هاجمت هنية... فتح: لا يحق للمسؤول عن معاناة أهلنا بغزة والمقيم بالفنادق الفارهة المزايدة على شعبنا

بي دي ان |

17 مارس 2023 الساعة 02:55م

اسماعيل هنية
أعربت حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ (فتح) عن إدانتها لتصريحات قائد الانقلاب الدمويّ في قطاع غزّة إسماعيل هنيّة، المتضمنة اتهامات للسلطة الوطنية الفلسطينية بأنها تحارب المقاومة، واصفةً إياها بالكاذبة والمضللة والمُسيئة لشعبنا وتضحياته ونضاله.

وتساءلت حركة "فتح"، في بيان صادر عن مفوضيّة الإعلام والثقافة والتعبئة الفكريّة، اليوم الجمعة، أين هي مقاومة حماس المزعومة التي ارتضت بالتفاهمات مع الاحتلال، وتساوقت مع الوسطاء، وصمتت أمام جرائم الاحتلال المتواصلة؟ مضيفة: "يطلّ علينا (هنيّة) قائدُ الانقلاب الدمويّ المسلّح في قطاع غزّة، وأحد المسؤولين عمّا آلت إليه أوضاع شعبنا في القطاع من دمار وخراب، تاجر الدّين والمقاومة من إقامته في الفنادق للمُزايدة على شعب صامد على أرضه يقدّم أبناءه شهداء قربانًا لفلسطين وحريّتها واستقلالها".

وتابعت "فتح" أنّ المزايدة على تضحيات الشهداء والمقاومين على الأرض في الضفة الغربيّة؛ تنم عن حالة العجز التي تقيّد (حماس)، وتجعلها رهنًا لمن يدفع أكثر، موردةً أنّ المقاومة في الضفة، والتي ينعزل عنها أصحاب البنادق المأجورة، والذين وجّهوا سهامهم نحو المقاومين الفعليين منذ تأسيسهم ضمن ارتباطاتهم الإقليميّة ذات الإيديولوجيا اللاوطنيّة، والتي ترى في فلسطين جغرافيا لتنفيذ أجندة لا تمت بصلة للمشروع الوطنيّ الفلسطينيّ؛ ستبقى مستمرّةً بدماء أبناء حركة "فتح" والأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة الذين يشكّلون النسبة الأكبر من عدد الشهداء.

وأردفت أنّ "هنيّة" وقادة حماس الذين فروا من قطاع غزّة بعدما تسببوا بكل هذه المعاناة لأهله تاركين وراءهم شعبا مقهورا مضطهدا محكوما بالقمع والحديد والنار، يئن تحت وطأة ظروف اقتصاديّة ومعيشيّة مَهولة.

وأكّدت "فتح" أنّ صدى العمليّات والأعمال المقاومة في الضفة الغربيّة لا يحتاج إلى دليل أو برهان، وهو طريق أصدق من الخطب الرنّانة والشعارات الزائفة، مستدركةً أن الاقتحامات اليوميّة للمسجد الأقصى المبارك، والعدوان الصهيونيّ المستمرّ، يُقابل من (حماس) بالتهديد الأجوف والوعيد حتى حصولها على حقائب المال. واستطردت أنّ تصريحات (هنيّة) المُسيئة بحقّ شعبنا وشهدائه ومناضليه الصامدين على أرض المعركة لن تحقّق مرادها في زعزعة الوحدة الوطنيّة بين جماهير شعبنا، ووحدة الدم التي تتجسّد على الأرض.

وأضافت "فتح" أنّ شعبنا الذي يتصدّى للمشروع الصهيونيّ الاستعماريّ منذ أنْ وطأ أرض فلسطين؛ سيواصل نضاله الوطنيّ المشروع حتى إقامة دولته المستقلّة ذات السيادة وعاصمتها القدس، داعية حماس وقياداتها إلى الكف عن هذه الأراجيف المجترة التي لم تعد تنطلي على أي طفل فلسطيني صامد على أرض وطنه.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قد وجه انتقادات للسلطة الفلسطينية، قائلا إن المقاومة في الضفة الغربية تتعرض لملاحقة من الاحتلال والسلطة.

