غالانت قلب الحقائق

بي دي ان |

10 يوليو 2023 الساعة 12:23ص

الكاتب
دون مقدمات اود ان أكشف أكاذيب وزير الموت الإسرائيلي يؤآف غالانت، الذي ادعى يوم الأربعاء الموافق الخامس من يوليو الحالي بعد انسحاب قواته المهزومة من جنين الباسلة ومخيمها البطل، الذين غادروا وهم يجرون اذيال الخيبة والفشل والعار، رغم ان جريمة الحرب الجديدة فجر الاثنين الماضي الموافق الثالث من يوليو الحالي جند لها الجنرال الصهيوني 3000 ضابط وجندي، و200 مدرعة وناقلة جنود وسيارة عسكرية وعشرات الطائرات المسيرة والهليوكبتر والحربية، وتركز الهجوم الوحشي على بقعة المخيم التي لا تزيد عن نصف كيلو متر مربع، وكان مقدرا للعملية العسكرية مدة 24 ساعة، الا ان فشلها في تحقيق أهدافها، تطلب تمديدها ل 24 ساعة أخرى، ومع ذلك باءت أهدافها بالفشل.
مع ان وزير الحرب يوآف غالانت  حاول في بداية مؤتمره الصحفي التركيز امام الصحافيين مساء يوم الأربعاء الموافق الخامس من يوليو الماضي بتعداد ما تمكنت قواته المجوقلة من تدميره في البنية التحتية للمجموعات الفدائية العاملة في المخيم ومحيطه، وقال "انهينا عملية تركزت ضد التنظيمات المسلحة في مخيم جنين، ونحن نتحدث عن منظمات مختلفة ذات قاسم مشترك." أضاف "انه خلال ال48 ساعة الماضية، الحقنا أضرارا كبيرة بالبنية التحتية للإنتاج "الإرهابي"، ودمرنا مصانع الإنتاج المسلح الذي تم إنشاؤه في جنين، " على حد وصفه." واستطرد "منحدث عن عشرات المواقع التي كانت فيها ورش لانتاج العبوات الناسفة، والمختبرات، ومواقع التخزين، وكذلك وسائل أمنية لحراسة مداخل المخيم، والتي حاولت رصد الأنشطة الروتينية." التي يقوم بها جيش العصابات الصهيونية. وأكد ان قواته اعتقلت العشرات من أبناء المخيم ومدينة جنين، وهم من العزل والابرياء، والذين لا صلة لهم باعمال المقاومة، بدليل انه تم الافراج عن العديد منهم بعد اقل من 24 ساعة من انتهاء جريمة الإرهاب المنظم الصهيونية.
لكنه ليذر الرماد في عيون الرأي العام الإسرائيلي، ادعي زورا وبهتانا، انه "فيما يتعلق بالاهداف، فقد تم تحقيق أهداف العملية بالكامل." وتجنى على الحقيقة، عندما أشار ألى انه "ابتداء من صباح الأربعاء، بات للجيش الإسرائيلي والشاباك حرية عمل أخرى في جنين."  وأضاف كذبا وتزويرا: "تحققت المفاجأة بفضل هجوم جوي مفاجئ... وتركيز كبير لقوّات عالية الجودة، جاءت من اتجاهات مختلفة في الوقت ذاته، ومرافقة جوية... وكذلك رصد ما كان مطلوبا". وزعم أنه "في الواقع... في لحظة الحقيقة، اختار المخرّبون في جنين، الاختباء أو الهروب". وفق صحيفة "جيروزاليم بوست."
وكما ذكرت في قراءتي الأولى لعملية جنين ومخيمها "ما بعد جنين"، اكدت فيها فشل العملية العسكرية الإسرائيلية، حيث طالب العديد من الخبراء العسكريين الإسرائيليين بضرورة سحب القوات من المصيدة التي وقعوا فيها في جنين ومخيمها. وشكك العديد منهم باكاذيب ومزاعم غالانت وكل مكونات حكومة الترويكا الفاشية.
وهذا ما يكشفه تقرير سريع ومختصر مسرب عن العقيد آفيف باروخ، قائد عملية "البيت والحديقة" نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" ومترجم للعربية من صحيفة الحرية يوم الجمعة الموافق السابع من يوليو الحالي، وأكتفي بما حمله التقرير دون إضافات لكي يدرك المواطن الفلسطيني والعربي عموما والرأي العام الدولي الحقيقة.  
سيدي الجنرال يوآف غالانت وزير الحرب الإسرائيلي
بصفتي القائد الميداني لعملية البيت والحديقة
العقيد في وحدة دوڤدڤان آفيف باروخ
فأنني أرفض تماماً أن يتم نسب الفشل للقوات العاملة في الميدان فقط
وأرى من حيث الوقائع الي عشناها داخل العملية بأن الفشل يلحقنا جميعاً لعدة أسباب أهمها :
أولاً :
