في حوار شامل..

أبو عبيدة: ندعو لاستنفار شعبنا والأمة لحماية الأقصى

بي دي ان |

18 ديسمبر 2022 الساعة 09:22ص

قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أن تهديدات الاحتلال وقادة المستوطنين تجاه الأقصى بزيادة الاقتحامات وصولا للسيطرة على الحرم، خطيرة وتؤشر إلى طبيعة التركيبة الإجرامية التي وصلت إلى سدة الحكم في الكيان، معتبراً أن هذه المرحلة تحتاج إلى حالة استنفار للشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية لحماية مسرى نبيهم من هذه الشرذمة البائسة".

وأكد أبو عبيدة في مقابلة تنشر بالتزامن في عدة مؤسسات اعلامية، أن هذا الإجرام والجنوح للتطرف الكبير الذي يعيشه الكيان هو بداية زواله وتتبيره على أيدي المؤمنين المرابطين والمقاومين.

موعدكم حرية وفرج

وبعث أبو عبيدة برسالة باسم القسام للأسرى في سجون الاحتلال في ذكرى الانطلاقة الـ35 قائلاً" أنتم أيقونة حاضرة في كل تفاصيل عملنا الجهادي، وأولوية لا تزاحمها أولوية، وإن قرار تحريركم وفك قيودكم لا رجعة عنه، وأن قيادة القسام والمقاومة لا يدخرون جهداً ووقتاً وتخطيطاً من أجل حريتكم، فحريتكم دَينٌ وقرار"، موجهاً لهم التحية ولصمودهم وعطائهم، "موعدكم حرية وفرج".

وشدد أن قرار زيادة غلة الجنود الأسرى ما زال ساري المفعول وتحت التنفيذ لدى القسام في ظل تعنت الاحتلال في هذا الملف، مشدداً أن الاحتلال سيندم على تعنته وأن كتائب القسام خياراتها مفتوحة. 

تداعيات استراتيجية

وفي تعليقه على رؤية كتائب القسام للحراك المقاوم المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة في الأشهر الأخيرة، أوضح أن القسام ترى في هذا الحراك المقاوم الممتد والمتصاعد حالة طبيعة للرد على عدوان الاحتلال، وتأسيس لمرحلة التحرير القادم، قائلاً "القسام تنظر ببالغ التقدير لشبابنا وأهلنا في الضفة وهم يسطرون ملاحم بطولية يقف كل الشرفاء أمامها احتراماً وإجلالاً وافتخاراً، ونرى أن هذا الحراك هو الأهم خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة، وسيكون له تداعيات استراتيجية على مستقبل الكيان الصهيوني".

وأشار إلى أن معركة سيف القدس كان لها دور كبير في إحياء المقاومة بالضفة وتوحيد الساحات ضد المحتل، معتبراً أن سيف القدس شكلت الصاعق الذي فجر طاقات كامنة وأزاح الرماد عن جمر متوقد في الضفة المحتلة والقدس وفي فلسطين المحتلة عام 48، وكانت نموذجاً ملهماً".

ووجه رسالة باسم كتائب القسام لشباب الضفة والقدس والداخل المحتل في ظل الهجمة الإسرائيلية المستعرة ضدهم قائلاً: استمروا في تصعيد المقاومة فنحن أمام معركة وجود وحق وتاريخ ومستقبل، وإنما النصر صبر ساعة، وأن غرس الشهداء رغم الألم سينبت ثورة ونصراً محققاً".

وتابع "عملكم البطولي النوعي والمتجدد، يشكل الكابوس المرعب للمحتل، فباغتوا عدوكم واخرجوا له من حيث لا يحتسب، وستجدون مقاومتكم وكتائبكم عند حسن ظنكم وأكثر".

وحدة الدم والمصير

ورد أبو عبيدة على تهديدات الاحتلال المستمرة للمقاومة في غزة، بالقول "الرد هو ما سيراه المحتل في حال أقدم على أية حماقة"، حسب قوله.

وأكد أن تأسيس الغرفة المشتركة سابقة في التاريخ المقاوم الحديث، وإن شعور مجموع قوى الشعب المقاومة، والأجنحة العسكرية للفصائل بوحدة الهدف والمصير ووحدة الدم هو ما سهّل إنشاء الغرفة المشتركة كمنجز وطني مهم، معتبراً أن البيئة التي وفرتها قيادة الحركة والقسام للمقاومة في غزة رسخت أهمية هذا العمل المنسق والمتناغم بين قوى المقاومة بكافة خلفياتها التنظيمية.

