وجهة نظر؟!

بي دي ان |

01 مايو 2023 الساعة 02:52ص

الكاتب
قلت له: عندما سُئل الإمام على بن أبى طالب كرَّم الله وجهه: ما يُفسِدُ أمرَ القوم يا أمير المؤمنين؟ قال: "وَضْعُ الصغير مكان الكبير، والجاهل مكان العالم، والتابع فى القيادة"

فقال: الكثيرمن الأحداث اليومية حولنا كمبارة بين فريقين كرة تأكد هبوطهم للدرجة الثانية "دجل سياسي، وخردة فكرية" فكيف تقدم سياسة عملية علمية تعبر عن قضية شريفة عادلة،لا تتدخل فيها الانقسامات، ولا التعليمات الاقليمة، ولا توجهها الإعتبارات الحزبية والشخصية ولا  تحكمها الحسابات الخاصة، ولا مكان للكلام المرسل...لا وجود للخطب والإنشاء ولا للهمبكة.

قلت: حتي تبقي الاوضاع الراهنة علي حالها من السوء والتردي ، ان لم يكن لاستمرار الدفع بها نحو الاسوأ، ولنبقي نلف وندور حول انفسنا لا نعرف حلا او مخرجا لنا من كل تلك الازمات التي دمرتنا..وهذا هو الانطباع الذي يمكن ان نخرج به ، ايا ما كانت الحقيقة؛ فسوف نبقي حيث نحن ولن نتحرك خطوة واحدة للامام  ، ولن نخرج من الشرنقة الخانقة التي حبسنا انفسنا فيها رغم اقتناعنا انها هي التي اوصلتنا الي هذا الحال المزري من التدهور والفشل والخراب؛ إنها حالة مستعصية وميئوس منها ... ليس لها من دون الله كاشفة!!


وكلما توهمت القضية بالخروج من تحكم  مخطط الانقسام والخراب الصهيوني،و تحكم الأجندات الحزبية والاقليمية، يتم ضغطها وتحجيمها ووضعها في مسار شديد الصعوبة بوسائل تختلف وتتبدل بمرور الوقت، لتبقى دائما جاهزة لتنفيذ نفس الفرضية مرة أخرى، ولتظل تحت سيطرة نفس الخطة بلا نهاية.


فقال: هذه لعنة الانقسام والمصالح الحزبية والخاصة، أن مخطط الانقسام السياسي والجغرافي يقمع و يخرب حتى  نقابات العمال و النقابات المهنية وحتى اتحاد الصناعة و الغرف التجارية؛ فكل ما هو كبير و مؤثر في البلد مؤمم لصالح استمرار مخطط الانقسام والخراب الصهيوني؟! فالأسئلة مبصرةٌ والأجوبةُ عمياءٌ ... الدائرة مغلقة والمعادلة صفرية!!


 أن مخطط الخراب والانقسام الصهيوني يشبه "البلدوزر" لا شيء يقف أمامه إلا ما هو أقوى منه .. وهذه القوة هي قوة شعب مؤمن بالوحدة الحقيقية و بالديمقراطية والدستور، و شعب واعي مثقف يدرك حقوقه، فالوحدة الوطنية تدعم التحول الديمقراطي؛ و جيل الشباب قادمون وبقوة لإنتزاع القضية الشريفة العادلة من براثن وصاية السلطات العنصرية والصراعات الحزبية والمصالح الشخصية. 

قال : و هذا لن يحدث هنا لعدم توفر الشروط. في وطن ليس به من الوحدة والسياسة، والاقتصاد و الصناعة والتعليم الذي يصنع الوعي، فالديمقراطية تتآكل والانقساميون علي الاستمرار بشروطهم وسياستهم " في الدجل السياسي والخردة الفكرية". ودكتاتوريتهم الحزبية وعنصريتهم  الحديدية؛  والتدخل الخارجي لا يهمه سوي مصالحه ومصلحة الكيان التي ينفذها البعض.. لا أمل قريبا بعد فشل وحدتنا، فالجهد الذي صنع تم اهداره والسياسة الحالية أقل وعيا وثقافة وعلما من إن تفهم حقوقها وواجباتها.


قلت: هناك حالات مماثلة ألله أعلم بها، ولكن  محتاجين حقوقنا الآدمية ، ليس فقط السياسية ، شبعنا منذ 17 عاما خراب وانقسام ؛ خوف وقهر ، ثم بطالة وحصار،  جوع وفقر ، ثم هوان ومذلة وقلة قيمة.و فشل اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ولن يتغير حالنا إلا بعد التحول للحكم الديمقراطي، و ليس اتفاق لتقاسم السلطة، أما المسار الديمقراطي، فبالانتخابات النزيهة، وبما تنتجه إرادة الشعب، لا قسمة الغرماء!

 فقال: يومًا ما سنستيقظ من هذا الكابوس ونضحك كما لم نفعل من قبل، قبل أن ندرك أننا دخلنا في كابوس أكبر !! قلت: طبعا كلامك معقول طول ما فيه مخطط انقسام " بالملبن والعسل والسكر". ولكن لكل شيء نهايه، هذا ما يجب أن ندركه من البدايه... والانقسام يصنع بدائلة دون أن يدري.. فالغباء جند من جنود الله...إياك من احتقار الجماهير.