بشار الأسد قتل شعبه .. وفضاء التزييف؟؟!!

بي دي ان |

19 مايو 2023 الساعة 09:39م

الكاتب
بعد عودة سورية إلى الجامعة العربية، علينا أن نقف ونسأل انفسنا عن العبارة التي تتردد كثيرا في الاعلام (بشار الأسد قتل شعبه)، ولكن دعونا بقليل من العقل، نعيد ترتيب الاحداث، هل الشعب السوري حقا قام بثورة ضد الرئيس والدولة السورية؟. 
لنعتبر أن الأمر حدث، الشعب السوري غير مسلح، مظاهرات سلمية تطالب بتحسين الاوضاع المعيشية. قام النظام بمواجهة المظاهرات لرد اعتبار هيبة الدولة، وتراجع المتظاهرون.
فجاة وجدنا في سورية تنظيمات تحمل صبغة اسلامية، بمسميات شتى، والمصيبة أنها ليست من الشعب السوري، بل جاءوا من خارج الأراضي السورية بهدف اسقاط النظام السوري، تملك سلاحا وأموالا طائلة، ودول كبرى تدعمها، وأخرى عربية تمدها بالاموال، وهذه المليشيات تمركزت بين السكان في المدن والقرى والارياف، وبدأت في قمع واهانة الشعب السوري، وثمة من صدقهم أنهم جاءوا لتحريره من قمع النظام.
وتشكلت حكومات خارجية بدعم أمريكي وعربي في انتظار سقوط النظام.
في هذه الحالة، هل كان المطلوب من النظام السوري أن يكتف يديه، وينتظر هذه المليشيات لكي تدخل القصر الجمهوري وتستولي على الدولة.
يجب مواجهة هذه المليشيات المدعومة خارجيا، وثمة اعترافات بهذا الأمر عربيا ودوليا، ومن الطبيعي أن يكون القصف والرد على هجمات المليشيات المتمركزة بين السكان، أن تسقط ضحايا من السوريين، وتهدم بيوت وعمارات سكنية.
في هذه الحالة هل كان نظام الدولة قاصدا قتل السوريين أم يدافع عن نظام الدولة ضد قوى خارجية، جاءت لتدمير الدولة، داعش وجبهة النصرة وجند الشام وعشرات الأسماء جنودها ليسوا من السوريين. 
فكيف إذن قمع بشار الأسد شعبه؟؟.
عبارة رددها الاعلام الغربي والمتعاونون معه، في محاولة لابعاد تهمة دورهم في تسليح ودعم المليشيات الارهابية، كأن النظام السوري يقاتل ضد شعبه، وليس ضد مليشيات خارجية تعالج جرحاها في المستشفيات الاسرائيلية.
بعض الجهلة أخذوا يرددون هذه العبارة دون التحقق من صحتها أو التدقيق في الوضع السوري، بأن الجيش السوري يحارب مليشيات خارجية وليس الشعب السوري، بدليل هدوء دمشق والعديد من المدن السورية.
بعد فشل هذه المليشيات في اسقاط النظام، ودحرها عن الأراضي السورية، تقوم اسرائيل باستكمال المهمة، بالقصف المتواصل على الاراضي السورية، بعد أن شعرت بقوة الجيش السوري في حماية نظام الدولة، لذلك تسعى لاضعاف الجيش بقصف مواقعه، وبالتالي اضعاف النظام، لتبقى هي القوة المهيمنة على المنطقة.
لقد دفع السوريون واللاجئين الفلسطينيين الثمن غاليا، ما بين قتيل أو جريح أو مهاجر من البلد، وما زلنا نتذكر ما حدث في مخيم اليرموك حينما دخلته المليشيات الارهابية، تحول إلى دمار ما زال شاهدا على الجريمة التي ارتكبتها هذه المنظمات بحق الفلسطينيين والسوريين معا.
علينا أن نجعل العقل مرشدنا لا الأهواء أو العواطف، فثمة تجربة سابقة، فقد دمر العراق تحت مسمى امتلاك أسلحة نووية وبيولوجية، وبعد فترة كذبت أمريكا وبريطانيا انفسهم، ولكن ضاعت العراق، والآن دور سورية تحت عبارات لا قيمة لها على أرض الواقع، إنما ذريعة لتدمير سورية والجيش السوري لصالح هيمنة اسرائيل على المنطقة العربية.
غزة: 19/5/2023