أبرتهايد "العروب"

بي دي ان |

30 أكتوبر 2022 الساعة 12:39م

توشك حكومة الاحتلال الإسرائيلي على الانتهاء من تنفيذ مخطط الأبرتهايد في منطقة العروب جنوب الضفة الغربية المحتلة، بحيث يتم بناء الشوارع الإلتفافية  لتشمل أجزاءً واسعة من بيت أمر وحلحول والخليل، وتتصل بطريق بئر السبع في الداخل المحتل. ويمثل هذا المشروع حالة نموذجية للأبرتهايد الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، بسبب خطورته على الأمن القومي الفلسطيني أولاً، وبسبب أهدافه التوسعية الاحلالية ثانيا. وفي النتيجة، فإن هذا النموذج وفقاً لمركز مراقبة الأنشطة الاستعمارية الصهيونية،  يعتمد تنفيذه على الآتي: 
- مصادرة آلاف الدونمات من الفلسطينيين، حيث تمت مصادرة 740 دونماً من أراضي بيت أمر، و 530 دونما من أراضي حلحول، في حين تبلغ مساحات المنطقة المحظور البناء عليها 707 دونماً. وجميع هذه الأراضي المصادرة هي أملاك فلاحين فلسطينيين، أو أراضي "ميرية" عامة محتلة يجب عدم مصادرة ملكيتها تبعا لإتفاقيات جنيف. 
- عزل ثلاثة تجمعات فلسطينية عن محيطها الفلسطيني، وأهم هذه التجمعات مخيم العروب، وقرية بيت أمر، وقرية حلحول. وفي حالة بيت أمر، فإنه سيتم إغلاقها من ثلاث جهات رئيسية بحيث تفقد 50% من مساحتها. 
- تجريف مئات الدونمات الزراعية بما يقضي على زراعة الأشجار المثمرة وخاصة العنب واللوزيات في هذه المنطقة، وسيتم إغلاق أكثر من 11 طريقاً زراعياً يستخدمه المزارعون الفلسطينيون، وهو الأمر الذي سيلحق الضرر بالمزارع الفلسطيني الذي ستُسلب أرضه.
- إلحاق الضرر بالبنية التعليمية في المنطقة، حيث سيلتهم مساحات من أراضي كلية العروب الزراعية، ويلحق الضرر بالأشتال والأشجار في هذه المساحات المعدة للتجارب والبحوث الزراعية.
- إلحاق الضرر بالبنية الرياضية في المنطقة والمتمثلة بالملعب الرياضي المقام في الجهة الغربية.
- هدم منازل المواطنين في مخيم العروب وخاصة في الجهة الغربية من المخيم.   
وفي هذا السياق، يمكن لنا تصور أهم عناصر نموذج الابرتهايد المطبق في العروب، والذي يشتمل على العناصرالأربعة  التالية: 
- نموذج فصل عنصري يقوم على العزل والاقصاء  وتضييق المساحات على الفلسطينيين في شتى المجالات التنموية والتعليمية والرياضية مقابل توفير الأمن وكافة الخدمات للمستوطنين.
- نموذج إحلالي يهدف الى تهجير الفلسطينيين المقيمين في المنطقة مقابل جلب أكثر من نصف مليون مستوطن في جنوب الضفة خلال العشرة أعوام القادمة.
- نموذج ضم، يقوم على ضم مناطق المستوطنين الى الداخل المحتل لخلق وقائع ديمغرافية جديدة تغلق الباب أمام حل الدولتين وتفرض واقعاً أبارتهايدياً على الشعب الفلسطيني. 
- نموذج أمني يهدف الى إعادة  تموضع ميليشيا المستوطنين والجيش الإسرائيلي في مدن الضفة بهدف إطباق الحصار والسيطرة  الأمنية على المناطق الفلسطينية المحتلة.  
من التحليل السابق، نجد أن مشروع العروب سيمثل تحدياً خطيراً على مشروعنا الوطني، وليس بمقدورنا أن ننتظر حتى ينتهي العمل بالمشروع، لأنه لا يمكننا التأثير حينها.وبالضرورة، فإن تركيز المقاومة الشعبية لافشال هذا المخطط يعتبر من أولويات العمل النضالي الفلسطيني في هذه الفترة، كما أن تركيز البرامج الحكومية والأهلية على تعزيز صمود الأهالي في هذه المنطقة يجب أن يعتبر من الأولويات الأساسية.