نابلس.. المدينة الملتهبة

بي دي ان |

26 أكتوبر 2022 الساعة 02:38م

جبل النار، اسم أطلق على المدينة الفلسطينية "نابلس" ويقال أن هذا الاسم سببه نتيجة الهجمات التي شنها أهالي نابلس على الجيش الفرنسي بعد أن هُزم على أسوار عكا، إذا هو نهج حياة ونهج كرامة يستخدمه أهل المدينة تجاه أي معتد ومحتل يحاول الاقتراب من هذه المدينة الشامخة، الملتهبة.

وما شهدته مدينة جبل النار ليلة أمس ليس بجديد على أهلها، فقد سطر أهل هذه المدينة بثوارها وأهلها أروع ملحمة بطولية قادها الشباب الفتحاوي الثائر وبجانبه رجال الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في مشهد يليق بهذه المدينة وكبريائها. 

كانت الخطة الإسرائيلية هي دخول المدينة بشكل سري والانقضاض على أبطال "عرين الأسود" والخلاص منهم بعد أن شكل أولئك الأبطال حالة ذعر تؤرق ليل تل أبيب، فانتبه رجال الأجهزة الأمنية وتم الاشتباك مع قوات العدو الإسرائيلية، التحم الفلسطينيون العرين مع أجهزتهم  الأمنية  ضد عدوهم المشترك وعدو الشعب الفلسطيني، حيث اعتبر هذا الهجوم الإسرائيلي الأكبر منذ زمن، فقد شارك فيه عدد كبير وصنوف متعددة من القوات، وفق تصريح المراسل العسكري الاسرائيلي "بن دافيد"، كما شارك بالهجوم وحدة سييرت متكال الذين عملوا كقناصة، وسلاح الجو شارك بطائرات هيرمز ٤٥٠ المذخرة، ووحدات السايبر التي عملت على تشويش الكاميرات الموجودة في البلدة القديمة لخدمة "عرين الأسود". 

لاشك أننا فقدنا أبطالًا أقمارًا لكنها الحرية والكرامة والوطن، فقد شعر الفلسطينيون بكرامتهم وترابطهم وتوادهم والتحامهم مع أجهزتهم الأمنية فيه قوة وحفاظا على المعنويات، مشهد المواطنين الذين وقفوا بالآلاف لحماية الجرحي على أبواب المستشفيات ليشكلوا درعًا حاميًا، كل هذا هون على المدينة مصابها الجلل، ويذكرنا هذا المشهد بانتفاضة الاقصى سبتمبر (٢٠٠٠) حين شارك  بها أفراد أجهزتنا الأمنية زمن الشهيد القائد ياسر عرفات، والتي كانت خلالها الأجهزة الأمنية جزءا رئيسا من الفعل المقاوم ضد الاحتلال خلال الانتفاضة التي استمرت حتى عام ٢٠٠٥، وهذا يدلل أن الأجهزة الأمنية هي دائمًا ويجب أن تكون ملتحمة مع شعبها. 

وفي ذات السياق وعلى الرغم من الليلة التي شهدتها مدينة نابلس إلا أن المشهد لم يخل من محاولة على ما يبدو كانت تهدف لخلق فتنة للتغطية على هيبة المشهد وهيبة المقاومين من أسود وأجهزة، فقد حاول بعض الشباب الاعتداء على سيارات الشرطة الفلسطينية وتكسير بعض المحال في سلوك لا يليق بهيبة اللحظة ولا بالدماء النازفة لأجل أن يحيا الشعب بكرامة، فلشعبنا عدو واحد ومعروف لا داعي للمزايدات واللجوء لمسلكيات تحدث فتنة في لحظة نزيف الدماء المقدسة، فأي عدوان يوجه نحو عدونا الأول المحدد وإلا فإن مثل هذا يثير التساؤلات حول من المصدر وما الهدف ووو.
فلنبتعد عن الشبهات في هذا التوقيت الحساس وتلتف حول شعبنا . 

على ما يبدو أن العملية العسكرية الإسرائيلية لم تنته بعد وسيواصل جيش الحرب الاعتداء والهجوم على أبناء شعبنا إلى لحظة وصول قادة العدو إلى يوم الانتخابات، بالتالي سيكون هناك خطط لمزيد من الدماء والشهداء فالحذر واجب. 

مشهد اجتماع الفصائل في غزة لمناقشة ما آلت إليه الأوضاع في نابلس وأمامهم الحلوى أثار غضب الشارع الفلسطيني كثيرا، خاصة في ظل انعدام رد على عدوان العدو على نابلس ودون ابداء أي فعل يليق بالمجزرة، فعلى ما يبدو سنكون بانتظار بيان ادانة وشجب بعد كل مجزرة ينفذها العدو بحق مدننا وأبنائنا  "أسوة ببيانات جامعة الدول العربية". 

المجد للشهداء.. وما النصر إلا صبر ساعة