"الحكومة القادمة" وملف غزة الشائك

بي دي ان |

24 يناير 2021 الساعة 04:47ص

عصيبة تلك الأيام التي نمر بها، تشبه رجالات الحرب حين يسيرون فوق حقول ملغمة من الاتجاهات الأربع، مرحلة صعبة تحتاج منا الحذر والدقة وصحوة الضمير أن نركز تماماً بالوطن ومتطلبات شعب يستحق ذاك الوطن، الوقت الآن يتسع والأبواب مفتوحة على مصراعيها لكل ما هو مثير وجدلي ومناخ يسمح لبث السموم وسط قوم منهك قابل لتلقي أي شيء، يتناسب مع مرارة مترسبة في حلق مواطنين مقهورين، مازالت وستبقى العملية الانتخابية برمتها وآلياتها وتداعياتها تشغل بال المواطنين الفلسطينين المتعطشين لها لممارسة حقهم الديمقراطي المرتقب منذ ما يقارب عشر سنوات، بالتالي هنالك حقوق لهم سيبحثون عنها في خضم هذه العملية وربما قبلها، وهنالك واجبات لابد من تقديمها ليكتمل المشهد. 

المواطنون في غزة تحديداً يعيشون دوامة تشبه الرحى، "الكل فيها مسحوق" لقد صارعوا انقساما شرس كان سبباً في هضم حقوق كثيرة لهم، لعل أهمها "الحقوق الوظيفية" وما نتج عنها من تقاعد مالي وخصم ما يعادل 25% من الراتب وعدم مساواة الرواتب بغزة مع الزملاء بالضفة الغربية إلى العديد من القضايا الوظيفية. 

لكن السؤال الأهم : هل القضايا المتعلقة بالوظيفة هي كل القضايا التي يعاني منها المواطن الفلسطيني، خاصة بغزة ؟؟ بالطبع لا، فتداعيات الانقسام انعكست على كل مناحي الحياة وكل تفاصيلنا اليومية من معابر وتعليم وصحة وأجهزة أمنية وحقوق وحريات، مياه وكهرباء وعمال ، عشرات القضايا التي يجب حلها والخلاص من عناء تعثرها، على الرغم من أهمية قضايا الموظفين التي تعتبر جزء من هذا الكم الهائل من القضايا التي خلفها الانقسام والتي تحتاج حقاً إلى حالة وفاق وطني لتكون قادرة على حلها ما استطاعت، فجميع هذه القضايا تحتاج لمصالحة وطنية وتجاوز مرحلة الانقسام لتصبح خلف ظهورنا، وأنه ليس بالإمكان أن تحل هذه القضايا في ظل الانقسام وقد كان لنا عشرات التجارب المتعثرة والتي باءت بالفشل، ولهذا فإن الانتخابات هي المدخل لحل هذه القضايا والانعتاق من المظالم.

في كل الأحوال الطريق مازال أمامنا لنراقب ولكن علينا أن نتحلى بالأمل والثقة فما زال لدينا من الوقت رغم ضيقه، بالعموم يجب ألا ننسى أن هنالك قضايا كبيرة تمس الوجود الفلسطيني وحياة وكرامة المواطن تحتاج الجهد والعمل الأكبر  في معركة قادمة هي الأخطر.