المعلومات الاستخبارية التي وصلتنا قبل العملية حول طبيعة المقاتلين هناك حيث تم تشخيص المقاتلين بأنهم عديمي خبرة ميدانية في المعارك وأنهم غير منظمين وأن أغلبهم مواليد ما بعد العام 2002
هي معلومات غير صحيحة إطلاقاً والصحيح منها فقط هو تواريخ الميلاد
أما عن ما لقيناه على الأرض أثناء العملية، فأنهم مقاتلون مدربون جيداً مستعدون جيداً منظمون جداً يظهرون من العدم يطلقون النار علينا ويختفون في العدم مرة أخرى كأنهم جزء من حجارة الأرض، يشبهون البرق الذي يظهر فجأة ويختفي كأنهم خاضوا ثلاثة حروب عصابات ومعارك عديدة
يحترفون القنص ورصاصهم يُصيب الرؤوس كأنهم دربوا الرصاص على ذلك
كما أنهم مقاتلون عقائديون وهذا ما يخشاه أي جيش
أولئك المقاتلون الذين يذهبون للموت كما يذهبون لشرب الماء بأسلوب حرب العصابات
وكان المكان هناك ينتمي إليهم وكان يلفظنا كغرباء
لقد قاتل كل شيء معهم الأرض، المنازل، الشوارع
لذلك هدمنا البيوت وحفرنا الشوارع ولكن لا مناص
كانت المعلومات سيدي الجنرال لا تصف الواقع الحقيقي
لقد القيتم بالقوات إلى مصيدة تجهلونها.
ثانياً :
عن تجهيزاتهم، قلتم لنا أن سلاح الجو قصف البنية التحتية التي يصنعون من خلالها القنابل المتفجرة وقلتم لنا أنها مجرد مواسير بدائية متفجرة ولكن الحقيقة على الأرض مختلفة
ويتعدى الموضوع كونها بدائية، بل أنها قادرة على إعطاب المركبات المصفحة وحصد الأرواح لم تكن مجرد مواسير أو أنهم حولوا المواسير لمواسير عزرائيل
كما أننا أكتشفنا وجود أنفاق هناك في المخيم وكانت صدمتنا هناك بالغة، لقد عملتُ سابقاً في غزة وأفهم طبيعة أن يكون هناك أنفاق، هناك طبيعة الأرض طينية ومن المنطقي أن يكون هناك حفر كما من المنطقي أن يكون في فيتنام أنفاق لطبيعة الأرض،
لكن الجنون في جنين لا يعرف المستحيل، لقد حفروا الصخر سيدي الجنرال، هذا شيء مجنون وغير متوقع
وقفت على عين النفق وأنا مذهول منهم، كيف حفروا الصخر بمعدات بدائية كهذه، لكنني تذكرت أنهم جنين وأنهم حفروا في جلبوع قبل فترة بإستخدام أدوات الطعام ففهمتُ العبرة
لكن ما أود أن أشير اليه سيدي الجنرال أنهم حفروا بدون عوازل صوت وبمعدات شبه بدائية ونحن من أكتشفنا ذلك فأين كانت أعينكم وآذانكم قبل أن ترسلونا إلى المخيم ؟
ثالثا:
أعلم أن حديثي في هذه النقطة لربما يحيلني إلى التقاعد ولفحص سلامتي العقلية لكنني لست وحدي وشاهد الجنود ما شاهدته
في البداية شاهد أحد جنودي الطبيب عبدالله ابو التين وهو يحاول قنصنا من أحد البنايات في المخيم فقلت في رأسي أن الجنود يهذون الان تحت الضغط
ثم شعرت أنا شخصياً بوجود محمود طوالبة في المكان
أنا لم آره لكنني عشت كمائنه مرة أخرى، كل شيء كان يحمل بصمته، نوافذ مُلغمة أبواب مُلغمة بيوت مُلغمة من يفعل هذا سواه ؟
هل نحن متأكدون أننا قمنا بتصفيته في العام 2002 ؟
أم أنه درب الأطفال بعد تصفيته ؟ علينا التأكد سيدي الجنرال
كما أن علينا التأكد من مقبرة الأرقام لأنني أعتقد أن جميل العموري وداوود زبيدي قد هربوا من قبورهم هناك
لقد رأيتهم، حين أقتحمنا منزل زكريا رأيت داوود ينظر إلينا ويضحك من أحد النوافذ فقلت هذا وهم ثم ظهر فجأة جميل العموري أمامي وأطلق النار واختفى
ثم شاهدتهم في الأزقة يطلقون النار علينا ويضحكون
هدمنا الجدران بحثاً عنهم، حفرنا الشوارع لكي نقبض عليهم مرة أخرى لكنني رأيتهم يأتون من السماء ولم يكن هناك خلاص
أرجوكم تأكدوا مما يحصل هناك في مقبرة الأرقام فلربما حفروا نفقاً من هناك إلى جنين وعادوا
أعرف أنكم ستقولون في القيادة أن هذا جنون
لكنها جملتي الأخيرة لكم أن الدخول إلى مخيم جنين هو درب من دروب الجنون
هكذا تكون الصورة واضحة وجلية لنتائج جريمة الحرب الإسرائيلية، ولن اضيف كلمة واحدة على التقرير المسرب.
[email protected]
[email protected]