بعد العام 75.. هل سيقول المجتمع الدولي كلمته ؟!

بي دي ان |

17 مايو 2023 الساعة 04:03م

المشرف العام
ككلِّ عامٍ يحيى الفلسطينيون ذكرى النكبة، حيث تمَّ تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم قسراً عام 1948، وارتكب الغزاة الإسرائيليون العديد من المجازر والإعدامات التي راح ضحيتها المئات من الفلسطينيين، السكان الأصليين، ومع ذلك حمل الفلسطيني مفتاح بيته التي طرد منها رغمًا عنه وتحت تهديد السِّلاح إلى يومنا هذا، وكلّ واحدِ قد حفظ منزله جيداً، ومنهم من حاول زيارة البيت كلما استطاع ذلك وسمح له بالدخول لأراضينا المحتلة، وبمقدورنا القول هنا أنَّ الصبر والجلد والعزيمة من أهم سمات الفلسطيني الذي لا يكلُّ ولا يمل بالعمل وبذل أقصى الجهد لإثبات حقه المؤكد في أرضه، حقّه الذي يدرك العالم أجمع ولكن يتنكرون له، فلا غرابة لذلك في ظلِّ هذا العالم المنحاز والمنافق والذي يكيل الحقوق بمكيالين. 

لم يستوقفني كثيراً احتفال أوكرانيا بما يدعونه "عيد استقلال إسرائيل"، إسرائيل التي قامت على ذبح الفلسطينيين وطردهم من بيوتهم وسرقة أراضيهم، تتعامل معها أوكرانيا بأنّه حقّ لها فيما "تندب أوكرانيا وتصرخ قائلة: لا يحق للروس اقتحام والاستيلاء على أراضيها، فلماذا تقرُّ كييف هذا لإسرائيل؟ وتعتبره حقّاً فيما تحرمه على روسيا وتستهجنه ؟! 

بكلِّ أسفٍ هذا المناخ السائد دولياً، وهذا العالم المنافق هو المسيطر حاليا، ولهذا السبب يبذل الفلسطيني جهوداً مضنية في كامل أرجاء المعمورة ليوصل رسائله لشعوب العالم ويحكي حكاية شعبه التي سلبت منه أرضه بدعم من دول استعمارية كثيرة مهدت وساندت ودعمت إسرائيل في هذا الظلم التاريخي.

ولعلّ ما يميز إحياء ذكرى النكبة (75) هو إحياء الذكرى بين أروقة الأمم المتحدة وهذا ما لم يحدث من قبل، ورغم أن هذا شيء فيه جزء من إحقاق الحق، واعتراف العالم بعذابات الشّعب الفلسطيني تحت أسوأ وآخر احتلال، إلا أنّ هذا لا يعتبر كافيًا، فبات مطلوب من المجتمع الدولي أن يكف عن انحيازه السافر لدولة الاستعمار وأن يمارس ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل لإنهاء هذا الاحتلال الغاشم، ليتم انعتاق الشعب الفلسطيني ويحيى بكرامةٍ وسلام على أرضه بعيداً عن سطوة الاحتلال وتداعياته بكلِّ مافيها من معاناه وشقاء للشعب الفلسطيني. 

أيامٌ قليلة فصلت بين عدوان دامي شنه جيش الحرب الإسرائيلي على المواطنين الآمنين في غزة وبين ذكرى النكبة، وكأنَّ هذا العدو يعلنها بكل وقاحة وتبجح أنه يضرب عرض الحائط بكلِّ القوانين والأعراف الدولية، والمواثيق الأخلاقية والإنسانية التي أقرتها الأمم بل وأقرتها الفطرة الإنسانية، ولعلَّ العدوان الأخير على غزة في 9 مايو الجاري والذي كان ضحيته، الأطفال والنساء، إضافة لقصف بيوت المواطنين وهم نائمون وقصف بيوت لأطفال من ذوي الاحتياجات، والقائمة تطول من مختلف الجرائم البشعة التي ترتكبها إسرائيل أمام العالم دون أي عقاب أو مساءلة، مع العلم أن الضفة أيضا لم تسلم من بطش الاحتلال والقدس خير شاهدٍ. 

إنَّ العدو الصهيوني يحارب ويقاتل كلّ ما هو فلسطيني حتى لو كان حجرًا، وتقارير منظمة العفو الدولية، وهيومان رايتس وغيرها شاهد موثوق على جرائم وانتهاكات إسرائيل، وكذلك ممارسته للأبارتهايد، لم يعد كلّ ذلك يخفى على أحد، بالتالي في هذه الذكرى الأليمة على قلب الشّعب الفلسطيني وقلوب الأحرار المؤمنون بالحرية لدى مختلف شعوب المعمورة، بات مطلوب تطبيق الأقوال وتحويلها إلى أفعال من حيث الضغط على إسرائيل واتخاذ آليات جادة ونوعية لانهاء الاحتلال الجاثم على صدر الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته ووضع حدّ للمجازر التي يرتكبها يومياً، وهذه المعاناة لن تنتهي إلا بزوال الاستعمار عن الأرض الفلسطينية.

 فلسطيني يعلم الفلسطينيين جيداً ما هو مطلوب منهم فليفعلوا وليكونوا في خندق واحد وإن لم يستطيعوا سيفعل الأحرار وأصحاب المفاعيل ما يتخاذل عنه المتخاذلين، وفلسطين لديها الآلاف من الأحرار الباقون على العهد.