دولة الاحتلال بين الحرب السلام

بي دي ان |

12 فبراير 2023 الساعة 02:56م

لا وجود لمصطلح السلام في القاموس السياسي لاسرائيل ولا للصهيونية قبلها. والسبب أن البنية الاجتماعية والسياسية لهذه الدولة بنية فسيفسائية مختلفة الثقافة والفكر هشة الروابط، بل منعدمة احيانا وهكذا ارادها المؤسس الاستعماري الغربي كمستعمرة لحفظ المصالح الاستعمارية في الوطن العربي، لهذا السبب الرئيسي حرص المستعمر على ابقاء هذه الدويلة تحت طائلة الخوف من الاعداء وهم الفلسطينيون بخاصة والعرب عموما، لذلك لن يتخلى المستعمر عن دعم دولة الاحتلال مادامت مصالحه هنا قائمة. 

ولكن الأخطر على وجود هذا الكيان بنيته الفسيفسائية التي ذكرناها إذ لا توجد رابطة تشد هذا المجتمع إلا رابطة الخوف المقتضي وجود العدو المتربص في كل زمان ومكان، بحيث نشر القائمون على الكيان ثقافة الدفاع عن النفس ليبرروا عدوانهم المستمر ولذلك سمي جيشهم جيش الدفاع وليس الحرب تمشيا مع ثقافة الدفاع عن النفس وقبلها التوافق مع فتوى الحاخامين القاضية بانخراط كل قطاعات الشعب في خدمة الجيش فى حال الدفاع. 

ومن انعدام مصطلح السلام من ثقافتهم كليا لأن السلام مقتل وانهيار للدولة من داخلها. ولحسن الحظ التقط هذه الظاهرة السلبية لدى دولة الاحتلال القائد العلامة الدكتور محمود عباس في وقت مبكر وراح يسعى جادا إلى اقناع إخوانه في القيادة الفلسطينية حتى استطاع رغم آفة التشكيك الإ أنه توجه إلى ملاحقة العدو بسياسة عمادها دعوته إلى السلام العادل والتعايش بالمساواة مع تشبثه بقوة بالثوابت التي اقنعت القيادة وقطاعات مهمة في شعبنا إلى تأييده، خاصة بعد استلامه زمام السلطة وأمام صد الإسرائيليين وتنكرهم للاتفاقيات، صار لابد للقائد أن يدعو شعبه إلى المقاومة، فدعا إلى المقاومة الشعبية السلمية وبهذا كشف أمر هذه الدولة الباغية أمام العالم بانها دولة حرب لا سلام وأن السلام لنا نحن الفلسطينيين حق وحياة، في حين يرونه هم موت وانهيار لكيانهم العدواني. 

وعليه يعترف شعبنا اليوم بصواب سياسة قائدنا في حين يتهمه قادة الاحتلال بالإرهاب الدبلوماسي كاغرب مصطلح سياسي في أيامنا، وعليه وأمام هذا الواقع الإسرائيلي المفضوح وسياسة قيادتنا الواعية، انفضت دول كثيرة عن تأييد إسرائيل وتوجهت لتاييد حقوق شعبنا وسياسة قيادتنا واصبحت إسرائيل مركبا سهلا للمتطرفين الافاقين من زمرة نتنياهو وابن غفير واسموتريتش، لكننا نحن الفلسطينيين علي درب التحرير سائرون حتى النصر بقيادة م. ت. ف. وعلى راسها القائد الملهم محمود عباس.