لا ظل .. لا تمر !

بي دي ان |

05 سبتمبر 2022 الساعة 11:00م

 هناك قول عربي مأثور: "سمعك بالمعيدي خير من أن تراه". و من عجب الفواجع التى ابتلي بها الوطن والمواطن، على يد الموالسة، كانت عنونا للمثل القائل إن "المصائب لا تأتى فرادى" ولعلها الحكاية الطريفة عن حكيم الصين، - رواها العم عشم- رضي الله عنه- حين وجد امرأة وحيدة في المقابر تشكو الخوف من ذئب مفترس. وسألها عما يرغمها إذن حتى تعيش في مكان يتهدده ذئب مفترس؟!


- قالت: لآنه يا سيدى لا توجد هنا حكومة مستبدة! ابتسم الحكيم وقال لتلاميذه: حقا إن الوحش المفترس أخف وطأة على الإنسان من حكومة مستبدة؛ وحضرتك عندك هنا حكومات شجرة السنط، الشَوْكَة. لا ظل ولا تمر!، عكومات مستبدة وغير شرعية.! واستمرارية الحكم بدون انتخابات، وحق الاختيار يفسد أي سلطة - حزب - أو مجرد عكومة، تتولي شؤون الناس، وإني لآمل أن تفتح هذه الكلمات أمام القارئ أبواب التساؤل؛ فمأساتنا الحقيقية أننا نمتلك من الأجوبة أكثر بكثير مما نطرح من الأسئلة!


 - سعيد همبكة للعم عشم: ما علينا.. هل نحن شعب نستحق حكامنا،أم نستحق حكاماً أفضل ؟وبصراحة ووضوح لابد من التغيير الجذرى والشامل؛ رد العم عشم : طيب اعمل أي حاجة بدلا ما انت قاعد تصفق زي كلب البحر، في السرك؛ ففي بلد القانون، خذ حقك بالقانون.. وفي البلد التي يكون القانون فيها في اجازة، خد حقك بأيدك! لكن في الأخير، لا تترك حقك، فلولا شخصيات تعيش في دور كلب البحر، ما كان في المشهد حثالة، صنعوا وجودهم بالسفالة.. من ضربك على خدك الأيمن، فلتسبقه يده للمقابر!


- هنا تدخل سيد قورة قائلا : فلا نقاش، ولا حق الاختيار، ولا انتخابات، ولا شرعية ولا مجلس تشريعي منتخب، ولا تبادل للرأي، ولا اقناع ، ولا حجة؛ وتلك كارثة كبرى، إذ أن أعظم صفة يستطيع أن يبثها، الشبه حكم - تحت الاحتلال- في الناس، عندما  يحكم بدون شرعية، ويفرض الجبايات والضرائب بلا قانون وبدون مصادقة مجلس تشريعي جديد منتخب. فلا قانون ولا حجة ولا يحزنون، لا يناقشوه ويعارضوه،ولا يقفوا موقفا نقديا كلما وجدوا ما يستحق النقد أما ركوب الحكم بالغصب فهي أسوأ علاقة يمكن أن تربط هؤلاء بالناس.


- إعادة كلاكيت المرة الكام؟.. يتميز قلم العم عشم، بحرية الحركة دائما، فهو يمكن أن يفعل أو يبدو كأي شئ  تقريبا، يمكنه أن يكون متعقلا أو مشاكسا ساخرا، وغالبا ما يكون الاثنتين معا. ويمكنه أن يكون ملهما بشكل اخر، وموضوعيا بشكل جدير بالاحترام؛ إنه متعة ونوع أدبي مستحق للقراءة. ولكنه ليس سهلا بأية حال، ولأنه يستغرق وقتا وتدريبا لتنمية المهارات المطلوبة لإنجاز المقال، حتى لو ظهر في البداية أن هذا النوع يمثل أقل مما يشارك فيه المثقفون من أفكار أو رأي واضح. فالذي ينقل رأيا هو شئ متفرد  يتطلب البراعة الفنية، وإذا كان هناك مقال يتوقع أن يكون جيدا، فإنه نوع ما من استقامة الرأي، ولهذا السبب يعد بعض كتاب مواقع التواصل أو الاعمدة في الصحف استعراضيين متشابهين، وليسوا كتاب مقالات.


 - العم عشم ابن غزة، وأهلها الكرام الطيبين، اصحاب المواقف الشريفة النبيلة، الذي تشهد لهم النفوس الطيبة بكل خير،  والذي جسد أحلامهم في إمكانية الانعتاق التاريخي من أسر حكم التخلف والدجل السياسي، والفشل والانقسام والخراب،  وقبضة البطالة وقبضة الجباية الوحشية، والضرائب الحرام وأكل   أموال  السحت، والفقر والبطالة، التي تعتبر معيارا للأثار الوحشية و القاسية لقبضة الانقسام والفقر والخراب، والفساد، فكان حضوره مثالا للاحتجاج النبيل والتمرد الجسور من أجل وطن حر.. وطن للجميع، وطن موحد، يمتلك إرادته ويحترم حقوق الإنسان ويحقق الكفاية والعدل للكل الناس.. قول يا عم عشم.


قال: شوف يا ابني ، الفجوة تظل قائمة بين المجتمع وبين هؤلاء العفيجية، وغياب الممارسة الفعلية للمجتمع والمشاركة على مستوى السياسية الفعلية،ضد إسكات المشكلات بدلا من إيجاد حلول لها، فأسلوب العمل عندنا هو العيش يوما بيوم، بغير اكتراث للناس، ونخرج بنتائج سلبية، وأصبح الناس يفترضون مقدما أن المشاركة والوعود تقدم إليهم لاستهلاك الوقت فحسب، ولا يجدون لذلك ضرورة  لمحاسبة أصحابها عليها، ولم تسفر في النهاية عن شئ ملموس؛ ويتضح بعد مضي ما يقرب من 16عاما، خراب، أن الموضوع كله كان شعارا دعائيا من اجل ركوب السلطة والشعب.. بمعني

" نحكم حضراتك غصب عن عين اللي جاب شنبك" وتعال نزلنا لو تقدر!

- هذا هو المعني الدقيق للانغلاق، بل للتخلف السياسي والفكري الذي يمنعنا من الحركة والانطلاق، أنك لن تستطيع أن تجد في هذا البلد، شيئا يمكن أن يرهبه  المواطن كما يرهب السكوت عن القضايا الوطنية، ومع ذلك فقد تركت، ليحلق بها الانقسام والخراب والفساد دون أن يحرك أحد ساكنا! حتى ولو كانت رؤوسهم فارغة خالية من أي فكر، وعلى الرغم من أنه يعرف أن تسعة أعشار ما يتحدث به الموالسة، ليس فيه من الحلول، والافكار أكثر مما في طنين الذباب، والعم عشم  يحرص على أن لا يشترك في هذا الطنين، ويثبت لنفسه ولمن حوله، إنه مواطن وليس دمية. و للحديث بقية.