هل أشعل "عرين الضفة" الانتفاضة؟!

بي دي ان |

23 أكتوبر 2022 الساعة 09:11م

ما زالت الضفة الغربية على صفيح ساخن فلن تخل ليلة في مدنها دون وقوع معركة ضارية في أحيائها وشوارعها ضد استفزازات وهجمات جيش الحرب الإسرائيلي، الذي يتعمد استفزاز المواطنين ليس ذلك فحسب، فآلة الحرب الصهيونية كل يوم تزداد شراسة أكثر، وتعذيبا للمواطنين وقتل وسحل واقتحامات لجميع المقدسات من قبل قطعان المستوطنين بحماية الشرطة والجيش. 

معركة تدور رحاها بتحد وعنفوان الشباب الذي شكل مؤخرا ظاهرة ثورية طاهرة، وكأنه أخذ على عاتقه حماية الأرض والإنسان الفلسطيني. 

الضفة الغربية شهدت أشهرًا أكثر دموية منذ سنوات عدة، حيث استشهد مالا يقل عن مئة فلسطيني على أرضها اضافة للقدس العاصمة منذ مطلع العام الجاري، والذي نتج على الأغلب جراء زيادة هائلة وملحوظة في العمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين العزل، حيث يتقصد العدو الإسرائيلي طرد المواطنين من أراضيهم سواءً بطرق ناعمة أو خشنة، مستغلًا انشغال المجتمع الدولي بحرب أوكرانيا وروسيا وما يصاحبها من نتائج وتداعيات الحرب على معظم دول العالم ولا سيما "أوروبا" بالتالي هناك حالة استقواء واستفراد بالفلسطينين أرضًا وشعبًا وهوية. 

وتتعاظم عنجهية الاحتلال وارهاب المستوطنين مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية التي يتصارع عليها " اليمين واليمين المتطرف ، والتي غالبا ما يتم حسمها لصالح الأكثر دموية تجاه الشعب الفلسطيني والذي يقدم فائضًا من الجثث والضحايا.
 
الاغتيال والتصفيات وسيلة قديمة جديدة لجأت إليها وزارة الحرب الإسرائيلية مؤخرا بعد تخبطها تجاه المجموعات الثورية الشبابية التي تجابه قواته بثبات وقوة والذين كشفت هويتهم عن انتمائهم لكتائب شهداء الاقصى التي تتبع حركة التحرير الفلسطيني "فتح" في معظم الحالات، والتي قد لا تكون اغتيال الشهيد تامر كيلاني ليلة أمس ، هي محاولة الاغتيال الاخيرة التي يلجأ إليها في معركته ضد الثوار في نابلس وجنين خاصة ، وذلك بعد عجزه عن دخول المدن والأزقة بريا بطريقة تشبه حرب الشوارع. 

قصور واضح وتراجع جلي في دور الفصائل الفلسطينية تجاه ما تواجهه المدن الفلسطينية ، وما يقوم به العدو الصهيوني من إعتداءات واغتيالات واعدامات بحق الفلسطينيين. 

فعلى مايبدو نجح هذا العدو بطريقة ما من تحييد العديد من الفصائل بغزة عما تواجهه الضفة ، وهذا خطر كبير يضاف لخطر الفصل الجغرافي بين الضفة وغزة والذي لطالما حذرنا منه، والذي شكل أخطر تداعيات الانقسام الفلسطيني الذي فشلت كل حوارات المصالحة والمطالبات الشعبية بانهائه والتي قد لا تكون العاصمة الأخيرة لخط سير قطارها " الجزائر الشقيق والتي لم تشهد أي تفاعل فلسطيني شعبي، خاصة بعد محاولات عديدة سابقة ، باءت جميعها بالفشل. 

العدو الصهيوني يزداد توغلا وتغولا ، ومدن الضفة والقدس كل يوم تودع شهيدا أو أكثر ،يصاحبه انتهاء لفكرة حل الدولتين على الأقل خلال السنوات القريبة القادمة، في ظل تنامي تيارات اليمين واليمين المتطرف، ومازال أصحاب القضية  عاجزين عن تشكيل وحدة وطنية لها برنامج وطني يعزز صمود المواطنين ويخفف على الأقل من حدة الأزمات .

قيادات الفصائل الفلسطينية تشكل فشلا ذريعًا في إدارتها لملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، فيما يشكل مجموعة من الشباب الثائر انتصارات حقيقية تجاوزت الفعل الفصائلي الباهت والمرتجف. 

وعلى مايبدو أن أولئك الشباب نجحوا بفعلهم الثوري قيادة الميدان، واستجلاب الشارع الضفاوي والمقدسي تحديدا ، بعد نجاح ترويض الشارع الغزي بفعل رغبة الحركة الاسلامية الحاكمة لغزة " بعدم المشاركة بفعل عسكري ضد العدو ، ويرجح ذلك على الأغلب لاتفاق تهدئة طويلة الأمد معه. 

بكل الأحوال أعتقد أن ظاهرة الشباب الثائر ستبقى تربك مضاجع الإحتلال، فعلى ما يبدو أن نار الانتفاضة الثالثة قد اشتعلت ولن يسهل اخمادها طالما بقيت استباحة العدو الصهيوني لكل ماهو فلسطيني مستمرة، ولا ندري في أي محطة ستلتحق باقي الفصائل الفلسطينية ، في حال اضطرت لذلك !!