ذكرى بازل 125

بي دي ان |

30 أغسطس 2022 الساعة 01:20ص

حوالي 1400 صهيوني من القيادات والنخب المختلفة احييوا امس الاحد الموافق 28 آب / أغسطس الحالي الذكرى ال125 للمؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا، وستقام الاحتفالية في ذات القاعة على مدار ثلاثة أيام، التي اعد لها واشرف عليها المنظمة الصهيونية العالمية بالتعاون مع الاتحاد السويسري للجاليات اليهودية وحكومة كانتون بازل.
سيبدأ الاحتفال في قاعة شتاتكاسينو، التي عقد فيها المؤتمر عام 1897 وحضرها آنذاك 208 مندوبين من الصهاينة. ولحماية الفعالية الصهيونية وضعت الحكومة السويسرية خطة امنية، رصدت لها موازنة تقدر ب5,7 مليون يورو بسبب التحذيرات من المظاهرات المناوئة للصهيونية والمؤيدة للشعب الفلسطيني، وسيتم اغلاق نهر الراين أمام حركة السفن، بالإضافة لاغلاق المجال الجوي طيلة مدة أيام المؤتمر، مع تأمين منطقة القاعة من قبل الالاف من رجال الامن.
وسيتم تقسيم الفعالية لجزأين: الأول مؤتمر هرتزل للقيادة، الذي سيركز على الصهيونية الحديثة، والأخر مؤتمر التأثير لريادة الاعمال الاجتماعية والاقتصادية، والذي يستضيف 125 من رواد الاعمال في صناعة التكنولوجيا الفائقة، الذين تم اختيارهم بعناية من بين كم كبير من المرشحين، ويلاحظ ان عددهم بعدد سنوات الذكرى.
وتكريسا للصداقة الصهيونية السويسرية، التي تكشف عن انتفاء أي حيادية للدولة المضيفة، التي لم يكن بالصدفة اختيارها قبل 125 عاما لتشريع الحركة الصهيونية، ولا امس الاحد لاحياء ذات الذكرى، والتي حرصت حكومة كانتون بازل على إخفاء تلك القاعة، وعدم الإفصاح عنها للراغبين من المهتمين والسياح من دول وشعوب العالم لمشاهدتها، لانها تدرك انها ارتكبت خطيئة بحق التاريخ واتباع الديانة اليهودية والشعب العربي الفلسطيني والبشرية. ولكن كون سويسرا جزء من المنظومة الرأسمالية الغربية، ومعنية بالمشروع الصهيوني ورعايته كان مطلوبا منها تحمل هذا الجزء، لذا فتحت أبوابها للحركة الصهيونية لعقد مؤتمرها الأول، وأيضا تتابع نهجها السياسي المتواطىء مع الحركة الصهيونية ودولة التطهير العرقي الإسرائيلية، فعادت وفتحت أبوابها لاحياء الذكرى المشؤومة، وبالإضافة للرئيس الإسرائيلي هرتسوغ سيتحدث الى جانبه في احتفالية اليوم الاثنين رئيس وزراء كانتون بازل، بيت يانس، ووزير الاقتصاد، غاي بار ميلين (كان سابقا رئيس لسويسرا) ورئيس المنظمة الصهيونية العالمية، يعقوب هاغول، وسيحضر رئيس الوكالة اليهودية، دورون ألموج.
وتصادف ذكرى المؤتمر الصهيوني الأول مرور ما يزيد على 74 عاما على ولادة دولة النبت الشيطاني التي تنبأ بها، ونشأت من رحم الامبريالية العالمية، التي مولت ورعت كل مسيرة الحركة الصهيونية، واوجدت لها كل ركائز التطور والصعود وتأمين ركائز دولتها الشريرة في ارض فلسطين التاريخية، واستخدمت هرتزل ووايزمان وجابوتنسكي وغيرهم من قادة الحركة الصهيونية وباسم الديانة اليهودية، التي اغتصبوها كرسل ومبشرين للفكرة السوداء، وعرضوا