مخاوف إسرائيلية من امتداد المواجهات إلى الداخل المحتل

بي دي ان |

15 أكتوبر 2022 الساعة 12:41م

أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن الصعوبات التي تواجهها "إسرائيل" تزداد في ظل تصاعد المواجهات الفلسطينية التي امتدت من الضفة الغربية إلى القدس المحتلة، والتي من المرجح أن تصل لمناطق أخرى منها الأراضي المحتلة عام 1948.

وقالت الصحيفة في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل: "الدلائل والمؤشرات تنذر بالسوء، نحن في ذروة سلسلة الأحداث الأكثر صعوبة في الضفة الغربية منذ انتفاضة عمليات الطعن والدهس التي بدأت في 2015، والمواجهات عادت الآن إلى الاشتعال".

توتر متصاعد

ونوهت إلى أن نار المواجهات التي اشتعلت في شمال الضفة؛ جنين ونابلس، انزلقت إلى مناطق أخرى، بخلاف تقدير الجيش الإسرائيلي أنها "ستقتصر على شمال الضفة"، ومؤخرا النار وصلت شرقي القدس المحتلة، و"هناك خطر أن تنزلق مرة أخرى إلى الداخل، لدرجة حدوث مواجهات محتملة في المدن المختلطة، وغزة تراقب الأحداث عن كثب".

ونبهت الصحيفة إلى أن التوتر في القدس ارتفع بعد عملية حاجز مخيم شعفاط في القدس، والتي أدت إلى مقتل مجندة إسرائيلية، وإغلاق الجيش المخيم وفصله عن محيطه، وهو ما زال يبحث عن منفذ العملية الذي يعتقد أنه دخل إلى المخيم، موضحة أن "القنبلة الموقوتة" ما زالت موجودة في أحياء القدس، حتى العثور على منفذ العملية، حيث نفذت العديد من عمليات إطلاق النار على المستوطنين وقوات الجيش.

وأشارت إلى أن "المواجهات الليلية جاءت في نهاية يوم من الإضراب العام الذي أعلن عنه في القدس"، وهذا الإضراب بحسب "أفيف سترسكي"، العضو في جمعية عير عاميم الذي يتابع الأحداث في القدس، "يعكس محاولة الانتقال من المظاهرات وعمليات إطلاق النار إلى احتجاج شعبي أوسع، مع توسع ساحة الأحداث من الضفة إلى القدس".

وأكد سترسكي، أن "هذا التوجه يضع تحديا مزدوجا أمام الجيش الإسرائيلي؛ لأن قمع الاحتجاج بالقوة، يمكن أن يؤدي إلى مواجهة أوسع، كما لا توجد في القدس إمكانية فعلية لعزل المواجهات، لذلك، ستنزلق المواجهات إلى المناطق اليهودية". وفق قوله.

ونبهت "هآرتس" إلى أن السلطات الإسرائيلية، "قررت تعزيز قوات الشرطة في القدس وتجنيد 4 فصائل احتياط من "حرس الحدود"؛ وسيتم وضعهم في حالة تأهب إذا حدثت مواجهات في مدن الداخل".

جدول خطير

ونبه سترسكي إلى أن إجراءات حكومة الاحتلال في القدس وفرض قيود على القادمين للمسجد الأقصى، "يثير الهيجان في القدس، خاصة في ظل الاقتحام اليهودي المتزايد للمسجد في "عيد العرش""، محذرا من أن "استخدام القوة أمام احتجاج فلسطيني أثناء الصلاة، خطأ كبير يمكن أن يدهور الوضع أكثر".

ورأت الصحيفة أن مدينة نابلس التي تحتضن مجموعة "عرين الأسود" التي نفذت العديد من عمليات إطلاق النار ضد القوات الإسرائيلية وأدت مؤخرا لمقتل الجندي في "لواء جفعاتي" عيدو باروخ، "تعكس حالة مثيرة للاهتمام"، منوهة إلى أن هذه المجموعة لديها "تأييد في وسط الجمهور الفلسطيني، وتعاطف كبير جدا معها".

وقدرت أنه "بعد مقتل الجندي، ستركز إسرائيل جهودها الاستخبارية والعملياتية بشكل أكبر في نابلس، مع استمرار حملات الاعتقالات في جنين"، معتبرة أن "النقاش حول انتفاضة ثالثة، هو رمزي أكثر مما هو عملي".

ونوهت إلى أن "الجدول مختلف مع استمرار عمليات إطلاق النار، وهو مكتظ وخطير، ومن المرجح أن يكون له تأثير على خطوات المستوى السياسي، بالتأكيد إزاء الانتخابات القريبة"، مبينة أن رئيس حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو، يحاول أن يملي الرواية على جهاز الأمن، ولكن حتى الآن بدون نجاح.

ولفتت "هآرتس" إلى أن "ارتفاع العمليات، سبق وأن حسم مصير التصويت في انتخابات 1988 وانتخابات 1992، ولكن في هذه المرة يوجد سبب آخر للقلق، لأن احتكاكا عسكريا متزايدا في المناطق، يمكن أن يضر بنسبة التصويت في أوساط العرب في إسرائيل".