نتنياهو بين المطرقة والسندان!

بي دي ان |

06 نوفمبر 2022 الساعة 02:31م

تتجه التقديرات الى عودة بنيامين نتنياهو للحكم بعد فرز أصوات الناخبين في إنتخابات الكنيست ال 25 والتي انتهت قبل عدة أيام، حيث سيقود زعيم الليكود  إئتلافاً  يمينياً مع الصهيونية الدينية بقيادة إيتمار بن غفير زعيم حزب "القوة اليهودية". وفي النتيجة، فإن حكومة جديدة إسرائيلية بقيادة نتنياهو ستتربع على حكم إسرائيل خلال الأربعة سنوات المقبلة، وستكون أهم سماتها التطرف، بالمقابل، فإن هذه الحكومة ستقع بين المطرقة والسندان؛ دولة متطرفة غير ديمقراطية وعلاقات فاترة ومتوترة مع إدارة بايدن الديمقراطية. 
في الغالب، ستضم هذه الحكومة المتوقع تشكيلها في غضون أقل من شهر، الإرهابي المتطرف بن غفير، والذي يدعو علانيةً الى قتل العرب وترحيلهم وهدم المسجد الأقصى، وهو الأمر الذي يُصعّب على نتنياهو الدفاع عن ديمقراطية دولته، وتحسين صورتها القاتمة أمام العالم. كما لن يكون بإمكانه أن يحافظ على إبتساماته المخادعة ودفاعه عن السلام في أروقة المنظمات الدولية وفي كونجرس الولايات المتحدة، بينما يدعو أحد وزرائه الى العنصرية ضد العرب ويدعم المجموعات الإرهابية وينظم معسكرات يدرب فيها الشباب الاسرائيلي المتطرف على كيفية التصدي لأجهزة الأمن الإسرائيلية التي تلاحق المجموعات اليهودية المتطرفة. 
بالمقابل، فإن نتنياهو سيكون في مأزق لا يحسد عليه وهو يتعامل مع إدارة بايدن، التي إنتقدها بشدة أثناء السباق الانتخابي بين بايدن وترامب في الانتخابات الأمريكية السابقة. حيث قدم الأخير دعماً سياسياً لا محدود الى  دولة الاحتلال فيما سمي بصفقة القرن. من جانب آخر، فإنه من المتوقع أن تتوتر  العلاقات  بين بايدن ونتنياهو فيما يتعلق بالإتفاق النووي الأمريكي مع إيران، حيث ترتكز رؤية نتنياهو على أهمية توجيه ضربة عسكرية لإيران بخلاف إدارة بايدن التي تعطي مساحة أكبر للمفاوضات.  وفي الوقت، الذي من غير المتصور فيه أن تطغى مشكلة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية على العلاقات الأمريكية الاسرائيلية ، حيث أن هذا الملف من الصعب حدوث إختراق فيه نتيجة للطابع اليميني للحكومات الإسرائيلية ؛ سواء في الحكومة الإسرائيلية السابقة (حكومة لبيد)، أو في الحكومة المتوقع تشكيلها (حكومة نتنياهو). ومع هذا، فان الإدارة الأمريكية تخشى من أن تعمد حكومة نتنياهو المقبلة الى التطرف والتحريض العنصري، بما يتعارض مع قيم المجتمع الديمقراطي على حد تعبير "ليد برايس"  المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية. وفي السياق نفسه، وحسب موقع "أكسيوس" (Axios) الأمريكي سيكون من الصعب على الإدارة الأمريكية التعامل مع حكومة "إسرائيلية" بوجود إيتمار بن غفير، الذي يتوقع أن يتولى منصبا وزارياً رفيعاً في هذه الحكومة.
لا ندري كيف يمكن لنتنياهو أن يتعامل مع هذه المعضلة، ولكنه حتماً سيكون بحاجة الى مساعدة كبيرة من الولايات المتحدة اذا أراد تدعيم برامج النمو الاقتصادي في دولته. كما أنه سيكون بحاجة أيضاً الى استقرار تحالفه مع الصهيونية الدينية من أجل عودته للحكم. حتى الآن، يبدو أن الطريقين متعاكسين!