نور عبدو.. فنانة تجمع بين الأشغال اليدوية والرسم بالألوان.. صور

بي دي ان |

16 يناير 2021 الساعة 04:25ص

يعلمك الفن خوض غمار التجربة، يعلمك الصبر للانتصار على لوحتك العنيدة، يعلمك الحب، القوة، الأمل ويُبصر عينيك على كل جميل، فتُخرِج كل ما بداخلك من شغفٍ وحبٍ، ليظهر ذلك الجمال على ما قدمته.

نور عبدو خريجة التصميم الداخلي من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بغزة، عملت في مجالها الدراسي بمكتب هندسي لمدة عامين، وبعد أن تأزُمَ الوضع في قطاع غزة تركت العمل وأصبحت صفرةَ اليدين، هنا كانت البداية لتكتشف نفسها وتنقِّب عما بداخلها من شيءٍ يشغل أوقات فراغها.

تقول عبدو خلال حديثها لـ"بي دي ان" اكتشفت موهبتي من خلال دراستي لمادة الرسم الحر، والتي كنا نُجسّم فيها رسم المباني وبعض الرسومات".

لم تكن البداية لاكتشاف نور قدراتها على رسم المباني سهلة، لتبدأ بعدها بشق طريقها الصعب الذي بدأته بالممارسة والتدريب، لتجعل من لمساتها الجديدة خُطى مميزة لم يخطها أحدٌ من قبل، فخاضت مع لوحاتها تحدٍ استمرَ لأربع سنوات، انتهى بصقل موهبتها واتقانها لرسم الشخصيات.

لاقت لوحات نور إعجاب العائلة والكثير من الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما جعلها تفكر باتخاذ موهبتها مصدرَ دخلٍ تستقل به، مضيفة: "حينها لم انتظر تشجيع أحد، فقمت بوضع خطة لبدء مشروعي الخاص، وجهزت الأغراض اللازمة له".

استطاعت نور الانفراد بإدخال القماش والخرز على اللوحات المرسومة بالألوان، مؤكدة أن شغفها وحماسها وحبها دفعها لمشاركة أعمالها على موقع تبادل الصور المعروف بـ (انستغرام) اسمته "ms.art.noor" ؛ لأنها أدخلت التجسيم وإضافاتٍ أخرى على اللوحات المعروضة.

ولعل أبرز التحديات التي واجهت الفنانة خلال مسيرة عملها هو عدم تقدير الناس لأعمالها التي تجمع بين الأشغال اليدوية والرسم بالألوان في آنٍ واحد، فيتعذر على الناس تفهم سر غلاء لوحاتها، كونها تحتاج لصناعة فكرتها أقمشة غالية الثمن نسبياً، في حين تأتي كورونا لتشكل عائقاً جديداً أمامها، حيث جمدت عرض لوحاتها بالسوق.

وعن طموحها وخططها المستقبلية تحدثت نور "أنا وراء حلمي ساعيةً، لم توقفني كورونا أو غيرها فأنا هنا اصنع لوحاتي التي اطمح لعرضها بمرسمٍ خاصٍ بي، حتى اظهر فيه كل ما أملك من إبداع ويكون متاحًا لأي شخص يراه.

وتؤكد أن طموحها لن ينتهي هنا ومازالت في البداية، بل هنالك الكثير من اللوحات والأفكار التي تراودها ولم تصنعها بعد، ولكن تقبل الناس للفكرة يبقى مصدر خوفٍ بالنسبة لها.

اختتمت نور رواية قصة نجاحها بالقول: "ليس للنجاح عصى سحرية فنُحرزه بالمكافحة فالله يهب للطير رزقه لكنه لا يضعه في عشه، لا شيء يتحقق بالصدفة ولا نجاح بلا كد وتعب".