المال والخدمات لزعماء الدول التي جالوا عليها من تركيا إلى الارجنتين وغيرها. وطبعا المال، هو من اباطرة رأس المال المالي وبالتنسيق مع الزعماء والقادة الأوروبيين والاميركيين، الذين شاؤوا من الدولة المارقة لتكون اداتهم في تمزيق وحدة الشعوب العربية ودولهم بعد ان مزقت اتفاقية سايكس بيكو اثناء الحرب العالمية الأولى الدولة العربية الواحدة الى 22 دويلة، وثم أعلنت وعد بلفور، واعقب ذلك قرارات مؤتمر سان ريمو، ومن ثم صك الانتداب الى ان اقامت الدولة الغارقة في الفاشية منذ الإعلان عنها على انقاض نكبة الشعب العربي الفلسطيني 1948.
وحتى لا اطيل، فاني ادعو قادة الحركة الصهيونية وزعماء الدولة الاستعمارية الإسرائيلية وحلفائها في الغرب الرأسمالي ان يعيدوا النظر في فكرة الدولة الشيطانية، التي  تعيش ازمة بنيوية عميقة، ولن تخرج منها الا بحرب أهلية، وتفكك اوصالها، حتى لو وضعوا لها ارجل من خشب، وسلحوها بكل التكنولوجيا، ونقلوا اليها ال15 مليون يهودي بعد صهينتهم ورصدوا لها ليس 3,8 مليار دولار سنويا، وانما عشرة مليارات دولار أميركي سنويا، فإنها ماضية بخطى حثيثة نحو الافول نتاج صعود الفاشية الى مستويات متوحشة، حتى ان بعض مركباتها الصهيونية لم تعد قادرة على تحمل تبعاتها الداخلية، وهذا ما أكده امس الاحد خمسة من رؤساء الأركان ايهود باراك، وبوغي، وغابي اشكنازي، وغادي ايزنكوت وغانتس في الندوة المشتركة، التي نظمتها القناة الإسرائيلية ال(12) على هامش افتتاح مكتبة مكرسة لحفظ "ارث بن غوريون"، رئيس الوزراء الأول، واجمعوا على ان "انهيار التماسك الاجتماعي الحاصل اليوم داخل إسرائيل، هو اكبر وأكثر خطورة من ما يمكن ان تشكله ايران في حال أصبحت نووية." نقلا عن موقع(TOI) The times of Israel،
وعليه فان تعاظم التناقضات التناحرية بين مركباتها، ورفضها المبدئي خيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، وحل الدولة الواحدة، كما اعلن زعماءها نتنياهو وبينت وغانتس وليبرمان ولبيد وحدث ولا حرج عن شاكيد وسموتيريتش وبن غفير وكل مجرمي الحرب الصهاينة، موضوعيا وعلميا يدفع الدولة الفاشية نحو الهاوية شاء قادتها ام ابوا، وشاء قادة الغرب ام ابوا، هذا هو منطق الظواهر اجتماعية ام طبيعية، دولا ام منظمات وأحزاب وحركات.  
اذا ليحاول المؤتمرين 1400 استخلاص العبر والدروس، وإعادة الحق لاصحابه، والتخلي عن روايتهم المزورة والكاذبة، وليعيشوا بين ظهارني شعوبهم، والشعب العربي الفلسطيني مستعد ولديه الجاهزية لاحتضان كل من يريد ان يعيش معه على ارض وطنه وفق المعايير الوطنية والقومية الفلسطينية العربية، ووفق القوانين الدولية. وهذا ما نادت به ودعت اليه فصائل العمل الوطني مع انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة بإقامة الدولة العلمانية الواحدة على كل فلسطين التاريخية. الكرة في مرمى قادة الحركة الصهيونية واسيادهم في دول الغرب الرأسمالي وخاصة الولايات المتحدة الأميركية.
[email protected]
[email protected]