هل يجري انقلاب عسكري في روسيا؟ ومن تكون "فاغنر"؟!

بي دي ان |

24 يونيو 2023 الساعة 01:49ص

صورة أرشيفية
اتهم قائد قوات "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين، الجيش الروسي بقصف معسكرات لقواته، الجمعة، بينما نفت موسكو ذلك.

وقال قائد "فاغنر" في رسالة صوتية نشرها مكتبه تحمل نبرة غاضبة، إن قصف الجيش الروسي أسفر عن مقتل عدد "ضخم" من قواته، متوعدا بـ"الانتقام".

وأضاف بريغوجين أن "هيئة قيادة مجموعة فاغنر قررت أنه ينبغي إيقاف أولئك الذين يتحملون المسؤولية العسكرية في البلاد"، مؤكدا أن وزير الدفاع سيرغي شويغو سيتم "إيقافه"، داعيا الجيش إلى "عدم مقاومة قواته".

وقال: "شنوا ضربات، ضربات صاروخية، على معسكراتنا الخلفية. لقد قتل عدد هائل من مقاتلينا". 

وأكد أن شويغو هو الذي أصدر الأمر بتنفيذه. كما اتهم بريغوجين وزير الدفاع الروسي، بأنه طلب إخفاء ألفي جثة من مقاتلي "فاغنر" في مشرحة.

وأوضح بريغوجين أن عدد مقاتلي "فاغنر" يبلغ 25 ألفا، داعيا "الروس للانضمام إليهم"، لكنه نفى أي نية لقيادة "انقلاب عسكري".

وفي المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية قصف معسكرات المجموعة، التي لعبت دورا بارزا في التقدم الروسي داخل أوكرانيا.

وقالت الوزارة للصحفيين إن "المعلومات التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي بشأن الضربة التي شنتها القوات المسلحة الروسية على المعسكرات الخلفية العسكرية الخاصة لمجموعة فاغنر كاذبة".

وأضافت الوزارة أن "جميع الرسائل ومقاطع الفيديو التي نشرت على منصات التواصل الاجتماعي نيابة عن بريغوجين بشأن الضربة المزعومة لا تتوافق مع الواقع وهي استفزاز إعلامي".

بدورها، أعلنت لجنة مكافحة الإرهاب الوطنية الروسية عن فتح تحقيقات جنائية إثر ظهور تصريحات منسوبة لمؤسس شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين.

وجاء في بيان للجنة مكافحة الإرهاب، مساء الجمعة، أن "التصريحات المنشورة المنسوبة ليفغيني بريغوجين لا أساس لها من الصحة".

وأضاف البيان: "على إثر تلك التصريحات فتح جهاز الأمن الفدرالي الروسي تحقيقا جنائيا في الدعوة للتمرد المسلح، ونطالب بوقف الأعمال المخالفة للقانون فورا".

من جانبه، أكد الأمن الفيدرالي الروسي أن تصريحات وسلوك مؤسس شركة "فاغنر" وأفعاله هي في الواقع دعوات لبدء نزاع أهلي مسلح على أراضي روسيا الاتحادية، وهي طعنة في ظهر الجنود الروس الذين يقاتلون القوات الأوكرانية الموالية للفاشية".

وأشار إلى أن التصريحات المنتشرة حول حصول ضربات شنّتها وزارة الدفاع الروسية على جنود شركة "فاغنر" العسكرية لا تمت للواقع بصلة وتعتبر بمثابة الاستفزاز.

وأضاف البيان: "كافة المعلومات التي تم نشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي باسم بريغوجين حول حصول هجمات صاروخية من قبل وزارة الدفاع الروسية على الوحدات الخلفية لقوات فاغنر ليست واقعية وهي استفزاز إعلامي".

وذكر بيان هيئة الأمن الفيدرالية الروسية، أنها تحث مقاتلي شركة "فاغنر" العسكرية على عصيان أوامر بريغوجين واتخاذ كافة التدابير والإجراءات لتوقيفه.

وأضاف: "ندعو مقاتلي شركة فاغنر العسكرية الخاصة إلى عدم ارتكاب الأخطاء التي لا يمكن الرجوع عنها، ووقف أي أعمال عنيفة ضد الشعب الروسي، وعدم الانصياع لأوامر بريغوجين الإجرامية والغادرة، واتخاذ إجراءات لاعتقاله".

وتابع البيان أن الجيش الروسي يواصل تنفيذ المهام القتالية على خطوط التماس مع القوات الأوكرانية في منطقة العملية العسكرية الخاصة.

وفي السياق، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين على علم بما يدور حول مؤسس مجموعة "فاغنر"، يفغيني بريغوجين، لافتا إلى أنه يجري اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة.

وقال بيسكوف للصحفيين: "تم إبلاغ الرئيس بوتين بكل الأحداث التي وقعت حول بريغوجين. ويجري اتخاذ الإجراءات الضرورية".

مجموعة فاغنر هي منظمة شبه عسكرية تقاتل إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا. 

إلا أن بريغوجين أصبح في الأشهر الأخيرة صريحاً بشكل متزايد في انتقاداته للقيادة العسكرية الروسية.

وقال بريغوجين في رسالة صوتية نُشرت على منصة التواصل الاجتماعي "تلغرام"، إن "الشر الذي تحمله القيادة العسكرية الروسية يجب أن يتوقف".

وقال: "أولئك الذين قتلوا أبناءنا وعشرات الآلاف من أرواح الجنود الروس [في الحرب في أوكرانيا] سيعاقبون".

وأضاف: "أطلب منكم عدم المقاومة. أي شخص يفعل ذلك سيعتبر تهديداً لنا وسيتم تدميره. ينطبق ذلك على أي نقاط تفتيش وطيران على طريقنا".

وتابع قائلاً: "السلطة الرئاسية والحكومة والشرطة والحرس الروسي سيعملون كالمعتاد".

وقال: "هذا ليس انقلاباً عسكرياً بل مسيرة نحو العدالة. أفعالنا لا تؤثر على القوات (الروسية) بأي شكل من الأشكال".