واضاف هنية، إن هناك أربعة تحولات ومتغيرات وصفها بالإيجابية تخص القضية الفلسطينية.

وتابع خلال مؤتمر حركة مجتمع السلم الجزائرية "حمس" الثامن، أن أولى التحولات هو صعود المقاومة المسلحة واستئناف الدورة الجهادية مجدداً على أرض فلسطين وخاصةً في الضفة الغربية التي تعرضت لاستراتيجية جزّ العشب خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن المقاومة في غزة وعلى رأسها كتائب القسام ضاعفت قوتها.

وتابع هنية: "المتغير الثاني هو أن الكيان الصهيوني اليوم يعيش في أسوأ أحواله ويعيش صراعا داخليا غير مسبوق، وهذا الصراع اليوم يشكل تحولاً مهماً"، معتبراً "المتغير الثالث هو التغير في النظام الدولي بسبب الحرب في أوكرانيا والتي ستكون نتيجتها نظاما عالميا متعدد القطبية".

واعتبر أن المتغير الرابع والأخير هو الاتفاق الذي أُعلن عنه بين السعودية وإيران والذي سيوحد الأمة وهذه المنطقة وينهي الصراع الداخلي.

ووجه هنية التحية للشعب الجزائري وللرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي رعى الحوار الوطني الفلسطيني، وأكد أن حركة حماس متمسكة بإعلان الجزائر وأنها معنية بتطبيقه كاملاً غير منقوص، لأن شعبًا تحت الاحتلال يتحرر بالوحدة وبالمقاومة.
ووجّه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التحية لدولة الجزائر قيادةً وشعبًا، وقال: إن "الجزائر كانت حاضرةً في التاريخ وفي الحاضر والمستقبل حاضنةً للقدس والمقاومة، وهي التي شكلت مصدر إلهام لحركات التحرر والمقاومة في المنطقة، وما زالت تشكل مصدر إلهامٍ للمقاومة في فلسطين ولحركة حماس على وجه الخصوص، واحتضنت إعلان دولة فلسطين على أرض فلسطين التاريخية".

واعتبر رئيس الحركة أن "الجزائر وقفت سداً منيعاً في وجه التطبيع الصهيوني في المنطقة مع دول إفريقية أصيلة أمام إمكانية اعتبار الكيان الصهيوني عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي وهي التي احتضنت الحوار الفلسطيني على مدار عام كامل وباستراتيجية الصبر على هذا الحوار والتوازن الدقيق في المواقف إلى أن وصلنا إلى إعلان الجزائر".

وأشاد رئيس الحركة بحركة مجتمع السلم وبهذا الفكر وبرئيسها الدكتور عبد الرزاق مقري وبجيلها المؤسس الذي زرع هذه الشجرة الأصيلة التي يستظل بظل هذه الحركة آلاف الناس من أبناء الجزائر، وإن هذا المؤتمر هو حماية لقيم هذه الحركة ومبادئها، ويؤكد أن الإسلاميين جديرون بالشراكة السياسية مع الكل الوطني.

وأشار هنية إلى أن حركة "حمس" لها مثلث ذهبي وهو مستوحى من ثقافة الشعب الجزائري المسلم، ضلعه الأول أنها تنتمي للفكر الوسطي المعتدل، والضلع الثاني أنها انحازت في حالة الصدام للجزائر وللدولة ولهذا الشعب الذي قدم آلاف الآلاف من الشهداء، وأما الضلع الثالث فهو مثل كل جزائري وجزائرية منحازة إلى فلسطين وإلى قضية فلسطين وإلى القدس وإلى المقاومة وإلى خيارات الشعب الفلسطيني.