"لمة الأجيال" مبادرة مجتمعية جديدة في بيت حانون (صور)

بي دي ان |

25 يوليو 2023 الساعة 12:57ص

لمة جيل 1984
في حدثٍ لم يكن متوقعاً، أطلقت مدينة بيت حانون مبادرة شبابية جديدة تَلمُ أجيالها بطريقة اجتماعية، غير تقليدية، تشدهم وتجذبهم لذكريات جمعتهم يوماً ولإسترجاع الماضي الجميل.

"لمة الأجيال" مبادرة على أيام متتالية تجمع كل جيل على حدى، يتسامرون عن الماضي الجميل بعد سنوات عديدة مرت على فترة دراستهم الجامعية والمدرسية، استطاعوا خلال هذه اللمة استعادة تلك الأيام لاستمرار الصداقة حتى نهاية العمر، ولم شمل تلك الصداقات التى بترتها ظروف الحياه ومشاغلها، فهي تعتبر محطة جذب مميزة لأجيال أخرى خصوصاً أنهم قاموا بتقديم أنشطة عديدة لتعزيز الروابط الاجتماعية من خلال هذه اللمة، فهي الطريقة الأفضل للبدء بذكريات جديدة أخرى.

هذه الجمعات الجميلة اصطحبتهم في رحلة إلى الماضي إلى زمن السلم والثعبان، والألعاب الصغيرة التي تُحمل باليد، والجلاد، والشدة وغيرها من الألعاب التي يفضلونها وهم أطفال، وأيضاً حلقت بهم إلى كراسة المحاضرات الجامعية، والصباحات الهادئة، فكانت هذه الأجواء تحاكي تجربة العيش في الماضي.

وفي حديث له مع "بي دي ان"، قال كامل تيسير حويحي من جيل الـ 85، إن إطلاق الفكرة قديمة جديدة، حيث كانت الأجيال تجتمع بشكل دوري لكن بعدد محدود جدا، وبدون تجهيزات أو تنسيق موسع.

وأضاف حويحي، لكن المبادرة الجديدة اتسمت بالشمولية أكثر، حيث تلاقى الكثير من الأفراد لأول مرة منذ أيام الدراسة في المدارس.

وأكد، أن الهدف من هذه المبادرة هو استرجاع الذكريات، واستمرارية الترابط بين الأفراد و ما يميز هذه المبادرة أنها بعيدة عن التعصب العائلي والحزبي، وتهدف أيضا إلى نقل و نشر صورة إيجابية عن مدينة بيت حانون.

كما أكد أن المبادرة لاقت إشادة واسعة، وأصبحت الأجيال تتسابق على عمل اللمات، وكان هناك ثناء واسع للمبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك الكثير من وسائل الإعلام نقلت بعض فاعليات هذه المبادرة.

بدوره، قال أحد القائمين على هذه المبادرة وهو من جيل الـ 84:"نحن هنا في مسعى لزيادة الأواصر المُجتمعية والعائلية وتقوية العلاقات من خلال مشاركة الطعام، وما تعقبه من جلسات السَمر".

وتابع:"هذه المبادرة تعد أسرية واجتماعية، نشعر من خلالها بالترابط الأسري والاجتماعي، كما تمنحنا حالة من السعادة وأجواء المرح التي افتقدناها في ظل تسارع الحياة وأزماتها.

ويسترجع ذكرياته مع جيله الـ 84 قائلاً :"أيام ماضينا كانت تتميز بالبراءة والبساطة مقارنة مع أيامنا الحالية، أما الآن الكل يعمل بجد واجتهاد على مدار العام وينشط ويضاعف جهده ليواكب الحياة، اليوم خففنا عن كاهلنا هذه المتاعب وسرقنا بضعٌ من الوقت لنرتاح ونعيد ماضينا". 

وكل جيل من هذه الأجيال في رحلته يحتضن منطقة مخصصة للاسترخاء وركن لمشاركة الطعام معاً، وفي جعبة كل منهم لمة أفكار بل ولمة قصص، وأُتيحت الفرصة لهم بالتقاط الصور التذكارية معاً، كما استذكروا قصصاً وأموراً ومواقف وأفعالاً وأقوالاً عاشوها وقالوها وشهدوها في الماضي، ليؤطرها ذكريات محفوظة في ما يسمونها الذاكرة، حياة الجميع كلها مجموعة هائلة جدا من هذه القصص والأمور والمواقف والأفعال والأقوال.

ولاقت المبادرة اشادة كبيرة من الأجيال الذين عبروا عن سعادتهم من خلال تفاعلهم معها، وهكذا هي بيت حانون مدينة الوئام والترابط وصمام للأمان والوحدة والسِلم المجتمعي.