وأوضح أن شركاء ورفاق الدرب والسلاح في الغرفة المشتركة يساهمون في تطوير آليات العمل في الغرفة المشتركة بما يحقق الكفاءة والتقدير الصحيح في إدارة المعركة مع الاحتلال.

وبين أن القسام تقود صراع أدمغة ومعركة أمنية متواصلة ضد الاحتلال، وذلك عبر تطوير وحدات السايبر وغيرها، مشيراً إلى أن هذه معركة مستمرة ومتواصلة ولا تتوقف، وتتنوع أدواتها وهناك إنجازات كبيرة في هذا الجانب على مدار الوقت، وهي معركة مفتوحة بطبيعة الحال نظراً لأنّ المعركة مع الاحتلال مفتوحة ودائمة.

وفي تعقيبه على تصريحات وزير جيش الاحتلال بيني غانتس أن حركة حماس سجلت إنجازاً لها في معركة مايو 2021 حيث تركت جرحاً مفتوحاً في الذاكرة الإسرائيلية، قال "هذا جزء مما تعترف به قيادة العدو العسكرية، وهذا يؤكد صوابية قرار قيادة المقاومة والقسام في خوض هذه المعركة وإدارتها، ويؤكد عمق الجرح والأثر الذي تركته هذه المعركة المباركة في ذاكرة ووعي الاحتلال".

معادلات القوة والندية

وتحدث أبو عبيدة حول أبرز المعادلات العسكرية التي رسختها كتائب القسام ضد الاحتلال، قائلاً "نحن في مرحلة تحرر والمعركة مع الاحتلال طويلة وممتدة ومعقدة ومتعددة الجبهات والآليات والوسائل، ونخوض مع شعبنا بكل أطيافه الفعل المقاوم على مدار عقود، وشعبنا بصموده فرض ولا يزال يفرض معادلات القوة والندية والتحدي للمحتل".

وأشار الناطق باسم القسام إلى وجود معادلات تشكلت في السنوات الأخيرة نتيجة لصمود الشعب الفلسطيني وتضحياته، والإدارة المقتدرة من قيادة القسام والمقاومة للمعركة المستمرة، موضحاً أن أبرز هذه المعادلات؛ جعل غزة أرض حرام على المحتل، وتمكينها كقاعدة عمل عسكري وتسلّح وإعداد للمقاومة بكافة أطيافها، وصولاً إلى ترسيخ معادلات ربط الفعل المقاوم بالقضايا الوطنية الكبرى كقضية القدس والأسرى.

واعتبر أبو عبيدة أن هناك 5 محطات بارزة وفارقة مرّت بها القسام وشكّلت نقلة نوعية في العمل العسكري المقاوم وهي، أولاً مخاض التأسيس المهم والاستراتيجي وذلك خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات وأبرزها نموذج عماد عقل ونموذج العياش، وثانياً مرحلة إطلاق التصنيع العسكري المحلي مبكرا في التسعينيات.

ولفت إلى أن المرحلة الثالثة تشكلت ملامحها خلال محطة انتفاضة الأقصى والنقلة النوعية في العمل العسكري على صعيد التصنيع والاعداد والعمليات النوعية على امتداد خارطة الوطن منذ العام 2000 وحتى العام 2005، وصولاً إلى دحر العدو الصهيوني عن قطاع غزة.

وأكد أن المرحلة الرابعة جاءت مع بداية التأسيس للعمل العسكري المقاوم المنظم في غزة من حيث مأسسة الجهاز العسكري وتطوير أدوات وآليات العمل والتنظيم القتالي، وصولا إلى خوض معارك فارقة ومهمة مع العدو وفرض قواعد اشتباك وتعزيز حضور المقاومة ومراكمة قوتها، وذلك في الفترة التي أعقب الانسحاب (2005 – 2022)، ومن أبرز ملامح هذه المرحلة عملية الوهم المتبدد وصفقة وفاء الأحرار.

كما شدد على أن المرحلة الخامسة والتي توجت كل المراحل السابقة تجسدت في تأسيس الغرفة المشتركة مع فصائل المقاومة الفلسطينية الشريكة في مقاومة الاحتلال.

