زوجة الشهيد مجاهد داود: ماذا سأقول لأبنائي حين يسألون عنه؟

بي دي ان |

16 أكتوبر 2022 الساعة 04:32م

بجنازتين عسكرية ثم شعبية، ودعت سلفيت ظهر اليوم الأحد، ابنها الشهيد مجاهد أحمد محمد داود (30 عاماً).
وأقيم للشهيد وداعان عفويان، في المستشفى الاستشاري برام الله حيث ارتقى متأثراً بإصابته، وفي بلدة بيرزيت التي مر منها جثمانه وصولاً إلى مدينة سلفيت، حيث سجّي جثمانه انتظاراً لنقله الى مسقط رأسه بلدة حارس شمال غرب سلفيت.
أصيب داود برصاصتين في الجزء العلوي من جسده، استهدفه بهما جنود الاحتلال أمس السبت، خلال مواجهات دارت في قراوة بني حسان شمال غرب سلفيت.
هبّ الأهالي على نبأ اقتحام الاحتلال للبلدة، للاستيلاء على آلية بحجة أنها كانت تعمل في منطقة مصنفة "ج"، وانتفض الموجودون هناك دفاعاً عن حق إنساني متواضع استولى عليه الاحتلال أمام أعينهم، في حفر أساسات منزل وطرق زراعية.
أصاب الاحتلال خمسة مواطنين، ارتقى منهم مجاهد داود، فيما أصيب فتى آخر من مخيم عسكر بنابلس، حاول تقديم الإسعافات لداود لحظة إصابته، وثلاثة آخرون جروحهم وصفت بين طفيفة ومتوسطة.
الشهيد داود كان يعمل في قراوة بني حسان وفيها يقطن منذ عامين، وهو ينحدر من قرية حارس المجاورة، التي ووري جثمانه تحت ثرى مقبرة الشهداء فيها.
لم تستهدف قوات الاحتلال المنتفضين وحدهم، بل عابري السبيل ومن اتخذوا موقف المتفرج على ما يدور من أحداث.
تقول زوجته شيرين عاصي، إن الجميع شاهد لحظة نقل زوجها مصاباً إلى مستشفى ياسر عرفات بمدينة سلفيت، حيث كان يرتدي ملابس العمل، وكان واضحاً عليها آثار الإسمنت الذي يعمل به.
وتضيف أن زوجها غادر موقع البناء الذي يعمل به، لشراء الطعام، وحينها تم استهدافه وأطلق الاحتلال النار على كتفه وبطنه.
وتتساءل عاصي، "ما هو ذنب أطفالي بعد مقتل أبيهم ظلماً؟ وبماذا سأجيبهم حين يسألوا عنه صباحاً؟ ولكن يشفع لهم أن والدهم مات شهيداً".
ترك الشهيد أربعة أطفال، أحمد وانتصار وآدم ومحمد، أكبرهم لم يتجاوز الثامنة من العمر، وخامسة يتوخى قدومها إلى الدنيا يتيمة الأب بعد نحو خمسة أشهر.
محافظ سلفيت عبد الله كميل، قال إن قتل الشهيد مجاهد داود جريمة جديدة في إطار مسلسل الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال، دولة القمع والقتل والذبح، اعتقادا منها بأنها ستُركع الشعب الفلسطيني، متناسية أن ما من قوة طاغية على وجه الأرض إلا ذهبت وأفَلَت بفعل إرادة الشعوب.
وفي كلمة خلال مراسم التشييع والدفن في مقبرة الشهداء ببلدة حارس، أكد كميل أن الشعب الفلسطيني البطل والمضحي، والذي قدم آلاف الشهداء الأسرى والجرحى، عصي على الانكسار.
وأضاف: "إسرائيل بهذه الجريمة التي ارتكبت بحق عامل كادح يسعى وراء رزق أبنائه الأربعة، تبين وجهها الحقيقي بأنها دولة مارقة تدوس القانون الدولي الذي يتعامل مع القضية الفلسطينية بمكيال مختلف عن ذلك الذي يتعامل به مع بقية قضايا العالم".
ونقل محافظ سلفيت تعازي الرئيس محمود عباس لذوي الشهيد وزوجته وأبنائه، وأكد أنه سيتابع أوضاعهم ولن يتركهم يواجهون مصيرهم لوحدهم، حالهم حال بقية أسر الشهداء من أبناء شعبنا في فلسطين والشتات.
وتابع: "أقول باسم الرئيس إن الشهداء أغلى ما لدينا، وكذلك أمهاتهم وزوجاتهم وعائلاتهم، ولا يمكن أن نقف على الحياد أمام هذه القضية".