في يومه العالمي.. كيف يقضي العامل الفلسطيني عيده ؟

بي دي ان |

02 مايو 2023 الساعة 08:27م

المشرف العام
الأول من أيار يوم لا يختلف كثيرا عن أيام تقليدية يعيشها الفلسطينيون تحت نير الاحتلال، يحتفل العالم بهذا اليوم "اليوم العالمي للعمال " ويعتبر في معظم الدول  يوم إجازة رسمية، أما عند الفلسطينيين وإن كان يوم عطلة، فواقع الحال لا يغير في هذا اليوم شيء. 

والعمال الفلسطينيين جزء مهم من النسيج الاجتماعي الذي يعاني من الاحتلال  كبقية الشعب الفلسطيني، خاصة العمال الذين يمتلكون التصاريح للعمل في الداخل المحتل، حيث انعدام مقومات السلامة المهنية أثناء العمل، على خلاف العمال الاسرائيليين الذين تتوفر لهم كل مقومات العمل الآمن، وكذلك الانتظار الإجباري الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على الحواجز العسكرية والمعابر ليبقون العمال لساعات طويلة، مما يتسبب بضغوط نفسية وإرهاق جسدي كبير أدى في كثير من الأحيان إلى وفاة بعضهم إثر نوبات قلبية، إضافة إلى 35” عاملا فلسطينيا وأجنبيا توفوا منذ يناير حتى إبريل 2023 في ظروف مختلفة منهم 27 عاملًا، توفي أثناء عملهم في الداخل المحتل ، كما أن هنالك 93 عاملا قضوا في سوقي العمل الإسرائيلي والفلسطيني خلال عام 2022 من بينهم 6 عمال استشهدوا بعد اصابتهم برصاص جيش الإحتلال الإسرائيلي وهم يحاولون الوصول إلى أماكن عملهم في الداخل.

كل هذا يدلل مدى الاستهتار واللامبالاة من قبل الإسرائيليين تجاه العمال الفلسطينيين، ولا بد هنا من مطالبة المؤسسات الدولية، ومنظمة العمل الدولية على وجه الخصوص، بضرورة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لمعاملة العامل الفلسطيني كما هو العامل الإسرائيلي،، مع ضرورة وضع رقابة مشددة على مرافق العمل في سوق العمل الإسرائيلي، لمنع مثل هذه الجرائم، وكذلك الضغط لمنح تأمين صحي لكافة العمال الفلسطينيين.

مشاكل وأزمات جما يواجهها العامل الفلسطيني في الداخل المحتل بما فيها عدم حصوله على مستحقاته المالية من قبل المشغل الإسرائيلي، ومفيد التأكيد أن هنالك ملايين الشواقل هي مستحقات العمال الفلسطينيين لم يحصلوا عليها بعد، رغم مطالبات وضغوطات فلسطينية كثيرة لم تلق النجاح بعد بالحصول على حقوق العمال. 

ما زال الاحتلال يلعب دورا أساسيًا في الحد من تقدم واستقرار الاقتصاد الفلسطيني خاصة في ظل سيطرته على المنطقة "ج" والتي تعتبر مدخلا هاما لدعم الاقتصادي الفلسطيني وازدهاره، وكذلك سرقة الأراضي الفلسطينية وتدمير الأشجار وسلب المحاصيل مما يتسبب بخسارة فادحة للمزارعين ، كل ذلك يحرم العامل والمزارع الفلسطيني من تشكيل دافعا للعمل والانجاز وكذلك انعدام مقومات السلامة وحفظ الحقوق، 
اضافة لذلك فإن فصل اقتصاد الضفة عن اقتصاد محافظات غزة يؤثر على استقرار حياة العامل وزعزعة حياته المعيشية، ليس ذلك فحسب بل إن هذا الفصل يضرب الاقتصاد الوطني بالمقتل، وهذا من أهم أهداف ومصلحة العدو الإسرائيلي .

من جانب آخر مهم التطرق للانقسام وتداعياته السلبية على العامل وسوق العمل الفلسطيني والذي زاد من حدة البطالة خاصة مركز الانقسام " محافظات غزة " حيث بلغ معدل البطالة "47% فيما بلغ 13% في الضفة الغربية ، مما يعني أنه مطلوب من الكل الفلسطيني العمل بأقصى الجهود لإنهاء الانقسام الذي دمر الاقتصاد كما دمر النسيج الاجتماعي .

في اليوم العالمي للعمال، مطلوب إقامة مشاريع حيوية وتنموية في جميع محافظات الوطن، لتشغيل الشباب واستثمار الكادر البشري، واستغلال طاقاتهم في بناء مؤسسات الدولة وللحد من حجم البطالة الذي أنهك الشباب وأتلف قدراتهم مما جعلهم يغادرون الوطن مضطرين تجاه الموت عبر البحار  لتأكل الأسماك أجسادهم ويلتهم القرش أحلامهم وشبابهم، ويتجرع ذويهم الحسرات .

في يوم العامل، تحديدا في غزة مطلوب خفض الضرائب الباهظة التي تفرض يوميا على التجار الكبارر والصغار وأصحاب البسطات، ودعم مشاريع الشباب، والالتزام بالحد الأدنى للاجور كما أقرته الحكومة الفلسطينية، مطلوب احترام العامل والحفاظ على أجر  يليق بتعب وعمل العامل ويوفر حياة كريمة له ولأسرته وترك كل ما يسبب الضغوط النفسية له، فعمالنا هم صناع الحياة لدينا.