فتح مرت من هنا

بي دي ان |

31 ديسمبر 2022 الساعة 11:20م

"اتكالا" منا على الله، وايمانا منا بحق شعبنا في الكفاح لاسترداد وطنه المغتصب، وايمانا منا بواجب الجهاد المقدس.. وايمانا منا بالموقف العربي الثائر من المحيط إلى الخليج وايمانا منا بمؤازرة احرار وشرفاء العالم.. لذلك فقد تحركت اجنحة من قواتنا الضاربة في ليلة الجمعة الحادي والثلاثون من شهر كانون أول سنة أربع وستين، وقامت بتنفيذ العمليات المطلوبة منها كاملة ضمن الأرض المحتلة وعادت جميعها إلى معسكراتها سالمة.. واننا لنحذر العدو من القيام باية اجراءات ضد المدنيين الامنين العرب اينما كانوا، لأن قواتنا سترد على الاعتداء باعتداءات مماثلة، وسنعتبر هذه الاجراءات من جرائم الحرب.. كما واننا نحذر كافة الدول من التدخل لصالح العدو بأي شكل كان، لأن قواتنا سترد على هذا العمل بتعريض مصالح الدول للدمار اينما كانت، عاشت وحدة شعبنا وعاش نضاله لاستعادة كرامته ووطنه". 

كان هذا نص البيان الذي أصدرته قوات العاصفة الأول معلنة خلاله انطلاقة الثورة الفلسطينية متمثلة في "حركة  التحرير الوطني الفلسطيني" فتح". 

هذا البيان الشامل الذي يحدد بوصلته ومسار حركة تحرر تدرك هدفها الواضح بالتحرر دون تدخل أيا كان ودون تبعية أو انصياع لأي أجندة من هنا أو هناك، 
وتلبية لنداء صوت العاصفة، باحياء ذكرى الانطلاقة وإيقاد الشعلة، كان الزحف الفتحاوي اليوم في المحافظات الجنوبية "غزة" حيث شارك مئات الآف من الفتحاويين لتجديد العهد والبيعة لحركتهم العملاقة. 

الفتحاويون هبوا كالموج الهادر تلبية لنداء الوطن والحركة في رسالة مفادها، أن غزة مازالت تحتفظ بمخزونها الثوري، وهي مهد الفعل الحقيقي وصاحبة الوفاء على الدوام، رغم معاناة الفتحاويين في ظل اختطاف غزة ومعاناتهم تحت هذا الحكم الحمساوي الذي فعل بالفتحاويين أسوأ وأشنع الممارسات، دون أن يستسلموا وقبضوا على الجمر بأكفهم في سبيل الوفاء للشهداء والأسرى والحركة والوطن. 

ومن جانب آخر تعرضوا أيضا للتهميش والاهمال وضياع الحقوق من ذوي القربى، دون ابداء ردة فعل تجاه ذلك، بل وحافظوا على العهد والوفاء.
 
لا شك أن حركة فتح تفخر بهذه الجماهير وهذه الحشود، لكن أيضًا لهذه الحركة مسؤولية وطنية وأخلاقية تجاه جماهيرها لتحافظ على ديمومتها وبقائها في الصف الأول، ليست من باب المحاباه وإنما حقيقة تقر بها الفصائل الفلسطينية "قوة فتح يعني قوة ونجاح المشروع الوطني" وحضور فتح بثقلها مهمًا للقضية الفلسطينية عامة.

وهذا اليوم فرصة تاريخية لحركة فتح لعمل "جرد حساب" لترتيب أمورها الداخلية وتعزيز صمودها ووضع استراتجيتها لمواجهة حكومة يمينية فاشية هي الأكثر تطرفًا لربما في تاريخ دولة الاحتلال، فقد شكل نتنياهو حكومته الأسبوع الماضي من مكونات مركبة جميعها تدعو لقتل العرب وجميعها تنتظر اللحظة لتنقض على الأراضي الفلسطينية للضم والقضم. حكومة ستكون الأسوأ على الفلسطينيين، خاصة أن برنامجها الاستيطاني، التهويدي لن يمر سوا على جثث فلسطينية أكثر ودماء أكثر، لهذا تقع المسؤولية الأكبر اليوم على قيادة حركة فتح في تعزيز صمود المواطنين ورسم خارطة طريق، فنحن لا نبالغ لو قلنا أن اليوم كان بمثابة استفتاء شعبي عفوي دون أدنى حاجة لصناديق اقتراع ولا لمئات المراقبين وأجهزة أمنية مدججة بالسلاح، وعلى الجميع احترام نتائج هذا الاستفتاء الشعبي.
 
مرة أخرى تقول فتح كلمتها: أن هناك الكثير ما نتفق عليه، دعونا نذهب لما نتفق عليه، ومن جديد تمد يدها لمصالحة فلسطينية باتت بعيدة المنال من وجهة نظر الفلسطينيين بعد اتفاقات عدة باءت بالفشل وكانت خيبة أمل للفلسطينيين، حتى أن العيون لم تطيل النظر كثيرا للجزائر العاصمة، وكان التفاعل باهتًا.

ملفات عدة وكثيرة وأكثرها معقد باتت في ذمة حركة فتح، مطلوب منها فكفكتها وهذا يحتاج جهدًا وطنيا جبار، في وقت تتعرض فيه الحركة أيضًا لمؤامرات ومحاولات خلق بديل وسحب البساط من تحت أقدامها، لكن مازال أيضًا أمال المواطنين معلقة "بعمود الخيمة" وأظن أن حركة فتح مازال لديها ما تقوله وتفعله. 

ففي عام 1965انطلقت حركة فتح  بقوة، واليوم مرت فتح من هنا، وأيضًا بقوة.