الانتخابات التشريعية الايطالية تنافس قوي وخوف من تقدم اليمين واليمين المتطرف

بي دي ان |

23 سبتمبر 2022 الساعة 04:31م

يزيد عن ٥٠ مليون ناخب وناخبة من المواطنين والمواطنات الايطاليين اللذين لهم الحق في التوجه إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد الموافق ٢٥ سبتمبر القادم لكي ينتخبون ممثليهم في المجلس التشريعي ومجلس الشيوخ، حيث سيتم انتخاب ٤٠٠ برلماني في المجلس التشريعي و ٢٠٠ سيناتور في مجلس الأعيان وذلك بعد التعديل القانوني بخصوص عدد المشرعين في عام ٢٠٢٠. لكن الانشغال الأول للأحزاب والقوة السياسية هو عدد الناخبين الذين سيتوجهون الى صناديق الاقتراع يوم الأحد لان وسائل الاستطلاع تشير إلى أن نسبة الناخبين الذين سيتوجهون الى صناديق الاقتراع ستكون ضعيفه مقارنه في السنوات السابقة. وبطبيعة الحال اذا صدقت هذة المؤشرات فأن النتيجة ستكون لصالح الأحزاب والقوة السياسية اليمينية . 
و يتنافس على هذه المقاعد آلاف المرشحين الذين ينتمون الى احزاب مختلفة من أقصى اليمين الى أقصى اليسار فنجد مثلا اتفاقيات انتخابية بين العديد من الفصائل والقوى السياسيه اليمينيه واليساريه. الحزب الديمقراطي والذي تعود جذوره إلى الحزب الشيوعي الايطالي السابق والذي يتزمه الأمين العام انريكو ليتا. هذا الحزب كان يمثل الحركة العماليه واليسار الايطالي ولكنه في الاونه الأخيرة توجه نحو الوسط وبهذا الطريقه فقد نسبه لا بأس بها من قاعدته الشعبيه ولكنه ما زال هو الحزب الأساسي في ائتلاف اليسار الوسط. هذا الحزب عقد العديد من الاتفاقيات الانتخابيه مع العديد من القوى اليساريه مثل اليسار الايطالي وحركه الخضر . اما المعسكر الاخر اليمين واليمين المتطرف فنجد هناك حركات واحزاب سياسية ذات طابع عنصري : حركة الليجا الذي يتزعمه الأمين العام ماتيو سلفيني والمعروف عن معاداته للمهاجرين وطالبين اللجوء السياسي والذي صرح أيضا قبل بضعة اسابيع انه بحال فوز الائتلاف الذي ينضم اليه سينقل سفاره إيطاليا الى القدس ، ونجد أيضا حزب ألاخوه الايطاليين والذي تتزعمه الأمين العامه جورجيا ميلوني والذي ينحدر من الحزب الفاشي الايطالي السابق ، هذا الحزب الذي توسعت قاعدته الشعبية في الاوانه الاخيره ليصبح منافس اساسي للحزب الديمقراطي حيث وسائل الاستطلاع تشير إلى التساوي تقريبا في النسبه المؤيه بين الحزبين وطبعا هذا مؤشر خطير يقلق القوة اليساريه والديمقراطية الايطاليه. نجد أيضا الحزب الذي يتزعمه الملياردير الايطالي سيلفيو بيرلوسكوتي والذي أصبح يعتبر حزب معتدل في سيناريو القوة السياسيه الايطاليه. يوجد ايضا حركة الخمسه نجوم والتي يتزمها جوزبة كونتي والذي كان يترأس الحكومه الايطالية أثناء جائحة كورونا حيث أن هذة الحركة تخوض الانتخابات منفردة لوحدها ، يذكر أن امينها العام كسب شعبية كبيرة في جميع شرائح المجتمع الايطالي وخاصة اليساري منه وذلك لحسن عمله وادارتة لايطاليا أثناء جائحة كورونا ومن المتوقع أن بحال فوز ائتلاف اليسار الوسط تصبح هذة الحكة بيضة القبان لتكوين اي حكومه تمثل القوة اليساريه / الديمقراطي. حسب وسائل الاستطلاع تشير إلى حصول هذة الحركة على نتائج جيده في هذة الجوله الانتخابية. 
