتقلين من الجهاد وهو حق لكل فصيل، فقد يستوجب على حركته أخذ دور وطني جاد في اللقاء وذلك من منطلق المسؤولية الوطنية والأخلاقية الواجبة عليه كما جميع الفصائل.

لم يعد هناك متسعًا من الوقت للمناورة، ولا صبرا لدى المواطنين، ولا رفاهية للقرارات وعلى الجميع النظر وأمامهم فلسطين فقط وليس أي أجندات أخرى.

من المهم التنويه إلى حالة الإحباط التي يعيشها المواطنون بناء على جولات وحوارات عدة سابقة، خيبت آمالهم وهم محقون بذلك، ولكن ربما تختلف هذه المرة لخطورة الأوضاع بالضفة والقدس من جانب، ولأن غزة الآن تجلس على صفيح ساخن، مع شدة حرارة الجو وانقطاع الكهرباء وانعدام مقومات الحياة، ولعلها صدفة قد تشكل طرقًا للخزان، أن يكون اجتماع الأمناء العامون يوم ثورة الكهرباء والغضب في غزة والذي تم الاعلان عنه من قبل المواطنين في خطوة منددة بالواقع ومطالبة بحقوقهم المعيشية وتوفير مقومات حياة كريمة لهم، لذلك في كل الأحوال الجميع مطالب بايجاد حل وعاجل لكل ماهو عالق ويحمل في طياته قنابل موقوتة مقرر لها الانفجار في أي لحظة، وفي وجه أيا كان.