سعد: عمال وعاملات فلسطين أحوج عمال العالم للعدالة الاجتماعية

بي دي ان |

07 ديسمبر 2022 الساعة 09:58م

شدد "شاهر سعد" أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، ورئيس الاتحاد العربي للنقابات، على أن عمال وعاملات فلسطين هم أحوج عمال الأرض للعدالة الاجتماعية والمساواة.

وجاء ذلك ضمن كلمة سعد أمام الاجتماع الإقليمي السابع عشر لمنظمة العمل الدولية لآسيا والمحيط الهادئ، المنعقد حالياً في العاصمة السنغافورية.

حيث نقل النقابي الفلسطيني والعربي الأول، تحيات عمال وعاملات فلسطين للمشاركين في الاجتماع، الذي يعقد للمرة الأولى بعد انحصار موجات جائحة كورونا التي اجتاحت العالم خلال عامي 2020م – 2021م، حيث قال: "نلتقي مجدداً بعد انقطاع دام عامين بسبب جائحة كورنا، التي ابعدتنا عن بعضنا البعض".

لكنها - أضاف قائلاً - لقنتنا درساً لن ننساه أبداً، وسنتذكره ما حينا، كما ستذكره الأجيال القادمة من أبنائنا وبناتنا.

فقد كان العمال والعاملات الأكثر تعرضاً للخسائر، سيما الذين فقدوا حياتهم من أجل لقمة العيش، أو الذين فقدوا وظائفهم، وعانوا ويلات البطالة والفقر.
وأضاف، لكننا وكما جاء في تقرير المدير العام ننظر إلى المستقبل بمزيد من الأمل، عاقدي العزم على بناء عالم عمل أفضل، يتسم بالعدالة المستدامة والمساواة، وهو ما يتطلب منا العمل معاً لتغيير السياسات والتشريعات بما يخدم العمال والعاملات، وصولاً للعدالة الإجتماعية الشاملة والمتجددة والعمل اللائق.

وأضاف "نحن في فلسطين في ظل الجائحة خضنا نضالاً نقابياً أثمر حواراً اجتماعياً وطنياً ثلاثياً، برعاية منظمة العمل الدولية، واستطعنا من خلاله أن نرفع الحد الأدنى للأجور، واعتماد مسودة شبه نهاية لقانون الضمان الإجتماعي، وقطعنا شوطاً طويلاً في تعديل قانون العمل الفلسطيني الذي نأمل أن يصبح نافذاً في القريب العاجل.

 كما اعتمدنا مع باقي الشركاء استراتيجية وطنية للتشغيل، وقد دعا المدير العام مشكوراً إلى اجتماع العام المقبل، يضم مختلف الشركاء في المنطقة وفلسطين، لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ تلك الإستراتيجية، وبهذه المناسبة أود دعوتكم للمساهمة في إنجاح هذه الإستراتيجية الهامة، التي ستسهم في تدعيم صمود عمال وعاملات فلسطين في أراضهم، وهم يواجهون المحتل الإسرائيلي بأكف عارية.

كما بين سعد للمشاركين في المؤتمر، حاجة عمال وعاملات فلسطين الماسة للعدالة الاجتماعية، وهو الاحتياج الذي أتي على ذكره أيضاً مدير عام منظمة العمل الدولية، كون عمال وعاملات فلسطين يشكلون المكون الرئيس لعجلة الإنتاج والتغيير في منطقتنا العربية، ويعملون بلا كلل أو ملل من أجل بناء دولتهم المستقلة رغم وجود الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف سعد قائلاً: "وبهذه المناسبة ندعو الأمين العام إلى مواصلة إشاراته الموسعة في تقاريريه الدورية لحالة العمال في الأراضي العربية المحتلة عام 1967م، إلى أن تتحول توصياته المقدرة التي تتضمنها تلك التقارير إلى إجراءات تنفيذية ترفع يد القمع والبطش الإسرائيليان عن جمهور العمال الفلسطينيين والعاملات، سيما الذين يعملون في سوق العمل الإسرائيلي والمستعمرات، ويعانون من تعاظم الانتهاكات الإسرائيلية المقترفة بحقهم، وابتزازهم من قبل سماسرة بيع تصاريح الوصول لسوق العمل الإسرائيلي، وسرقة حقوقهم المالية والاجتماعية، وتعريضهم لحوادث العمل المميتة، دون أي اكتراث من أصحاب العمل الإسرائيليين، أو الحكومة الإسرائيلية، بدلالة عدم اتخاذهم لأي إجراءات فعالة لحمايتهم، ومحاسبة دولة الاحتلال الإسرائيلي على تقترفه من تجاوزات وانتهاكات بحقهم.
 
لهذه الأسباب وغيرها، فإن فلسطين تنزف دماً على مدار الساعة بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي، آخر احتلال في التاريخ الحديث، ويسرق ويصادر يومياً المزيد من أراضي المواطنين الفلسطينيين، ويبني فوقها المزيد من المستعمرات لصالح الغزاة اليهود، الذين ينهبون بلا خجل ممتلكات الكنائس المسيحية والمساجد في فلسطين. 

ويهدمون منازل الأمنين من الناس، سيما في حيي الشيخ جراح وسلوان وغيرهما من أحياء مدينة القدس المحتلة، كما يواصل المستوطنون اقتحام المسجد الأقصى يومياً ويضايقون المصلين المسلمين فيه، ولا يكف ذلك الاحتلال البغيض عن مواصلة حروبه الوحشية ضد قطاع غزة المحاصر، ويهدم فيه المصانع والمدارس ويدمر الأراضي الزراعية والبيوت فوق رؤس سكانها من مدنيين مجردين من أي سلاح؛ كما لا يكف جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماته اليومية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، مستخدماً الآليات الحربية والطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة، ويسفك فيها دماء الأطفال والنساء والشيوخ، ما تسبب بمقتل 217 فلسطيني وفلسطينية منذ بداية هذا العام .

واختتم سعد كلمته بدعوة المشاركين في المؤتمر إلى دعم ومؤازرة الشعب الفلسطيني، لكف الاحتلال الإسرائيلي عن تماديه في عدم احترام القانون الدولي، ومواصلة الفرار من المسائلة والعقاب، الناتجان عن تراخي المجتمع الدولي في ملاحقة هذه الدولة المارقة والمبددة لهيبة المجتمع الدولي، والتي تتنمر عليه بدعم وثيق من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول، ليتمكن شعبنا من نيل حريته والعيش بكرامة كباقي شعوب الأرض، ضمن حدود دولة آمنة ومستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.