 ان الظروف المناخية و السياسيه والاقتصادية والاجتماعية الحاليه في ايطاليه سلبية حيث أن البلد بعد ما تعرض لجائحة كورونا وما تركته على أرض الواقع وعلى جميع الاصعده ، لا ننسى آلاف الضحايا لفايروس كورونا من الناحيه الصحية وبطبيعة الحال من الناحية الاجتماعيه والاقتصادية آلاف المصانع والشركات والنشاطات الاقتصاديه التي أعلنت افلاسها وأغلقت أبوابها وما ترتب عن ذلك من زيادة نسبه الفقر والبطاله ونقص فرص العمل . 
كانت إيطاليا تحاول الخروج من هذة الازمه وما تمخض عنها حتى ظهرت إلينا الازمه الاوكرانيه وازمه الطاقه التي هي في اوجها الان ليس فقط في ايطاليا بل في كل أوروبا ولكن معاناه إيطاليا اكثر مقارنه في الدول الاوروبيه الاخرى لأنها كانت تعتمد وبطريقه اساسية على الغاز الروسي ، فالسعر الان أصبحت لا تطاق من العوائل والنشاطات الاقتصاديه حيث أن زياده اسعار الطاقه تهدد آلاف المصانع والشركات في الاغلاق والافلاس. 
  اما فيما يخص الظروف السياسيه يجب الأخذ بعين الاعتبار عدم الثقة في السياسيين وفقدانهم دعم المواطنون حيث انه في اخر انتخابات محلية قبل عدة أعوام توجه الى صناديق الاقتراع اقل من ٤٠ ٪‏ من من لهم حق التصويت، لذلك الخوف الكبير هو عدم توجه الناخبين الى صناديق الاقتراع. 
وسائل الاستطلاع تشير إلى فوز زعيمه الحزب اليميني المتطرف والائتلاف الذي كونته ( حركه الليجا بزعامه سالفيني وحزب قوه إيطاليا بزعامه بيرلوسكوني ) ، يذكر أن الكونفدرالية الايطاليه العامة للعمل قررت تنظيم مظاهرة وطنيه في العاصمه الايطالية روما في ٨ أكتوبر للمطابه في تعديل قانون الضرائب والتقاعد والدفاع عن حقوق العمال والموظفين والمتقاعدين . 
هذا هو المناخ الحالي والذي يثير القلق لدى القوى الدمقراطيه والحركات النقابيه ومنظمات المجتمع المدني، يذكر أن هذة الليله هي اخر ليله للحملات الانتخابيه وغدا السبت يوم صمت ويوم الأحد سيكون يوم الحسم. 
يجب الإشارة أيضا انه بحال فوز الحزب اليميني المتطرف سيكون لها عواقبه على العديد من الاصعده بخصوص الحقوق المدنيه، القوانين المتعلقه في الهجرة والمهاجرين، بخصوص حقوق المرأة وبطبيعة الحال من الناحيه الاجتماعيه والسياسبه أيضا فهذا معناه تحول جذري في المجتمع الايطالي نحو التطرف والعنصرية كما حدث في السويد حيث أن اليمين فاز في الانتخابات لان مل دعايته وسياسته الانتخابيه كانت ضد المهاجرين وطالبين اللجوء السياسي. 
اما بخصوص قضيتنا الفلسطينيه بحال فوز هذا او ذاك الائتلاف من الطبيعي أن يوجد فرق كبير بين ائتلاف اليمين وائتلاف اليسار حيث أن سالفيني بمقابلته مع اعلام دوله الاحتلال وعد وأكد انه بحال فوزه سينقل السفارة الى القدس ، وأمين عام الحزب الديمقراطي ليتتا كان يشارك في المظاهرات المتضامنه مع دوله الاحتلال أثناء العدوان القبل الاخير على قطاع غزة، رغم ذلك لا أعتقد أن يقوم الحزب الديمقراطي بنقل السفارة الى القدس كما يريد سالفيني. 
وأخيرا اريد ان اعبر عن أسفي وحزني لعدم مقددرتنا نحن الفلسطينيين والذين نحمل الجنسيه الايطالية والمقيمين هنا من تأسيس قوه او لوبي للضغط على بعض القوة السياسية لاتخاذ موقف مسبقا بخصوص حقوقنا المشروعه بعد بعض المحاولات، كانت فرصة جيده ولكن ولسه الحظ لم يتم استغلالها من أجل القيام بقفزه نوعيه أيضا الجاليه الفلسطينيه للتحول الى قوه ضاغطة تؤثر على مجرى الانتخابات، الأمل الوحيد هو هو فوز بعض المرشحين المتضامنيبن والداعمين لقضيتنا الفلسطينيه العادله. وأخيرا يجب القول انه من المفروض ان نتحمل جميعنا المسؤوليه كل شخص حسب موقعة ومسؤولياته بخصوص غياب قضيتنا الفلسطينيه في هذة الحمله الانتخابيه.