نتائج انتخابات جامعة الخليل.. هل تغيير بالمشهد أم وضوح بالرؤية ؟!

بي دي ان |

04 مارس 2023 الساعة 12:17ص

المشرف العام
ربما يكون ما حققته نتائج انتخابات مجلس طلبة جامعة الخليل أمس الثاني من مارس، قد تكون مفاجأة للبعض، حيث حققت حركة الشبيبة الفتحاوية فوزًا ساحقًا "كتلة الشهيد ياسر عرفات" حيث حصلت على " 25 " مقعدًا فيما حصلت الكتلة الإسلامية (حركة حماس) "16" مقعدًا، وطن حر (الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية والمبادرة) (90 صوتا)، نضال الطلبة (جبهة النضال الشعبي) (24).

لعل الملفت في الأمر أن مدينة الخليل يعتبرها الكثيرون معقل حركة حماس بالضفة الغربية، بالتالي ما كان متوقعًا هو اكتساح لحركة حماس، بينما ما حدث هو عكس ذلك تمامًا، فازت الشبيبة الفتحاوية بأغلبية كبيرة. 

والسؤال هنا هل تغير المشهد ؟ أم وضحت الرؤية ؟ 

لا شك أن الوضع السياسي العام وما تمر به القضية الفلسطينية برمتها وأداء الفصائل ومواقفها له دور كبير في ذلك، لم تعد الحقائق في يومنا هذا تحتاج لجهد كبير لتتجلى الصورة أمام الجميع.

فعلى سبيل المثال ما يحدث بالضفة الغربية من عدوان وإرهاب إسرائيلي منظم، واجتياح المدن الفلسطينية وعمليات الإعدام وهدم البيوت وكل الممارسات التي يقوم بها المستوطنون وجيش الاحتلال، فإن حركة فتح على الأغلب هي من تقوم بالدفاع والتصدي، وتدفع الغالي والثمين لصد عدوان الاحتلال وحماية المدن الفلسطينية بما فيها تشكيل لجان شعبية لحماية المواطنين، في حين تكتفي العديد من الفصائل برفع الشعارات، والتهديد، والوعيد دون أي فعل مقاوم حقيقي، بالمقابل ماذا يحدث في غزة تحت حكم حماس التي ثبت بالتجربة وباعترافات من قيادة الحركة ذاتها فشلهم في إدارة وحكم غزة، وهذا ما نراه جليًا في حالة الفقر والعوز، والبطالة، وفرض الضرائب، وإنعدام حرية التعبير، وقطع الكهرباء والماء وحالات الانتحار وهجرات "قوارب الموت" إلى الكثير والكثير من المظاهر الاجتماعية السيئة التي تنغص بل وتعدم الحياة لدى المواطنين، ولعل ما زاد الأمر سوءا هو مغادرة معظم قيادات حركة حماس للبلد مع ظهور الكثير لاستثمارات وأموال الحركة عبر وسائل الإعلام والسوشال ميديا مما يزيد من حالة القهر، والغضب لدى المواطنيين.

وعلى الصعيد السياسي والعسكري، فإن صمت حركة حماس إزاء ما تتعرض له الضفة الغربية من كل ما سبق له الحديث "عدوان الجيش الإسرائيلي والمستوطنين" مع تزايد تهديداتهم دون أي فعل حقيقي لصد العدوان كان له أيضا تأثير كبير. 

أعتقد أن هناك جملة من الأسباب المنطقية أدت لفوز حركة الشبيبة الفتحاوية في انتخابات مجلس طلبة جامعة الخليل في ظل هذه المعطيات، 

ولعل جملة من هذه الأسباب أدت إلى الإعلان عن سخط كبير من قبل أعضاء الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل وغيرها على قيادة الحركة بعد هذه النتائج المخيبة للآمال بالنسبة لهم.