الاحتلال يعسكِر القدس ويحولها لثكنات مسلّحة قُبيل عيد "الفصح" العبري

بي دي ان |

04 ابريل 2023 الساعة 02:46م

صورة أرشيفية

نشر الاحتلال الإسرائيلي قواته العسكرية في مدينة القدس، وحوّلها لثكنة عسكرية، قبل يوم واحد من عيد "الفصح" العبري، الذي توعدت فيه الجماعات الاستيطانية المتطرفة بـ "ذبح القرابين" في باحات المسجد الأقصى المبارك.

وأعلنت "جماعات الهيكل المزعوم" وحركة "نعود للجبل"، عن مبالغ مالية كمكافآت للمستوطنين الذين يحاولون ذبح "قربان" في المسجد الأقصى، خلال "عيد الفصح" الذي يبدأ غدًا الأربعاء ويستمر أسبوعًا.

وأشارت "جماعات الهيكل" إلى أنها ستقدم لمن يتمكن من ذبح "القربان" داخل المسجد الأقصى 25 ألف شيقل، و2500 شيقل في حال تم اعتقال نشطائها داخل "الأقصى" وبحوزتهم "القربان".

ووسط تهديدات المستوطنين وتحويل المدينة المقدسة لثكنة عسكرية، دعت شخصيات مقدسية؛ لتكثيف الرباط خلال الليلة القادمة وحتى يوم الخميس (13 أبريل/ نيسان).

وقال الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، إن الاحتلال "حوّل مدينة القدس لثكنة عسكرية، حيث جرى تدريب قوات الشرطة بشكل كامل في المدينة، وتكثيف تواجدها في جميع زقاق وشوارع القدس".

وأضاف "أبو دياب" أن هذه الاستعدادات الأمنية ترافقت مع أخرى تجهزها ما تسمى بـ "جماعات الهيكل"، التي وضعت المسرح وجلبت الحيوانات لذبحها في باحات الأقصى، وممارسة طقوسها التلمودية في المكان.

وأكّد أن عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى سيزداد خلال اليومين القادمين، وهذا يفرض بالضرورة تواجد عشرات الآلاف من المقدسيين للرباط في المسجد.

وتابع: "الأعداد الكبيرة من القوات الأمنية المنتشرة في مدينة القدس، مردّها الخوف الإسرائيلي الحقيقي من انفجار الأوضاع في المدينة".

واستبعد الباحث المقدسي أن تقدم الجماعات على "ذبح القرابين" داخل أبواب الأقصى، مبينًا أن قوات الاحتلال قد تسمح لهم بذبحها في حارة "الشرف" التي جرى تهويدها وسميّت لاحقًا بـ "حارة اليهود"، القريبة من أبواب المسجد.

وحذر من أن ذبح القرابين في المسجد الأقصى ستكون الشرارة التي تفجرّ الأوضاع والمنطقة؛ "لذلك لن يجرؤوا على فعلها في باحات الأقصى"، وفق قوله.

ويرجح توتر الأوضاع من ساعات الفجر الأولى ليوم الأربعاء حتى مساء الخميس، وهي الفترة التي ستشهد تواجد رباط عشرات الـآلاف من المرابطين، وستشهد تصعيدًا كبيرًا وخطيرًا حال ارتكبت الجماعات المتطرفة حماقة الذبح في باحات المسجد.

وتابع: "أي اعتداء هو مساس مباشر بمشاعر المسلمين في العالم، ويمثل استهتارًا لقيم الشعب الفلسطيني، ولن يرتضيه أحد من أبناء شعبنا، وسيدفع لانفجار ضخم لن تستطيع إسرائيل استيعاب نتائجه"

من جهته، قال الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك، إنّ يوم غد الأربعاء هو "يوم اختبار لأهل فلسطين".

وأضاف الشيخ "صبري": "غدًا إما أن تفشل الخطة كما فشلت العام الماضي في إدخال القرابين، أو تنجح، وهذا سيمثل النكبة الكبرى على المسجد الأقصى في مراحل تاريخه".

وتابع: "لا مجال لمثل هذه الاعتداءات أن تنفذ، وهي مرفوضة جملة وتفصيلًا، ولن نسمح لهم أن يمارسوا شعائرهم الدينية داخل الأقصى المبارك".

وأوضح "صبري" أن الفرق في هذا العام، أن المسؤولين الحاليين في حكومة بنيامين نتنياهو هم أصحاب فكرة الاعتداء، ويعتبرون أن الفرصة مهيئة لهم لتنفيذ مخططهم العدواني.

وجددّ دعوته لشدّ الرحال للمسجد الأقصى، مؤكدًا أن "شد الرحال فريضة شرعية وواجب على كل مسلم قادر الوصول إلى الأقصى، والتقاعس عنه إثم وعدوان على الأقصى والأمة والنفس المسلمة".

من جهته، كشف المختص في الشأن المقدسي جمال عمرو، عن وجود تدريبات بدأتها الجماعات المتطرفة على "ذبح القرابين" في باحات الأقصى وتوصيل الدماء لداخل المسجد، واصفًا الأوضاع بالقدس، بـ "الهدوء الذي يسبق العاصفة".

وأضاف "عمرو" الذي كان متواجدًا في باحات الأقصى: "الاحتلال جهّز المسرح لتنفيذ جريمته، وتحاول عصاباته الاقتراب أكثر من بوابات الأقصى"، مرجحًا أن تسمح سلطات الاحتلال لهذه العصابات بالاقتراب دون الدخول لباحات المسجد.

ورغم سياسة الإبعاد والاعتقال التي تنفذها سلطات الاحتلال بحق المقدسيين المرابطين في المسجد الأقصى؛ إلا أن القدس تعيش على صفيح ساخن، حيث تدرك "إسرائيل" أنها لن تستطيع أسر شعب برمته سيخرج للدفاع عن قدسه، وفق "عمرو". 

ودعا لضرورة الحث الكبير في المشاركة بصلاة الفجر العظيم في الأقصى، والرباط في داخل وأبواب المسجد، منبهًا إلى أن المنطقة ستكون أمام برميل بارود متفجر؛ في حال أقدمت دولة الاحتلال على حماقة ذبح القرابين في الأقصى، حسب تعبيره.

وأطلقت الجماعات الاستيطانية المتطرفة دعوات لأنصارها لتنفيذ أكبر اقتحام للمسجد الأقصى خلال "عيد الفصح" اليهودي وذبح "القرابين"؛ تزامنًا مع ما أعلنه جيش الاحتلال بفرض إغلاق على الضفة الغربية وقطاع غزة، وإغلاق الحواجز كافة خلال فترة العيد.

يأتي ذلك في وقتٍ تتواصل الدعوات المقدسية لتكثيف الحشد والرباط في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان الفضيل، وتجاوز العراقيل التي يفرضها الاحتلال في محيط المسجد وفي البلدة القديمة، وسط تحذيرات عربية ودولية من تفجّر الأوضاع في فلسطين على إثر تلك الاقتحامات وما يرافقها من استفزازات.