القاهرة: "البرامج التعليمية" تدين سياسة الاحتلال الهادفة لأسرلة التعليم في القدس

بي دي ان |

17 نوفمبر 2022 الساعة 12:41م

دعت لجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة في دورتها 106، المنظمات الدولية خاصة "اليونيسيف" بالاستمرار في التدخل لإيقاف الممارسات الإسرائيلية العنصرية ضد الأطفال الذين يتم اعتقالهم أو تفرض عليهم الإقامة الجبرية (الحبس المنزلي) وفضح الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الطفل العربي في فلسطين والجولان العربي المحتل، وحقه في التعليم والحماية ودعم جهود المنظمة الرامية إلى توفير المزيد من مستلزمات التعليم للطلبة والمدارس في الأراضي العربية المحتلة، خاصة في القدس.
وأدانت اللجنة في ختام أعمالها، اليوم الخميس، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة وكيل مساعد وزارة التربية والتعليم في دولة فلسطين أيوب عليان، وحضور الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة سعيد أبو علي، سياسة دولة الاحتلال الهادفة لأسرلة التعليم ومنع تطبيق المنهاج الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة.
وأكدت رفضها لتهديدات وزارة المعارف الإسرائيلية بإغلاق المدارس والاستيلاء على الكتب المدرسية الفلسطينية، وفرض عقوبات على المدارس التي ترفض إجراءات الاحتلال، ودعت المنظمات العربية والإسلامية والدولية (الألكسو، الإسيسكو، اليونسكو) إلى فضح الممارسات الإسرائيلية بفرض المناهج المحرّفة والمناهج الاحتلال الإسرائيلي على طلبة مدينة القدس المحتلة.
كما أدانت، اللجنة فرض حكومة الاحتلال وضع صور ورموز "إسرائيلية" على جدران المدارس الفلسطينية وداخل غرف التدريس مثل ما يسمى "النشيد الإسرائيلي"، و"صور قادة إسرائيل" (دولة الاحتلال) وما يسمى "بوثيقة الاستقلال"، مطالبة بزيادة برامج التوعية لمواجهة ذلك من قبل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ومجلس أولياء الأمور والمؤسسات الأهلية في مدينة القدس المحتلة.
وأوصت اللجنة، وزارات التربية والتعليم والأطر التربوية بالدول العربية بإنشاء لجان متخصصة لدراسة ومتابعة التزوير والتحريض على الكراهية في المناهج الإسرائيلية وإعداد الدراسات ذات العلاقة بذلك وإنشاء مواقع على شبكة الإنترنت تخاطب المجتمعات الغربية بشكل خاص وتعمل على تصحيح آثار التشويه الواردة فيها.
كما دعت، المعلمين العرب وكذلك الإعلام العربي، للتضامن مع المعلم الفلسطيني في يومه الذي يصادف يوم 14 كانون الأول/ديسمبر من كل عام، في ظل ما يواجه من انتهاكات بحقه من الاحتلال الإسرائيلي، ودعت المؤسسات العربية والدولية كافة وخاصة المؤسسات أعضاء اللجنة (الألكسو- الأسيسكو) لتقديم الدعم للطلبة الأسرى في سجون الاحتلال في المراحل التعليمية (التعليم العام- التعليم العالي) لضمان حقهم في مواصلة التعليم والذي كفلته المواثيق والقوانين الدولية ذات الصلة.
وأكدت، أن الحق في التعليم هو أحد الحقوق الأساسية التي أقرتها القوانين الدولية، وتدعو الى وقف الانتهاكات الإسرائيلية لجيش الاحتلال ومستوطنيه مثل اقتحام المدارس، وعمليات الهدم والتهديد بالهدم، والاعتداءات المتكررة على الطلبة والمعلمين، والتي تؤثر على الوصول إلى بيئة تعليمية آمنة والحق في التعليم الجيد للطلاب الفلسطينيين.
كما أكدت اللجنة تحميل إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) كامل المسؤولية عن الأضرار التي لحقت بالمؤسسات التعليمية في الأراضي العربية المحتلة بما فيها المؤسسات التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) والاستمرار في مطالبة المجتمع الدولي وخاصة اليونسكو توفير الحماية الدولية لأهلنا وأبنائنا الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة لضمان سير العملية التعليمية.
وشددت، بضرورة الاسترشاد بما جاء في قرارات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة والمستوى الوزاري بخصوص تطورات القضية الفلسطينية (بند توصيات مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة) كدليل عمل لإنتاج برامج تعليمية موجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة.
وثمنت اللجنة في ختام أعمالها، دور الأطر التربوية والإعلامية العربية في الكشف عن الأخطار الناجمة عن استمرار الحصار الإسرائيلي وبناء جدار الفصل العنصري وآثاره السلبية على العملية التربوية والتعليمية من طلبة ومعلمين ومؤسسات، من خلال التركيز على النشاطات المدرسية والإثرائية مثل الإذاعة المدرسية الصباحية والمسابقات والندوات وصحف الحائط، والتأكيد على تخصيص يوم دراسي للتضامن مع الطالب الفلسطيني يتضمن الحديث عن النكبة والممارسات الإسرائيلية والهجمة المتصاعدة على القدس، وإبراز دور المقاومة الوطنية الفلسطينية والعربية في مناهضة مخططات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه.
كما أدانت اللجنة الحملة الإعلامية والدبلوماسية الإسرائيلية تجاه المناهج التعليمية الفلسطينية، واتهامها بأنها تحتوي على مواد تبث الكراهية وتشجع على العنف، مع تجاهل أن الشعب الفلسطيني يمارس حقه المشروع في مقاومة الاحتلال الذي يمارس كل أنواع العنف والتمييز والاقتلاع تجاهه، وأعربت اللجنة عن قلقها من تجاوب بعض الدول مع هذه الحملة، كما أشادت بجهود ودور مجلس أولياء الأمور في مدينة القدس، والتأكيد على أهمية بلورة رؤية عربية لمساندة التعليم في مدينة القدس المحتلة في مواجهة محاولات الأسرلة التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
