دروس الصعود لعرفة والعيد

بي دي ان |

28 يونيو 2023 الساعة 12:34ص

الكاتب
لست في هذه الزاوية واعضاً، ولا خطيبا واماماً للحجيج الوافد من اصقاع الأرض لاداء مناسك الحج في مكة المكرمة ليشهدوا أيامه: يوم التروية ويوم الصعود لعرفه، احد اهم اركان مناسك الحج، ويوم النحر ثم ايام التشريق الثلاثة. وانما اكتب هنا مستخلصا بعض عبر ودروس الحجيج، احد اركان الإسلام الخمسة، وتذكير ادعياء الإسلام من الحركات السياسية الفلسطينية وخاصة انصار وقيادات حركة حماس وكل القوى الوطنية والديمقراطية بتلبية دعوة الداعي "لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك"، والهتاف من أعماق قلوبهم تقربا الى الله، والشعب، وتخلصا من الفسق والمثالب، وتطهرا للذات من الرجس، والانانية بلباس الاحرام الأبيض عقب نية الحج والطواف حول الكعبة المشرفة، وتقديم قرابين الاضاحي، بدل تقديم دماء أبناء الشعب حماية للاهداف الخبيثة التي لا تخدم الا الأعداء الصهاينة واسيادهم الاميركان.
في هذه الأيام المباركة، وأبناء الشعب مع كل اتباع الديانة الإسلامية يتضرعون الى الله تقربا، وتيمنا بابو الأنبياء سيدنا إبراهيم عندما أوفى بمشيئة رب السموات والأرض بذبح ابنه إسماعيل، فعوضه بذبح الشاه عوضا عن ذبح ابنه عليهما السلام، وعرفانا من العلي القدير بايمانه، وصدق مشاعره وقناعته، بأن الله واحد احد، لا شريك له. فبات تقديم القرابين فريضة في عيد الأضحى وفاءً والتزاما من المؤمنين المسلمين، ليس من اجل الذبح، وانما دليلا على الايمان والتخلص من التبعية للشيطان الوسواس الخناس المتمثل بالدول الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة في التاريخ المعاصر، التي تمثل دور ومكانة الشيطان الأكبر على كوكب الأرض. لانها افسدتها، وشرعت كل المحرمات، وانتجت الإرهاب والفوضى وقتل بني الانسان بلا سبب، الا لسبب اغتصاب مصالحهم وحقوقهم وثرواتهم وممتلكاتهم، وحرمانهم من ابسط الحقوق واقامت ركائز الشر والظلم والخيانة في ارجاء المعمورة
وما احوج الشعب العربي الفلسطيني، الذي يقيم على ارض الرباط، وفي اقرب نقطة الى السماء، ويقف في قبلة المسلمين والمسيحيين الأولى. لا سيما وان كنيسة القيامة تتعامد وتتجاور مع المسجد الأقصى في الحوض المقدس، وعلى ارض فلسطين اشيدت اهم كنائس الديانة المسيحية، وحيث تكتمل حجة المسلمين بزيارة المسجد الأقصى المبارك، ثالث الحرمين الشريفين واولى القبلتين، بان يتعلم اتباع تنظيم جماعة الاخوان المسلمين تحديدا، رواد الانقلاب الأسود على الشرعية الوطنية في حزيران / يونيو 2007 قبل ستة عشر عاما خلت من قيمة التقرب الى الله والشعب والوطن، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، والدفاع عن وحدة الأرض والشعب والقضية والاهداف الوطنية، وان تخلع ثوب الإذعان والتبعية للشيطان الصهيو أميركي، وان تعود لجادة الصواب والمصالح الوطنية العليا.
نعم احد اهم دروس الصعود لعرفة، وبدل ذبح أبناء الشعب العربي الفلسطيني في الاقتتال الداخلي، تملي الضرورة التوقف عند حصيلة الستة عشر عاما الماضية الأكثر قبحا وفجورا ولعنة في تاريخ الشعب الفلسطيني، والتفكير بالحصاد الأسود، الذي جناه الشعب نتاج الانقلاب، والتمسك بالامارة الشيطانية الفاسدة، الامارة التي اقاموها باسم "الله" و"الدفاع عن الإسلام" و"المقاومة"، والتي لا تمت لا لله الواحد الاحد، ولا للدين الإسلامي ولا للمقاومة الوطنية بصلة، وانما هي عنوان من عناوين الفسق والشيطنة، وتمزيق وحدة وإرادة الشعب، وقامت لترسيخ المشروع الصهيوني الاستعماري الاجلائي الاحلالي على انقاض استمرار وتعميق نكبة الشعب والأرض الفلسطينية.
ومن شاء التقرب الى الله والصعود الى عرفه تيمنا بابو الأنبياء إبراهيم والرسول العربي الكريم محمد بن عبد الله، عليهما السلام، عليه ان يصعد الى جبل وحدة الشعب، وحماية اهدافه وحقوقه السياسية والقانونية، وحماية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من التقسيم الزماني والمكاني والتدمير اللاحق، وان يكف عن الركض في متاهة الامارة الفاسدة، الرشوة الصهيو أميركية، وان يحمي الشعب من الاحتراب الداخلي، ويلتزم بما تم التوقيع عليه من اتفاقات في مصر واليمن وقطر والجزائر لتعزيز عوامل الصمود في مواجهة التحديات الاستعمارية الفاشية الإسرائيلية.
ليتمكن الشعب العربي الفلسطيني من ذبح الاضاحي تكريسا للوحدة، ودرءا لمخاطر ذبح أبناء الشعب باوامر شياطين الأرض الصهاينة واسيادهم اليانكيين، حتى يتجلى عيد الأضحى عيدا مباركا على كل الصعد والمستويات. وعلى كل المخلصين من أبناء الشعب والأمة العربية والشعوب الإسلامية وانصار السلام في العالم ان يضغطوا على الانقلابيين الحمساويين ليتخلوا عن طريق الرذيلة والفسق والشياطين الصهيو أميركية واتباعهم من عرب وعجم، فهل يعقلوا ويتوكلوا على الواحد الاحد، ويخلصوا النية في ايمانهم وتقربهم لله والشعب وقضيته الوطنية، اهم قضايا العصر التي نكبت بقيام إسرائيل اللقيطة والمارقة والخارجة على القانون؟
[email protected]
[email protected]