اليوم العالمي للإيدز لعام 2022

بي دي ان |

29 نوفمبر 2022 الساعة 08:04م

يحتفل العالم في الأول من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للإيدز، فيتحد الناس في كل بقاع الأرض ليبدون دعمهم للمصابين بالإيذز والمتأثرين به، ولإحياء ذكرى من قضوا بسببه. 

إن التفاوتات التي تؤدي إلى تواصل جائحة الإيدز ليست حتمية؛ ويمكننا معالجتها. وفي هذا اليوم العالمي للإيدز، يحث برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز الجميع على التصدي لأوجه التفاوت التي تعوق التقدم في إنهاء الإيدز. 

وتولى برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز زمام المبادرة في حملات هذا اليوم منذ إعلانه وحتى عام 2004. وابتداء من عام 2004، بدأت اللجنة التوجيهية لحملة اليوم العالمي للإيدز باختيار مواضع لليوم العالمي بالتشاور مع المجتمع المدني والمنظمات والوكالات الحكومية المعنية بالتصدي للإيدز. 

وتستمر مواضيع  غير محددة  في لليوم العالمي للإيدز وحسب - لمدة سنة أو سنتين. وما فتئت شعارات مثل "أوقفوا الإيدز، حافظوا على الوعي" تستخدم على مدار العام لدفع الحكومات إلى الإلتزام بتعهداتها المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز. 

على الصعيد العالمي، هناك ما يقدر بنحو 38 مليون شخص مصاب بالفيروس. على الرغم من تحديد الفيروس فقط في عام 1984، فقد توفي أكثر من 35 مليون شخص بسببه، ما يجعله أكثر الأوبئة تدميراً في التاريخ. 

اليوم، تم إحراز تقدم علمي في علاج متلازمة نقص المناعة المكتسبة، وهناك قوانين لحماية الأشخاص المصابين بالإيدز. على الرغم من ذلك، لا يعرف الناس الحقائق حول كيفية حماية أنفسهم والآخرين من الإيدز. كذلك لا تزال وصمة العار والتمييز حقيقة بالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين بهذه الحالة. 
اليوم العالمي للإيدز مهم لأنه يذكر الجمهور والحكومة بأن متلازمة نقص المناعة المكتسبة لم تختفِ، ولا تزال هناك حاجة ماسة لجمع الأموال وزيادة الوعي ومحاربة التحيز وتحسين التعليم.
  
يوضح برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز بأن من أهم ما يعرقل الجهود العالمية لمكافحة المرض هو "قيام بعض الدول باتخاذ إجراءات تجرم العلاقات الجنسية بين البالغين، مايترتب عليه قلة الوعي اللازم لإتخاذ خطوات وقائية في حال الممارسة كاستخدام الواق الذكري على سبيل المثال، وذلك في حالات الممارسات الجنسية بأشكالها المختلفة، وقيام بعض الحكومات بانتهاك حقوق المصابين بالمرض"، وحول هذا الأمر يقول مسؤول العلاقات العامة في المؤسسة الألمانية لمكافحة الإيدز د.فولكر ميرتنس «أنه يتوجب على الدول العربية التحدث بصراحة ومن دون محرمات عن المرض وطرق الإصابة به، إضافة إلى طرق الوقاية.» ويضيف: «لو بينت الإحصائيات الطبية أن عدد من الإصابات تحدث في مجتمع ما، كالمجتمعات العربية مثلاً، من خلال الاتصال الجنسي بين المثليين، فيجب الحديث إلى هؤلاء المثليين عوضاً عن ممارسة التمييز ضدهم واضطهادهم»، والحال نفسه ينطبق على مدمني المخدرات.

فقد اضطربت خدمات الوقاية والفحص والعلاج المتعلقة بالفيروس، لا سيما في البلدان التي تعاني من هشاشة نظمها الصحية، وبات انهيار الخدمات الأساسية لمكافحة فيروس الأيدز تحت وطأة جائحة كوفيد-19، يهدد حياة الناس. فأي تباطؤ في تقديم هذه الخدمات سيعرّض العديد من الفئات السكانية الضعيفة إلى تفاقم خطر بالإصابة بعدوى الفيروس أو الوفاة بمرض الأيدز. ورغم ذلك، يعكف العاملون الصحيون وممثلو المجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم على بذل قصارى جهودهم  للاستمرار في تقديم الخدمات، معتمدين في ذلك طرقاً مبتكرة للتغلب على

تعطل الخدمات الناجم عن جائحة كوفيد-19.
يقوم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بوصفه راعيا مشتركاً لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، بدعم البرنامج العالمي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية في البلدان من أجل تحقيق حصول الجميع على الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية والعلاج والرعاية والدعم فيما بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات ومن أجل توفير خدمات شاملة في مجال فيروس نقص المناعة البشرية للأشخاص الموجودين في السجون. 

بالرغم من التقدّم الكبير الذي أحرز للقضاء على مرض الإيدز باعتباره خطراً على الصحة العامة، إلا أنّ كابوس وباء الإيدز لم ينته بعد، ولا يزال خطره يحدق للأسف بالشباب على وجه خاص. فقد أصاب مرض الإيدز في عام 2017 زهاء 250 ألف شخص في العالم، وقد رُصدت 38 ألف حالة وفاة بين المراهقين بسبب هذا المرض. ويتعايش 1.8 مليون مراهق مع فيروس مرض نقص المناعة البشرية في العالم. 

ومن هذا المنطلق، تعدّ التربية الجنسية الشاملة عاملاً هاماً يساعد الشباب على وقاية أنفسهم ضد فيروس نقص المناعة. ويسهم هذا التعليم في تجنب الحمل غير المرغوب وسائر الأمراض المنقولة جنسياً، ويشجع الشباب على الاستزادة من المعلومات والاستفادة من الخدمات الصحية، ناهيك عما له من دور في تعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل واللاعنف في العلاقات، وضمان الانتقال إلى مرحلة الرشد بكل أمان. 

وتعد الجهود التي تبذلها اليونسكو في إطار التربية ومرض نقص المناعة البشرية ولا سيّما أولوياتها الاستراتيجية لتعزيز الانتفاع بالتربية الجنسانية الشاملة، والجيدة وجعل التعليم أكثر أمناً وشمولية للجميع، جزءاً هاماً من عملية التصدي لمرض الإيدز على الصعيد العالمي. وتقدم اليونسكو الدعم للسلطات التعليمية الوطنية والشركاء المعنيين من أجل تعزيز مناهجها الحالية وتطويع مضامين ونهوج جديدة لتتناسب مع سياقهم المحلي