ما بعد جريمة جنين

بي دي ان |

04 يوليو 2023 الساعة 12:02ص

الكاتب
جريمة إسرائيلية جديدة ارتكبتها حكومة الترويكا الفاشية وجيش موتها وقوات النخبة في وحداتها العسكرية المختلفة وفي مقدمتهم قوات المستعربين والطيران الحربي، الذي شن سنة عشر غارة على محيم ومدينة جنين منذ الساعة الواحدة والنصف فجرا من امس الاثنين الموافق الثالث من تموز / يوليو الحالي، وقامت بشكل ممنهج في قصف وتدمير بيوت المواطنين ومسرح الحرية واكثر من مسجد وقصفت المستشفيات. فضلا عن تخريب وتدمير خطوط المياه، وقطعت التيار الكهربائي عن المدينة عموما والمخيم خصوصا، وجرفت الشوارع ودمرت البنية التحتية، وفتحت شوارع موازية خشية من العبوات الناسفة، وقامت باطلاق الرصاص والقنابل على كل مواطن يسير في الشوارع، ومنعت سيارات الإسعاف من الوصول الى الشهداء والجرحى، الذين بلغ عددهم المعلن حتى اعداد هذا المقال تسعة شهداء وما يزيد عن ثمانين جريحا.
ورغم كل القوات والمعدات المستخدمة في جريمة الحرب الجديدة، الا ان الجيش الإسرائيلي لم يحقق أهدافه، وتم كشف المستعربين وقطع الطريق من قبل الفدائيين الابطال على مخططهم الاجرامي الفاشي، ونتيجة فشله وخشيته من الأسلحة البسيطة وإرادة المناضلين الابطال لجأ الجيش لركوب اسطح البنايات وحفر جدران الشقق لتمكين قناصتهم من قتل أي انسان فلسطيني يتحرك، ليس هذا فحسب، بل انهم لم يتمكنوا من التحرك في الشوارع، وقاموا باحتلال بيوت المواطنين وهدم جدرانها والتنقل من خلالها.
وطالب اكثر من خبير ومراقب سياسي وعسكري واعلامي إسرائيلي بانسحاب الجيش الإسرائيلي فورا خشية من عش الدبابير الفلسطيني، لان الفدائيين تمكنوا من الانتشار في محيط المخيم، واوقعوا إصابات مباشرة في صفوف القوات الغازية لجنين غراد ومخيمها الشامخ. ومع ذلك ارتأى جيش العصابات الصهيونية تمديد جريمة حربه لاربع وعشرين ساعة إضافية لتحقيق أهدافه. ولكن لا اعتقد ان نتنياهو وحكومته الفاشية مستعدين لدفع ثمنا سياسيا. لا سيما وانه قام بتنفيذ الاقتحام لجنين ومخيمها أولا لتحسين صورة رئيس الوزراء، الذي تآكلت شعبيته؛ ثانيا وتراجعت مكانة ائتلافه الفاشي؛ ثالثا خشية من ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية، مع انه اخذ الضوء الأخضر من الإدارة الأميركية.
ومن المؤكد ان جرائم إسرائيل المارقة والخارجة على القانون الدولي لن تتوقف، وستعمل على تسريع خطاها لكي وعي الشعب الفلسطيني، وإخضاعه لاملاءاتها وبرنامجها التطهيري والعنصري، لان واشنطن تقف خلفها وتغطي جرائمها، وتبرر عدوانها الوحشي ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وبالتالي لن تكف عن جرائمها الوحشية حتى تصل لاهدافها في إقامة الدولة الإسرائيلية الكاملة على فلسطين العربية التاريخية، وتصفية السلطة الوطنية، والاتيان بادواتها العملية، رغم ادعاءاتها الكاذبة، انها "تريد بقاء السلطة"، والنتيجة ان حكومة نتنياهو السادسة لم تتعلم من تجربة الخمسة وسبعين عاما الماضية، ولم تدرك حتى الان، ان الشعب الفلسطيني الذي اكتوى بنيران اقامتها على انقاض نكبته، لن يرفع الراية، ولن يستسلم ابدا، والنصر بالضرورة سيكون له .  
وحسنا فعلت القيادة الفلسطينية بعقد اجتماعا قياديا برئاسة الرئيس أبو مازن في مقر المقاطعة مساء امس الاثنين، نتج عنه جملة من القرارات الهامة شملت الدعوة لاجتماع آخر للامناء العامين للفصائل برئاسة الرئيس عباس لتدارس الوضع واشتقاق رؤية برنامجية سياسية وكفاحية وقانونية تستجيب لمصالح الشعب وأهدافه وثوابته الوطنية، وطالبت الأمم المتحدة بإلغاء عضوية إسرائيل فيها. لانها لم تلتزم بقرارات الشرعية الدولية، التي أصلت لوجودها، ووقعت على الالتزام بتنفيذ القرارين 181 و194 الامميين، واللذين تعهدت الحكومة الأولى بقيادة بن غوريون بتنفيذها، وطالبت بالحماية الدولية، وأعلنت وقف الاتصالات كافة مع الدولة اللقيطة، واستمرار وقف التنسيق الأمني، وطالبت الأجهزة الأمنية بتحمل مسؤولياتها للدفاع عن الشعب، وأعلنت تقليص العلاقات مع كل من اميركا وبريطانيا المسؤولتان عن وعد بلفور وجرائم إسرائيل المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، ودعت لملاحقة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية، وأكدت انها ماضية في الانضمام لباقي المنظمات الدولية، وأكدت على التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد وبالثوابت الوطنية، وتمسكها بالوحدة الوطنية، وتصعيد المقاومة بكل اشكالها .. الخ من القرارات الهامة.
الان تقف القيادة والشعب امام منعطف سياسي وقانوني وكفاحي هام، ولتستقيم الرؤية الوطنية وتجد القرارات التي صادقت عليها القيادة امس طريقها للنور، لابد من دعوة المجلس المركزي للانعقاد فورا، والعمل على تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي دون تردد، وتطوير عملية الدفاع عن أبناء الشعب في المدن والمخيمات والقرى، وقلب الطاولة رأسا على عقب في وجه إسرائيل الفاشية ومن يقف خلفها. وللحديث عن ملف جرائم دولة المشروع الصهيوني بقية.
[email protected]
[email protected]