اللواء أبو حازم الشوبكي.. وأمنيات فتحاوية

بي دي ان |

15 مارس 2023 الساعة 12:26ص

المشرف العام
فرح فلسطيني آخر، فتحاوي بامتياز عاشه الشعب الفلسطيني أمس واحتفل به عبر احتفالات استقبال في كل من الضفة وغزة، ابتهاجًا بالافراج عن القائد المناضل، شيخ الأسرى اللواء فؤاد الشوبكي "أبو حازم" وذلك بعد الافراج عن المناضلين ماهر وكريم يونس، ولكل أسير يطلق سراحه هو نصر وفرح لفلسطين والفلسطينين، وأذكر هنا أبناء يونس من حيث المدة الزمنية الطويلة التي قضاها المناضلين بالأسر. 

أبو حازم الشوبكي "رجل البدايات الذي رافق الشهيد الرمز ياسر عرفات في مختلف محطاته النضالية، مناضل، ثائر تنقل بين العواصم مساندا ومدبرا ومقاتلا، كان بجانب أبو عمار عبر مراحل محطاته النضالية، وحين العودة إلى غزة استلم اللواء أبو حازم الإدارة المالية المركزية العسكرية، أبو حازم ابن مدينة غزة مواليد ١٢/ مارس / ١٩٤٠، لمن لايعرف هذا الرجل، فقد كانت أبوابه مفتوحة للجميع، لم يبخل على أي مواطن طرق بابه بأي مشكلة مهما كان نوعها، كان رجل يصلح بين العائلات وله تقديره، متواضعًا لدرجة غاب فيه الاستعلاء والغرور الذي نراه مع الأسف عند الكثير من المسؤولين والقيادات، خدم أبناء شعبه، وليسمح لي أخي أبو حازم حين أفشي سرًا قد لا يعرفه الكثيرين أن مساعدته للأسر الميسورة كانت ليلا وبعيدة عن عيون الناس والإعلام وما شابه ذلك، له شعبيته وجماهيره التي اعتادت أن تستند عليه وقت الحاجة ويلبي. 

استأمنه ياسر عرفات أبو عمار على الكثير، تم اعتقاله بعد اتهامه بسفينة "كارين A" التي تم القبض عليها بالبحر الأحمر، بعد الانتفاضة الثانية عام (٢٠٠٠) وبناء عليه تم الحكم عليه بالسجن ١٧ عام، رغم مرضه وكبر سنه، وقد رفض الاحتلال طلبات الاستئناف المقدمة في محاولة للافراج عنه قبل انقضاء المدة بحكم المرض وتقدم العمر، إلا أنه قوبل ذلك بالرفض من قبل دولة الاحتلال، وتحمل اللواء مدة السجن بظلمته ووحشيته رغم كل ما يعانيه؛ وصمد صمود الأبطال، القادة، ليكون نموذجًا يحتذى به. 

تم الافراج عن شيخ الأسرى وقد كان أكبر الأسرى سنًا، حيث تم الافراج عنه عن عمر يناهز ثلاث وثمانون عامًا، ليستقبله قيادة الشعب الفلسطيني وأبناء شعبنا بكثير من الفرح والتباهي، ليحتضن أخيرًا أبناءه وأحفاده الذين لم يرهم قط، في غياب موجع لزوجته الفاضلة "أم حازم" رحمها الله. 

يخرج أبو حازم وهناك تجاذبات كثيرة في حركة فتح خاصة ووضع حرج للقضية الفلسطينية عامة، ما أتمناه عبر هذه السطور أن يشكل وجود اللواء أبو حازم بصحبة المناضلين ماهر وكريم يونس حجر أساس قوي لعودة حركة فتح قوية موحدة بما يليق بحركة فتح العملاقة، وبما تتطلبه المرحلة القاسية التي تمر بها قضيتنا في ظل حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، حكومة مستوطنين يتسابقون بالقتل والتهويد والهدم، حكومة تريد شطب فلسطين والفلسطينيين من خارطة الكون، تقوم كل يوم باستصدار قوانين تضاعف من عذابات وآلام شعبنا وتزيد من تضييق الخناق أكثر.

 لقد كان ومازال الرهان على حركة فتح وسيبقى، لأن قوة فتح يعني ثبات المشروع الوطني وصموده، ولأن حركة فتح هي عمود الخيمة باعتراف الفصائل الأخرى، فهذا يترتب عليها التزام حديدي و أن تبقى حركة فتح عند حسن ظن الشعب الفلسطيني، فهي الحركة القادرة على قيادة الشعب الفلسطيني وقت السلم والحرب، بالتالي استوجب عليها أن تشكل نموذجًا بالوحدة أولاً، واحتواء الآخرين من جهة أخرى، وكما اعتدنا أن فتح أم الولد، بالتالي هناك تحديات كبيرة تستوجب مواجهتها بكل قوة وشجاعة، فلسطين بانتظار استراتيجية جديدة وبرنامج وطني وتكاتف فتحاوي- فلسطيني لمواجهة التحديات الجسام، وأعتقد أنها فرصة مناسبة في حضرة القادة الأبطال أن يتحسن المشهد السياسي والاجتماعي والعام، بما يليق بفلسطين الدولة والقدس العاصمة والشعب الذي يستحق حياة آمنة وكريمة، بدلا من ضنك العيش على كل المستويات في ظل استعمار جاثم على صدورنا، وانقسام تسبب بشرخ كبير في الجغرافيا الفلسطينية والنسيج المجتمعي وضرب المنظومة القيمية لشعبنا الفلسطيني دون أي أفق للانعتاق منه على الأغلب في ظل الواقع الحالي، والذي مازال يشكل حالة استثناء وواقع مقيت، وخرق بشع للتقاليد الفلسطينية الحميدة، في ظل مطالبات فلسطينية قائمة بإنهاء هذه الحالة الشاذة.

وليس بالأخير، هنيئا لشعبنا حرية شيخ الأسرى أبو حازم الشوبكي وهنيئا له بين أبناء شعبه الأوفياء.