العمل الحر: مهارةٌ اعتمد عليها الشباب العربي فضلًا عن شهاداتهم الجامعية

بي دي ان |

07 يونيو 2023 الساعة 03:33م

شهدت المنطقة العربية ظاهرةً جديدةً تعدُّ العمل الحر، أو العمل المستقل، وهي مهارةً محوريةً يعتمد عليها الشباب العربي، سعيًا للتخلص من مشكلة البطالة التي تعد الأكبر تفاقمًا عربيًا، ففي ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها المنطقة، اعتبر العمل الحر خيارًا مهمًا يمكن أن يمنح الشباب فرصًا للتحكم في مصيرهم المهني وتحقيق الاستقلالية المالية.

ويقول مختار الجندي، المدير التنفيذي للتسويق في شركة حوسب التي تدير منصة "مستقل" الأكبر عربيًا في مجال العمل الحر: "إن الشباب العربي يجدون في العمل الحر فرصةً لتحقيق دخلٍ ماليٍ مستدامٍ، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم بشكلٍ مستقل، مما يساهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحقيق نجاحاتٍ شخصيةٍ ومهنية".

وأكد الجندي أن العمل الحر قد ساهم في تطوير البيئة الاقتصادية في الدول العربية، ووفقًا للدراسات، يُمكن أن يؤدي العمل الحر إلى إضافة 945 ألف وظيفة إضافية بدوامٍ كامل في مصر وتحقيق زيادة قدرها 21 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، حيث يعكس هذا التطور تحولًا هامًا في سوق العمل، فقد يصبح الشباب قادرًا على تحويل مهاراتهم وقدراتهم إلى أعمالٍ حرةٍ تُحقِّق الاستدامة الشخصية والاقتصادية.

ويشهد جيل الألفية من الشباب العربي انخراطًا متزايدًا في سوق العمل الحر عبر الإنترنت، يعمل ذلك على تطوير مهارات الشباب، والتعرف على مجالات جديدة، مما يمكنهم من الاستفادة القصوى من فرص العمل الحر، ويقدم سوق العمل الحر للشباب العربي فرصًا لتوسيع شبكة علاقاتهم المهنية وتحقيق توازنٍ بين الحياة العملية والشخصية.

ومع أهمية العمل الحر في تشجيع الابتكار وتوفير فرص العمل، هناك تحديات تواجه الشباب العربي الراغبين في العمل الحر، ومن أبرز هذه التحديات هي نقص التدريب والتأهيل العلمي الذي يمكن أن يساعد الموظفين على اكتساب مهاراتٍ شتى وزيادة فرص نجاحهم، كما تحتاج المنطقة أيضًا إلى زيادة النشاط في تعزيز ثقافة التوظيف والعمل عن بُعد، وتعزيز الإنتاجية وتقليل التكاليف المرتبطة بذلك.

ويشهد العالم العربي تزايدًا في اعتماد الشباب على مهاراتهم والعمل الحر كبديلٍ للتوظيف التقليدي، ما يعزز قدرات الشباب ويوفر فرصًا للنجاح الشخصي والاقتصادي، ومع تحديات النقص في التدريب والتأهيل والحاجة إلى تعزيز ثقافة التوظيف والعمل عن بُعد، ينبغي على الحكومات والمؤسسات العمل على دعم الشباب العربي وتوفير البيئة الملائمة لتطوير العمل الحر واستثمار قدرات الشباب في تحقيق التنمية الشاملة والاستدامة الاقتصادية.