هل تتحرك بعض الضمائر الفلسطينية؟

بي دي ان |

29 سبتمبر 2022 الساعة 09:30م

ما بين اليمين واليمين المتطرف تزداد أصواتهم الانتخابية ويصعدون على جثثنا لسدة الحكم، إسرائيل دولة الاحتلال المارقة، المدعومة من كافة قوى الشر بالعالم تؤكد يوما بعد يوم أنها لن تكون يوما شريكا للسلام ولا يوجد بها أي اعتبار لمجتمع دولي ولا قوانين دولية. 

قبل أيام قليلة وفي يوم 23 سبتمبر 2022 يوم الجمعة، طالب الرئيس محمود عباس المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف الجرائم المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني؛ كل يوم بل كل لحظة، وكذلك احترام الشرعيات الدولية، ولأن إسرائيل تدرك حقيقة الحلفاء والخانعين والمتآمرين والمنافقين، في مشرق الأرض ومغاربها، عربها وعجمها، أخذت تمعن أكثر وأكثر في جرائمها وقتلها وسطوها دون أدنى اعتبار لرأي عام دولي أو مجتمع دولي ولا قوانينه، لتثبت أن ما يحدث داخل أروقة المؤسسات الدولية هي لقاءات لذر الرماد بالعيون.
 
أربعة شبان قتلتهم إسرائيل صبيحة أمس ليسقطوا شهداء أثناء الدفاع عن أرضهم وشعبهم وخمسين جريحًا نزفت دماؤهم  على أرض جنين في مجزرة جديدة ارتكبها جيش الحرب بحق مدينة جنين. 

جنين ليست المدينة الأولى ولا المرة الأولى التي تسطو عليها قوات الاحتلال لترهيب أهلها ومواطنيها وتعيث فسادا وإجرامًا بالمدينة الشامخة. 

إسرائيل ترتب أولوياتها وفق منهج احتلالي مستمر، مستخدمة أدواتها المتنوعة والتي جزء منها صنيعتها.
 
لم يكن خروج جيش الحرب الإسرائيلي من غزة عام ٢٠٠٥ عبثيا، لكن هناك معتقد توراتي لديهم أن غزة "ملعونة" ليست مقدسة، بالتالي ليس ضروريًا الاحتفاظ بها خاصة وأن لغزة خطة ودور قادم. 

لن يغفل الاحتلال لحظة عن أهمية وضرورة فصل قطاع غزة عن باقي الوطن، لتنشغل مستقبلا غزة بهمومها وفقرها وسوء الحال وقضايا يومية تفصيلية معيشية يتم استغلالها في تطويعها "غزة" وقت اللزوم، ومن ثم التفرغ والانقضاض على بقية المشروع الوطني الذي جوهره وجوهر الصراع يكمن في الضفة الغربية والقدس.

ولكن كان يجب ترويض غزة إما بشنطة مال، أو زيادة مساحة الصيد ومؤخرا المكافأة الأكبر "تصاريح عمل داخل فلسطين المحتلة لآلاف العمال ، تحت إشراف وزارة عمل حكومة حماس في غزة" في وقت كان ذلك محرمات لديها. 

لا أظن جهل الأطراف الفلسطينية جميعها بخطورة الانقلاب الذي تحول لإنقسام للتطور  إلى فصل الضفة وغزة لينتهي بذلك حلم الدولة الفلسطينية. 

ما هو مؤسف وطاعن للصدر أن جميع الشهداء "الذين يتساقطون كل يوم خاصة في نابلس وجنين لم يحركوا بعض الضمائر الفلسطينية ليهبوا لطي صفحات سوداء والبدء بفعل وطني يوازي تضحيات جمة تدفع كل يوم من قبل شبان أحرار جلهم من حركة فتح وأبناء الأجهزة الامنية الفلسطينية. 

وما هو ملاحظ في أحداث جنين أمس أن الذين خربوا المدينة من عدة أيام وعاثوا فسادًا فيها ودمروا الممتلكات العامة وصرافات البنوك وغيرها، لم نلحظهم في الدفاع عن الشباب والمدن ولم يتصدوا للاحتلال، وهذا مثير للتساؤل حول دور بعض المواطنين في المشهد القائم. 

نحن بحاجة لزيادة الوعي الجمعي بأهمية الانتماء الوطني لوطننا وليس لأشخاص ولا أجندات خارجية، وأنه يجب ألا نحرف البوصلة لتبقى فلسطين والقدس العاصمة. 

نحن بحاجة لرص الصفوف، فحتى العدو لايحترم المتخاذل منا، كل الأحرار من كل الفلسطينيين مدعوون اليوم للتكاتف والوحدة ووضع برنامج وطني كامل بالتنسيق مع الكل الوطني لمجابهة عدو لن يرحم أحدا وليس صديقًا لأحد، ولا ضامنًا لأحد.
 
نطرق الخزان ونقرع  أجراس الخطر ، الاحتلال يبدأ جولة جديدة ويدخل مرحلة أشرس من العداء لأبنائنا وشعبنا ووجودنا، في حاولة جادة لفرض سيطرته على باقي الأراضي الفلسطينية وضمها، نعم قضيتنا حية بفعل الأحرار من شعبنا، لكن لو تمادينا بالتخاذل سيدفع الجميع الثمن، من الدم والأرض والقدس والكرامة. 

هي دعوة للوحدة الوطنية في سنوات  عجاف، ثقال على قلوبنا بعد تخلي الأخ واستهانة الصديق وتطبيع مجاني مع العدو ونفاق دولي، نحن ليس لنا إلا نحن، ولا أحد غيرنا على أرض المعركة، فلنترك سخاء القول، ولنتجهز لفعل فلسطيني قادر على المواجهة والصمود وصولا إلى التحرر.