شيخ الأسرى يعانق الحرية

بي دي ان |

13 مارس 2023 الساعة 11:39م

الكاتب
في يوم الثقافة الوطنية، وميلاد رمزها، سيد الكلمة ورسولها، محمود درويش، وفي يوم الجريح الفلسطيني، عانق المناضل الكبير، وشيخ الاسرى الابطال فؤاد الشوبكي الحرية امس الاثنين بعد إعتقال متواصل دام سبعة عشر عاما قضاها بين اسوار وزنازين السجون الإسرائيلية. انتصر اللواء أبو حازم على الجلاد، وعلى دورة الزمن، وتقدم صفوف اسرى الابطال بعمره المديد (83 عاما)، ورغم المرض متعدد الأسماء والاوجاع، كابد وصمد المشرف على عملية السفينة كارين A التي كانت تحمل الذخائر والسلاح لابطال الشعب من المقاومين في الانتفاضة الثانية، التي انطلقت شرارتها في 28 أيلول / سبتمبر 2000 في اعقاب تدنيس شارون القاتل الصهيوني باحات المسجد الأقصى، فإنتفض الشعب كل الشعب رفضا لنتائج مؤامرة كامب ديفيد2 تموز / يوليو 2000، التي حاول الرئيس الأميركي بيل كلينتون تمريرها أنذاك. لكن الرئيس الراحل الرمز ياسر عرفات رفضها، وقال كلمته العالية: لا للتنازل عن الأقصى، ولا للاقرار باي حق لليهود الصهاينة فوق او تحت ارض أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ولا في حائط البراق، ولا في أي شبر من الأرض الفلسطينية
نعم خرج ابن غزة البطلة والمكلومة بالانقلاب الأسود، شامخا ورافعا رأسه عاليا، وهتف باسم الحرية الحمراء، حرية ابطال الاسر، الذين يقارعون الجلاد منذ 29 يوما في معركة تحد جديدة لكسر شوكة الفاشي بن غفير، وهزيمة مخططه وارهابه الاجرامي ضد الحركة الاسيرة الباسلة في ال23 معتقلا صهيونيا. وأكد أبو حازم ان ابطال المقاومة داخل الباستيلات، أولئك القابضون على جمر الحياة، وشفق الامل، لا مجال امامهم الا الانتصار، فإما النصر وإما النصر.
استحضر فؤاد الشوبكي وهو يقرأ الفاتحة امام ضريح الرمز أبو عمار في رام الله مشواره الطويل مع قائد المسيرة المؤسس للوطنية المعاصرة، وتوقف كثيرا امام ما كان يسعى اليه رئيس منظمة التحرير السابق من انتفاضة الأقصى 2000/2005، والبون الشاسع بين الطموح والاهداف والواقع المؤلم، والثمن الغالي الذي دفع على مذبح الثورة والانتفاضة.
سبعة عشر عاما منذ تم اختطاف أبو حازم في 14 اذار / مارس 2006 حتى تنسمه نسائم الحرية امس الاثنين الموافق الثالث عشر من اذار / مارس الحالي (2023) ليست بالزمن الطويل قياسا باسرى الحرية، الذين حكموا مؤبدات، والذين قضوا أربعين عاما. ولكن مجرد اعتقال مواطن فلسطيني ليوم واحد من قبل سلطات الاستعمار الإسرائيلية يعتبر زمنا طويلا، وجريمة لا تغتفر، لان مبدأ الاعتقال يعتبر إرهابا، ومتناقضا مع القانون الدولي، ومعاهدات جنيف الأربع وحقوق الانسان التي كفلها القانون الدولي.
مع ذلك واجه اللواء فؤاد المحنة بشجاعة واقتدار، وتحدى المرض وإرهاب الجلاد، والعزل الانفرادي وكل اشكال التعذيب والتنكيل الاجرامية، وواصل مع اقرانه من ابطال الحركة الاسيرة الوطنية الدفاع عن حقوقهم بثبات وشموخ، وهمة اسود العز والكرامة، ولم يأبه للزمن، وتأقلم مع واقعه خلال السنوات العجاف الماضية، وانتصر على تعقيداتها وظلاميتها ووحشيتها إلى ان تحرر من قيد السجان امس، وخطى بثبات نحو الشمس والميلاد الجديد ليحتضن أبنائه من الاناث والذكور والاحفاد ورفاق المسيرة من اخوانه وأصدقائه، الذين انتظروه بفارغ الصبر في ترقوميا، وعند الضريح الى ان وصل في السادسة مساءا لترويحة الردانا، حيث استقبل المهنئين بالانتصار على الجلاد الصهيوني.
يوم حريتك أيها المناضل الكبير أبو حازم، هو يوم جديد من الامل يبعث الدفء في عروق اسرى الحرية، ويؤكد المؤكد، ان قيد الجلاد وباستيلاته مهما كانت عالية الاسوار، فإنها أدنى من هامة الابطال، وابوابها وجدرانها واسوارها وتجهيزاتها واجراءاتها الأمنية اوهن من بيت العنكبوت، لان إرادة جنرالات الحرية اقوى، ومعنوياتهم اعلى، وايمانهم اعمق بالحرية، وسلاما لك ولكل اسرى الحرية، الذين مازالوا يقفون في الخندق الامامي للدفاع عن حريتهم وحرية الشعب كل الشعب. وكفارة أيها المناضل الجنرال فؤاد.
[email protected]
[email protected]