واعتبر أبو عبيدة أن العمل الجهادي المقاوم بكل أشكاله، وفي طليعته العمل العسكري، يشكل الأولوية القصوى لقيادة الحركة، وحماس بعد 35 عاماً من انطلاقتها تحافظ بقوة على خطّها الاستراتيجي الذي انطلقت من أجله وهو المقاومة ومراكمة القوة وتفعيل كل أدوات المقاومة الممكنة كحركة تحرر في مواجهة المحتل.

رسالة القسام لعلماء الأمة

وبعث أبو عبيدة برسالة إلى علماء ودعاة الأمة العربية والاسلامية في الذكرى الـ35 لانطلاقة حركة حماس بأن قضية فلسطين والقدس، والأقصى المبارك وما يتعرض له من انتهاك وعدوان صارخ هي أمانة في رقاب كل صاحب علم وكلمة وتأثير.

وقال " واجب على الجميع اليوم الذود عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه، وإنّ أهل الثغور في فلسطين يعملون ليل نهار من أجل كرامة الأمة في وجه عدوها الأوحد ويقيمون فريضة الجهاد التي نكص عنها غالبية أولي الأمر في بلاد الإسلام".

وتابع " كونوا لإخوانكم المجاهدين والمقاومين سنداً ونصيراً، واشحذوا سيوف أقلامكم في اتجاه المعركة الأهم، ووجهوا الطاقات الكامنة والكبيرة في هذه الأمة نحو فلسطين، وصوب معركة اقتلاع هذا المرض الخبيث من قلب الأمة، بدلاً من التطاحن والتنازع والفرقة والمعارك الجانبية التي لم تزد أمتنا إلا وهنا وتراجعاً، وأعطت الوقت لأعدائنا ليصلوا إلى مرحلة خطيرة من المساس بأقدس مقدسات أمتنا".

وأضاف أبو عبيدة بأن كتائب القسام اليوم تشكل نواة جيش التحرير التي لا يمكن أن تخطئها عين، وباتت رقماً صعباً في معادلة الصراع، وهي تقف على أرض صلبة كقوة لشعبنا وصمام أمان وسيف مشرع في وجه الاحتلال ورأس حربة في مسيرة شعبنا وامتنا نحو التحرير والعودة.

نراهن على وعي الشعوب

ووجه أبو عبيدة رسالة لدول التطبيع أكد أبو عبيدة أن القسام في غاية الاطمئنان إلى أن شعوب الأمة وقواها الحية ليس في قاموسها الاعتراف أو التطبيع مع هذا الكيان الاحتلالي البغيض، وقد أوصلت الجماهير رسالتها لفلسطين والمقاومة وكل العالم في المحافل والمناسبات والساحات، بأن هذا الاحتلال إلى زوال ولا مكان له في أرض فلسطين ولا في وعي الشعوب العربية والإسلامية، مؤكداً أن الاستماته من قبل بعض الأنظمة في دمج هذا الكيان في وعي وحاضر ومستقبل الأمة هي معركة خاسرة، ومخاطرة كبيرة، لن ينجم عنها سوى لعنة التاريخ وعار الدهر.

وأطلع الناطق باسم القسام الجمهور العربي والإسلامي والداعم للمقاومة على وحدات الكتائب المعلن عنها العاملة في الميدان، موضحاً أن كتائب القسام تعمل وفق تنظيم قتالي هرمي، يبدأ بقيادة الألوية والأركان، حيث تتشكل القوات الميدانية من ألوية وكتائب وسرايا وفصائل ومجموعات وصولاً إلى المجاهد في التشكيل القتالي، وتشمل الأركان: ركن العمليات، وركن الأسلحة، وركن التصنيع العسكري، وركن الاستخبارات، وركن القوى البشرية، وركن الجبهة الداخلية.

وأكد أنه في كل ركن وتشكيل ميداني تتفرع الأسلحة والتخصصات المنضوية تحت هذا الهيكل التنظيمي، كسلاح المدفعية وسلاح مضاد الدروع وسلاح البحرية وسلاح الجو وسلاح الهندسة وسلاح القنص وسلاح الإشارة والإعلام العسكري، وقوات النخبة ووحدات الأنفاق والطبية العسكرية والتعبئة وغيرها.