الملك عبدالله يتحدث عن مخاوف "الانتفاضة الثالثة" والحكومة الإسرائيلية القادمة

بي دي ان |

28 ديسمبر 2022 الساعة 09:01م

حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في مقابلة مع CNN، من أنه إذا حدثت انتفاضة ثالثة فستؤدي إلى انهيار كامل للقانون والنظام لن يستفيد منه الإسرائيليون والفلسطينيون.

وعن الحكومة الإسرائيلية القادمة بقيادة بنيامين نتنياهو والتي يرجح أن تكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، أكد العاهل الأردني أن الشعب الإسرائيلي لديه الحق في اختيار من يريد أن يقوده. وقال: "نحن جميعًا على استعداد للمضي قدمًا، وسنعمل مع أي شخص وكل شخص، طالما أنه يمكننا جمع الناس معًا".

وأضاف: "إذا أراد الناس الدخول في صراع معنا، فنحن مستعدون تمامًا. أحب دائمًا أن أصدق أنه دعونا ننظر إلى نصف الكوب الممتلئ، لكن لدينا خطوط حمراء معينة وإذا أراد الناس تجاوز تلك الخطوط الحمراء فسوف نتعامل مع ذلك".

وتابع بالقول: "لكن علي أن أصدق أن هناك الكثير من الناس في إسرائيل قلقون بقدر ما نحن كذلك".

وردا على سؤال عن آماله وتطلعاته لعام 2023 في جزء من مقابلته مع CNN، أكد الملك عبدالله، أن هناك فرصة لتجاوز مخاطر العام الجديد، موضحا أن السياسة لن تكون حلًا للمشاكل بل الاقتصاد.

وقال إن "هذه قضايا يجب أن نتعامل معها، إسرائيليون، وفلسطينيون، وأردنيون. وأعتقد أن التكامل الإقليمي سيكون سر قدرتنا على كسر الحواجز، عندما أستثمر في نجاحك لأن نجاحك هو نجاحي، في نهاية المطاف يعني أنه يمكننا المضي قدمًا".

وشدد العاهل الأردني على أن دمج إسرائيل في المنطقة، أمر بالغ الأهمية، لكنه "لن يحدث ذلك ما لم يكن هناك مستقبل للفلسطينيين". 

وقال: "مهما فعل القادة، إذا لم نتمكن من حل هذه المشكلة، فإن الشارع على الصعيد الوطني سيكون متعاطفًا مع القضية الفلسطينية"، مضيفا: "لذلك نحن بحاجة إلى البناء بدلًا من التدمير".
وردا على سؤال حول خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، والإشارة التي تضمنها إلى القدس، جدد الملك التأكيد على أن المدينة المقدسة يجب أن تكون مدينة تجمعنا، محذرا من محاولات استغلالها من المتطرفين لإذكاء الصراع والعنف.

وأضاف الملك: "نحن الأوصياء على المقدسات المسيحية كما الإسلامية في القدس، وما يقلقني هو وجود تحديات تواجه الكنائس بسبب السياسات المفروضة على الأرض، وإذا ما استمر استغلال القدس لأغراض سياسية، يمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة".

وردا على سؤال عن المخاطر التي تواجه الوجود المسيحي بالمنطقة، قال جلالة الملك إن في الأردن وفي القدس أقدم مجتمع عربي مسيحي في العالم، "وهم هنا منذ ألفي عام، وعلى مدى الأعوام الماضية، بتنا نلاحظ أنهم كمجتمع يتعرضون لضغوطات، وبالتالي فإن أعدادهم في تناقص، وهذا باعتقادي ناقوس خطر لنا جميعا".

وردا على سؤال بخصوص عودة بنيامين نتنياهو للسلطة، وما وصفه معلقون أردنيون بأنه أسوأ كابوس بالنسبة للأردن، قال جلالته إن للإسرائيليين الحق باختيار من يقودهم، وسنعمل مع الجميع طالما أننا سنتمكن من جمع كل الأطراف معا، فنحن على استعداد للمضي قدما.

وفي إجابته على سؤال فيما إذا كان الوضع الراهن ودور جلالته بصفته الوصي على الأماكن المقدسة في القدس مهددين بسبب التوقعات المرتبطة بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، قال الملك إن هناك دوما أشخاصا يحاولون الدفع باتجاه ذلك، وهذا مصدر للقلق، ولكن لا أعتقد أن هؤلاء الأفراد تحت أنظار الأردن فقط، بل هم تحت أنظار المجتمع الدولي.

وأضاف: "نحن نعيش في منطقة صعبة وهذا أمر اعتدنا عليه، وإذا أراد جانب ما أن يفتعل مواجهة معنا، فنحن مستعدون جيدا، ولكن أود دوما أن ننظر إلى النصف الممتلئ من الكأس".

وتابع الملك قائلا "وفي المقابل، لدينا خطوط حمراء، وإذا ما أراد أحد تجاوز هذه الخطوط الحمراء، فسنتعامل مع ذلك، ولكن ندرك أن الكثير من الجهات في إسرائيل تشاركنا القلق".

وفيما يتعلق بدور الأردن في تعزيز الاستقرار في المنطقة، قال جلالته إن الأردن كان الملاذ للمسيحيين الأوائل وللسيد المسيح عيسى عليه السلام بنفسه.

وأضاف الملك بهذا الصدد "أعتقد أن هذا أمر في صلب تراثنا، وجدي الشريف الحسين بن علي، رحمه الله، وفر ملاذا آمنا للمسيحيين الأرمن في الأردن حين كانوا يبحثون عن الأمن والأمان".

ولفت إلى أن الأردن وفر الملاذ للمسيحيين العراقيين والسوريين في السنوات القليلة الماضية، الذين لجؤوا إلى المملكة إثر أفعال داعش في سوريا والعراق.

وحذر الملك من أن تفريغ المنطقة من الوجود المسيحي سيكون أمرا كارثيا بالنسبة للجميع، مؤكدا أن المسيحيين جزء من ماضينا وحاضرنا، ويجب أن يكونوا جزءا من مستقبلنا.

وردا على سؤال حول تطلعات جلالته لعام 2023 بالنسبة للمنطقة، قال جلالته إن الشعوب تود المضي قدما في حياتها وأن تشعر بوجود الفرص، مشيرا إلى أهمية التركيز على الاعتماد الاقتصادي المتبادل عوضا عن النظر إلى السياسة كحل لجميع المشاكل.

وتابع الملك إن هذه قضايا علينا التعامل معها جميعا، أردنيين وفلسطينيين وإسرائيليين، وأعتقد أن التكامل الإقليمي سيمكننا من كسر الحواجز.

وتطرق الملك في إجابته إلى رفع علم فلسطين من قبل المشجعين العرب لمنتخب المغرب في كأس العالم، معتبرا أن ذلك يبين أنه ما لم يكن هناك حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، سيبقى الشارع العربي دوما متعاطفا مع القضية الفلسطينية، "ولذا علينا أن نتخذ خطوات بنّاءة بدلا من الإجراءات الهدّامة".