اعتدت على شرب الحليب بالبداية كان أحد أوامر الطبيعة والفطرة وبعدها لارضاء أمي فكانت تجبرني على شربه قبل المدرسة، أحيانا اتقن اغفالها وارميه في حوض المطبخ واتخلص من هذا العبء إلى أن اصبحت مدمنة لشربه مع القهوة، ولا استطيع بدء نهاري دونه وكأن الحياة تجبرك ادمان الخضوع وتصبح عادة. 

سنواتي الأولى كانت مفعمه بالنشاط والمشاغبة والكثير من السلوكيات إلى حدِ ما تدل على قوة الشخصية، الرياضة كانت وما زالت احدى اساسيات حياتي.

السنوات تمر وفي داخلي العديد من التحديات ولكن الهدف واحد وهو التميز ضمن المتميزين وما زلت ابحث عن هذا المكان ولا اقصد مراكز الدولة؛ اقصد التميز بحضوري الفكري والسياسي بالمواقع الدولية. 

لم يكن جمع الأموال هدفي ولم احدده قياس لما اطمح إليه، بل كان وسيلة للعيش بكرامة مررت بأوقات صعبه أحيانا ودافئه، أن تستيقظ وأنت لا تحمل اعباء الحياة بفكرك هذا يعني انك قادر على ادارة امورك، اعترف أنا مبعثرة اجيد التمتع بالمال ولا اجيد تخزينه ليوم أسود كما تقول امي، دائما ابحث عن اليوم الأبيض لانفق ما بجيبي.

خمسون عام تحدي.. الكثير يقول لم اصادف امراءة تعلن تاريخ ميلادها بكل جراءة ولاتخشى العمر.. يا سادة اعشق السنواتِ الماضية فهي كنز جميل، الحياة اعطتني أربع زهرات فخورة بهم.. "يزن، رحمه، ينال، وصغيرتي لانا "..  كيف اختزل اليوم الذي انجبت يزن وكيف رحمه قالت ماما وكيف ينال أصبح سند لاخيه وعزوة لي وكيف انكر سنوات مدللة رحمة "لانا" الأم الثانية رغم تقارب العمر. 

يا سادتي.. خمسون عاماً من الانجازات..
كل حلم أصبح حقيقة.. وما زال الحلم مستمر. 

خمسون عاماً الانسانية رسالتي وفلسطين كانت احدى انجازات العقد (الأربعين ).

خمسون عاماً سفيرة المرأة منذ ولدت إلى يومي هذا اصنع تحديات لاسجل اسمي كسيدة تحمل فكر متحضر تطرح نفسها من خلال أعمالها وان الانوثة لا تغطى بغربال بل تظهر بصورة أخرى، انوثة الفكر وقوة تأثيره وان كوني امراءة لا يعني إني مطمع بل اني قوة وقدوة لكثيرات في المحافل الدولية. 

منها مغموسة بالالم والحزن والقهر وقلة الحيلة وتعاملت بالخبث وكان هناك صديق المصلحة وصديق الوقت  تجرعت من الحزن تلو الحزن، ومنها ما كان ابتسامة جميلة وفرحة لا توازيها فرحة من النجاح والانجاز وصداقة العمر ومحبة الناس.. شعرت به بضعفي ومرضي وكانت هي لحظة الحزم لادرك من قالها قبل تجربتي الخمسينية.. أنا أغلى ما أملك فالصحة تاج الانسان والصديق الحقيقي من يحملك بمواقف صعبة ومن يواجهك بحقيقتك دون تجميل.. الميزان بالعلاقات هو الأساس فالعطاء الكامل للوالدين والابناء وغيرهم يجب أن تستخدم ميزانك ما لك وما عليك. 

احب عمري بتفاصيله لن انكره بل سأحتفل بكل يوم مضى وانتظر القادم بشغف ومحبة وتحدي وهدف.