الرد على حرب الفاشيين

بي دي ان |

16 فبراير 2023 الساعة 12:02ص

الكاتب
حرب مكشوفة ومفتوحة تخوضها حكومة نتنياهو الفاشية على الحقوق والمصالح والاهداف الفلسطينية وعملية السلام على حد سواء. تم إزالة الستار عن الحرب المفتوحة يوم الاحد الموافق 12 شباط / فبراير الحالي (2023) في اجتماع الكابنيت الإسرائيلي على الشعب العربي الفلسطيني وعلى القوانين والمعاهدات والشرائع الدولية ذات الصلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى قانون حقوق الانسان. لم يعد شيئا يتم من تحت الطاولة، او في الخفاء والظلام، مع مصادقته على تشريع (9) بؤر استيطانية استعمارية، والعمل على بناء الاف الوحدات الاستيطانية في المستعمرات المقامة.
ولم يعد امام الشعب الفلسطيني وقيادته مجالا للانتظار، ولا مجالا للتفكير، الا التفكير بكيفية الرد والدفاع عن الذات الوطنية، وعن قضية السلام لكسر الهمجية الفاشية الصهيونية وغطرسة الأرثوذكس المتدينيين من اتباع الديانة اليهودية، الذين فجروا، واطلقوا العنان لمجونهم وانفلاتهم من عقال المنطق وقوانين الشرعية الدولية ودائرة السلام، ونفثوا سمومهم على الملأ، واكدوا للمرة الالف بعد المليون، ان دولة إسرائيل اللا شرعية لا تستقيم مع أي عملية سلام مهما كانت محدوديتها، وهذا الموقفف ليس وليد صعود الفاشية الجديدة، وانما هو نسيج ذات إسرائيل الطارئة واللقيطة، دولة المرتزقة والحرب والإرهاب المنظم.
ووفق صحيفة "يديعوت احرونوت"، طلب وزير الامن القومي، بن غفير في الاجتماع شرعنة 77 بؤرة استيطانية فورا. لكن رئيس الحكومة، نصح بمرحلة التشريع، وعدم الاندفاع مرة واحدة، خشية ردود الفعل الدولية. وبالتلازم مع ما تقدم، فإن الكابنيت قرر دعم خطة خليفة الحاخام كهانا الأمنية في القدس الشرقية، عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية عقب عمليات الدفاع الفدائية الأخيرة في قلب العاصمة، وفق القناة ال (14) الإسرائيلية. وعلى اثر ذلك عقب زعيم "القوة اليهودية" "يسعدني أن كابينيت قبل طلبي هذا المساء (الاحد الماضي) بالموافقة على شرعنة (9) بؤر في الضفة، ورغم ان هذا ليس كافيا. لكنها البداية، الا ان الموافقة على الحملة الأمنية الواسعة في القدس وسلسلة الإجراءات الأخرى تعتبر خطوة بالاتجاه الذي رسمناه وحددناه.
كما ان الكابنيت قرر في ذات الجلسة على تخويل لجنة وزراء الامن الوطني (مجلس الوزراء المصغر) البحث في موضوع إقامة مستوطنات جديدة، او تسوية أوضاع المستوطنات في "يهودا والسامرة"، أي الضفة الفلسطينية، التي تعتبر أولوية على الجليل والمثلث والنقب. لان ركائز الرواية المزورة تقع عليها. اضف الى انه تقرر تعيين رئيس دائرة الاستيطان في وزارة الدفاع من دون الإعلان، وهو تعيين سياسي.
وسيتم تسريع اجتماع لجنة التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية لإقرار وحدات سكنية جديدة في المستعمرات المقامة، وتعزيز قوات الشرطة وحرس الحدود في القدس لتنفيذ حملات البطش والتنكيل بابناء الشعب الفلسطيني، ومضاعفة الاعتقالات ضد العزل منهم بذرائع واهية عنوانها "التحريض" و" ودعم الارهاب"، أي للكفاح الوطني التحرري.
والبؤر الاستعمارية التي شرعها الكابنيت، هي: أفيغيل في جنوب جبل الخليل، وغسئيل توراتي في جبل الخليل، بيت جوغلة في أراضي محافظة اريحا، وغفعات هرئيل قرب مستعمرة شيلو/ أراضي ترمسعيا في محافظة رام الله البيرة، وغفعات ارنون بين عقربا وبيت فوريك/ محافظة نابلس، ومتسفيه يهودا على أراضي الخضر/ محافظة بيت لحم، وساديه  بوعز في منطقة الخضر/ بيت لحم، وملاهي هشلوم في أراضي غور الأردن/ محافظة اريحا، وشحريت في كفر الديك/ محافظة سلفيت.
حكومة نتنياهو السادسة الفاشية تتميز عن سابقاتها من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بانها الأكثر صلافة ووحشية وانسجاما مع شعار الحركة الصهيونية الأول "ارض بلا شعب، لشعب بلا أرض"، كونها فتحت جبهات الحرب ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني على مدياتها، وفي مختلف المجالات السياسية والديبلوماسية والقانونية والاقتصادية والأمنية والديمغرافية والجغرافية والبيئية والثقافية الفنية والدينية والتربوية والصحية والرياضية والإعلامية. ولم تعد تداري، او تناور، او تتذرع بحجج وشماعات لتعليق عناوين حربها  المجنونة على الشعب الفلسطيني، وانما شرعت أبواب الحرب من اجل الحرب، وتدمير وتصفية وطرد ممن تبقى من الشعب العربي الفلسطيني، والذين الان يزيد عددهم على عدد اليهود الصهاينة في فلسطين التاريخية، والسيطرة على كل ارض وطنهم الام، فلسطين، وتكريس روايتهم المزورة والكاذبة.
ورغم كل هذا الفجور الصهيوني الإرهابي الفاشي، كان رد الفعل الأميركي الأول على قرارات الكابنيت، ان السفارة الأميركية طلبت من مكتب رئيس الوزراء الفاسد والفاشي نتنياهو الحصول على توضيحات، حسب صحيفة "يديعوت احرونوت" مساء اول امس الاحد. وهو ما يكشف عار ولعنة السياسة الأميركية، وتساوقها مع الحكومة الفاشية، وعدم مصداقيتها تجاه عملية السلام.
لم يعد المشهد الصهيو أميركي بحاجة الى بحث، او استشراف أكثر من هذا الفجور والتنسيق المعلن وغير المعلن، وبالتالي آن الآوان للقيادة الفلسطينية توسيع عملية التنفيذ لقرارات المجلسين الوطني والمركزي، والشروع فورا بتصعيد منظم وشامل للمقاومة الشعبية، والاندفاع نحو الوحدة الوطنية، وعلى حركة حماس ان تعود للحظة لرشدها، لم يعد امامها سبيل سوى العودة لجادة الوحدة الوطنية، وطي صفحة الانقلاب الأسود، لمصلحتها التنظيمية ولمصلحة الشعب الوطنية، ولإن إسرائيل وأميركا وعرب الردة لن يعطوها شيئا، وسيستنزفونها ويعصرونها كالليونة الصفراء، ويلقون بها في الهاوية. كما ان المقاتلين الوطنيين من أبناء حماس، لن يقبلوا المهانة والاستسلام لمشيئة إسرائيل الفاشية.
نعم آن الآوان لقلب الطاولة على رؤوس الكابنيت والإدارة الأميركية دون صراخ ولا جعجعة، وانما بخطوات متزنة ومسؤولة وبما يخدم المشروع الوطني ومصالح الشعب العليا.
[email protected]
[email protected]