لا في العير ولا في النفير؟!

بي دي ان |

29 يوليو 2023 الساعة 12:42م

الكاتب
قال: امل بائس وانتظار يائس لخروج الماء العذب من النبع المالح..؟!! وطننا غائب وقيمته مهدرة، وقضية تحت رحمة العقول المقفلة والسطحية السمجة.

 قلت: حسابات ما خطرت ببال جحا، والتورط أكثر بمصائب المستنقع الانقسامي أو مخطط الانقسام والخراب الصهيوني. الذي كلما حاولنا الخروج منه غرقنا أكثر، فهل من عاقل وحكيم ينهي اللعبة القذرة قبل أن يصبح تقرير المصير ومشروع  الدولة في خبر كان؟! فهؤلاء يخوضون لعبتهم الانقسامية الحقيرة وقد اعتادوا هذا ولا يمكن لبعض دول الاقليم أن تغلبهم، فهم أبناء سوق وكما يقال: "الوحدة مسألة حساسة جداً"!!

فقال: دعك من السياسة، ودعك من مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، ودعك من الشرعية، ودعك من اللت والفت في هذه القضايا، لكن لماذا يتجاهل سدنة الدجل السياسي وموالسة الانقسام والخراب، حكمة شعبهم دائما؟!!

قلت له: انظر للتاريخ البعيد والقريب والمعاصر، وستجد أنه في  الديكتاتورية الحزبية القائمة علي المصالح و الخوف وطرد العقل، يصبح حق الشعب في الحرية والاستقلال وحق الإختيار؛ او  أن يأكل ويشرب ويلبس ويتنفس ويعيش، أمرا تافها ومضيعة للوقت أمام حق "الشبه حكم" والعشوائية في الاستمرار، و أن تفعل ما يستهويها أو أن تتمتع بما يحلو لها من مصالح.

فقال: بعض مما طفا على الساحة خلال الأيام الماضية، يجبر المرء على التفكير في أن هناك تسارع فى وتيرة الانزلاق نحو كيان  منزوع الإنسانية، بعد نزع استقلاله. و لا يلقى بالا لما ارسلته السماء أو أنجزته البشرية من قيم عليا تحترم البشر، كيانا  يضع كل شيء تحت فوهة مسدس، ويحشر الشعب بين محرقة  وسجن وحظيرة ومطحنة.

قلت:  أن الرابط بين هذه الوقائع هو الاستبداد الحزبي الذي ترعرع في ظلال الديكتاتورية الانقسامية والاستبداد، وطفا على سطح المجتمع، مدفوعا بخصال اللامبالاة والتكبر والتجبر والاستهتار بالقيم والقانون، والاستعلاء والحزبية، بعدما حاز من قوة الشبه السلطة أو سلطة القوة ما جعله يمضي مختالا مغرورا متحللا من ضوابط الاخلاق والذوق والادب والقانون والنظام العام للمجتمع والناس.

هو يتيه بتحرره من كل قيود، فيفعل ما شاء من دون مبالاة بشيء، ولا يستفيق علي صرخات الألم، وأوجاع الناس، ممن ابتعدوا وترفعوا بقناعة ورضا  عن كل اشكال قوة السلطة وسلطة القوة، وأسلموا امرهم إما لقيم نزلت من السماء، أو قواعد واجبة الاحترام، صيغت في دستور أو قوانين، أو نظام ارتضاه المجتمع وأقرته شريعة الحق.

فقال:  ولم لا ... وهي شلة تغول سلطانها حتي لم يعد في قاموسها وأعرافها ما يسمي إنسان، بل مجرد شيء تصادف أنه من أبناء آدم، بلا حقوق خاصة، ولا كرامة تستحق الحفظ، ولا قيمة تستحق الاحترام، أو مجرد كائن حي بيولوجي، يتساوى في نظرها مع دود الأرض وحيوانات المزرعة وأسماك المحيط، واحجار الحوائط، أو هو فقط مادة للعلف ثم الحلب حتي يقطر الضرع دما، ثم الاغتيال بأعصاب باردة، برصاصة رحمة، أو إهمال، أو تحت نيران المحارق المستمرة.
         
لذلك لا تستغرب أنه لا شيء ينجو من بطش هذه الشلة وطيشها وقسوتها وفظاظة أفعالها، أما الكائنات المنسوبة بيولوجيا لآدم فهم إما في سجن يعذبون، و يهملون، أو في حظيرة يساقون، إلي الموت وهم ينظرون، او في معتقل شمشون، ومختبر الجنوب للأسلحة الصهيونية الفتاكة، أو في مطحنة جبايات قاسية يدورون، ترفرف عليهم كلمات من قبيل: نحن هنا باقون. آمل أن أكون مخطئا.