صحيفة "لوموند" الفرنسية: فشل “ثُلاثي” لنتنياهو

بي دي ان |

29 مارس 2023 الساعة 04:25م

نتنياهو
قالت اليوم الأربعاء، صحيفة فرنسية إن بنيامين نتنياهو استسلم للتراجع عن طريق تجميد التصويت على إصلاح المؤسسات المثيرة للجدل، الأمر الذي أدى إلى تأجيج الوضع في إسرائيل.

واعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن موجة الصدمة التي أحدثها نتنياهو بإقالة وزير الجيش يوآف غالانت، أظهرت مدى إضعاف الحس السياسي الذي كان لفترة طويلة مصدر قوة له.

وأضافت أنه بعد أسابيع من الاحتجاجات، دعا غالانت إلى تجميد الإصلاح الذي يقف ضده جزء كبير من القوى الحية للدولة العبرية، والذين يعتبرون أن المشروع الذي يهدف علانية إلى إضعاف القضاء يهدد أسسها الديمقراطية.

ومن خلال مطاردتها بصراحة، أدى بنيامين نتنياهو إلى إثارة هذه التعبئة وأثار تدخلا رسميا جديدا من قبل الرئيس إسحق هرتسوغ، مما عجّل بهذا التوقف التكتيكي.

مع حرصه على تحييد العناصر المتطرفة في التحالف الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، أصبح نتنياهو رهينة لها، لدرجة أن القضية الفلسطينية تخرج من المنطقة العمياء التي بقيت فيها، كما تقول ”لوموند”.

عندما بدأ جزء من الإسرائيليين في التظاهر ضد الإصلاحات القضائية، رفضوا في البداية إقامة صلة مع الحرمان اليومي من الحقوق الأساسية للفلسطينيين. ومع ذلك، فإن حماية هذه الحقوق هي جزء من نفس الواجب الأخلاقي مثل الحفاظ على تلك المتعلقة بالإسرائيليين، تقول “لوموند”.

واعتبرت الصحيفة أن بنيامين نتنياهو لا يستطيع الاعتماد على خبرته في القضايا الدولية لإحداث تغيير جذري، مشيرة إلى أن علاقاته ما تزال متوترة مع الولايات المتحدة، وأضافت أن جو بايدن لم ينسَ التصرفات السيئة لزعيم الليكود -عندما الرئيس الأمريكي الحالي نائباً للرئيس في الفترة من 2009 إلى 2017- ورآ نتنياهو ”يلعب” في الكونغرس الجمهوري ضد الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض.

ولم يساعد مشروع الإصلاح القضائي، وتردد وواشنطن في دعوة نتنياهو رسميا إلى البيت الأبيض، وهو ما يشكل تنصلا لاذعا، نظرا لمركزية العلاقات بين البلدين لإسرائيل، كما تضيف “لوموند”، معتبرة أن التطبيع الأخير بين إيران والسعودية برعاية الصين، وجّه ضربة قاسية لطموح نتنياهو لعزل طهران في الشرق الأوسط.

في حين أن اتفاقات أبراهام مكنت إسرائيل في عام 2020 من إقامة علاقات تاريخية مع البحرين والإمارات، فإن التهدئة بين القوّتين السنية والشيعية في المنطقة، تعمل مرة أخرى على تهميش الدولة اليهودية، وتحويل رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى دور المتفرج، بحسب “لوموند”.

واعتبرت الصحيفة أن عوامل طول عمر زعيم الليكود، غير المسبوق، يبدو أنها تنقلب ضده اليوم، مضيفة أنه على الرغم من مناورته الأخيرة، ما تزال هناك شكوك حول قدرته على تجاوز الأزمة التي تسبب فيها هو بنفسه.