كما ثمنت، الدور الذي تقوم به وكالة الغوث الدولية في الشرق الأدنى (الأونروا) للتخفيف من معاناة أهلنا في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعت الدول المانحة لتغطية العجز الحاصل في موازنتها لتستطيع القيام بمهامها وبرامجها وبشكل خاص برنامج التعليم للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، دون انتقاص حسب قرار إنشائها.
وأكدت، اللجنة ضرورة استمرار إبراز وضع مدينة القدس في وسائل الإعلام العربية باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية (عاصمة الثقافة العربية والاسلامية) وأهميتها التاريخية والدينية للأمتين العربية والإسلامية، وفضح الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة التي تتعرض لها بهدف تهويدها وتغيير طابعها الحضاري العربي الإسلامي.
ودعت، المنظمات الدولية كافة العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس إلى بذل المزيد من الجهود في توفير الحماية للمدارس الفلسطينية من الممارسات الاسرائيلية وخاصة مدارس مدينة القدس المحتلة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة معاناة الطلبة الفلسطينيين بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى دفع الطلبة للتسرب من المدارس، واستغلالهم كأيد عاملة رخيصة، أو الدفع بهم إلى انحرافات اجتماعية خطيرة، ودعت الدول العربية والإسلامية لتقديم الدعم اللازم للمؤسسات التعليمية الفلسطينية في القدس للتصدي لهذه السياسات.
كما دعت، إلى مواصلة الطلب من الدول العربية والإسلامية والمنظمات العربية والإسلامية (الألكسو- الأسيسكو) ومكتب التربية لدول الخليج العربي، الاستمرار في إثراء محتوى مواقعها الخاصة بالقدس على الشبكة (الإنترنت) بموضوعات باللغات الحية لفضح الممارسات العنصرية والجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
كما ثمنت اللجنة، قرار المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في دورته رقم 215 حول مدينة القدس القديمة وأسواره الذي يؤكد على قرارات المجلس التنفيذي الحادي والعشرين وقرارات لجنة التراث العالمي الخاصة بالقدس، والتي أعادت التأكيد على اعتبار جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير طابع المدينة المقدسة ووضعها القانوني لاغية وباطلة، ودعت اللجنة منظمة اليونسكو للإسراع في تعيين ممثل دائم للمديرية العامة في البلدة القديمة للقدس وإرسال بعثة الرصد التفاعلي من (اليونسكو) لرصد جميع الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في المدينة المقدسة .
وأشادت، اللجنة برفض مديري المدارس ومجالس أولياء الأمور في مدارس القدس المحتلة للإجراءات الإسرائيلية كافة بفرض مناهج دراسية مشوهة على أبنائهم، كما أشادت بموقف أولياء الأمور برفضهم المغريات الإسرائيلية لنقل أبنائهم إلى المدارس التي تطبق المنهاج الإسرائيلي.
كما دعت اللجنة، لتوفير الدعم لمدارس التحدي (المهددة بالهدم) التي تقوم ببنائها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية وخاصة في مناطق (ج) والتركيز على معاناتها المستمرة والمتصاعدة خلال الفترة الأخيرة.
ودعت، الدول العربية والإسلامية إلى الاستمرار في إعداد مواد إعلامية حول جدار الفصل العنصري وتأثيره على العملية التعليمية بالتعاون مع دولة فلسطين والدول المضيفة، واقتراح يوم التاسع من تموز/يوليو من كل عام (وهو تاريخ صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حول جدار الفصل العنصري) لعرض تلك المواد الإعلامية بالتنسيق مع اتحاد إذاعات الدول العربية.
وأكدت اللجنة، أهمية الاستمرار في بث البرامج التعليمية لأكثر من مرة يومياً، والتأكيد على أهمية تحميل إرسال الإذاعات العربية التي تبث برامج تعليمية إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة على (الانترنت)، وبخاصة إذاعة فلسطين/صوت العرب من القاهرة، لإتاحة الفرصة للطلبة للاستفادة منها، والطلب إلى دولة فلسطين الاستمرار في تقديم تقارير دورية حول ظروف البث والاستقبال.
كما دعت اللجنة، إلى مواصلة تكثيف وتقوية بث البرامج التعليمية واستخدام البدائل التقنية المتاحة مثل منصات التعليم الالكترونية لتعويض الطلبة عما يفوتهم من تحصيل علمي في مدارسهم نظرًا لاستمرار إسرائيل في سرقة الفضاء الفلسطيني وإحكام السيطرة عليه لصالح المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة واستمرار عمليات الحصار والإغلاق التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي العربية المحتلة.
ورحبت اللجنة، بعقد دورتها (107) خلال النصف الأول من شهر مايو/ أيار 2023.
كما أكد "رئيس وفد دولة فلسطين" أن ميدان التربية والتعليم سيبقى ميدانا لتأصيل الوعي والقيم، ومجالا رحبا تتكامل فيه الجهود نحو مساندة التعليم الفلسطيني خاصة في مدينة القدس، وسط ظروف بالغة التعقيد، فالهجمة على التعليم قد بلغت ذروتها هذا العام والاحتلال يواصل إطلاق العنان لجيشه ومستوطنيه ليعيثوا في الأرض فسادا.