"كان 11": رئيس الشاباك زار مصر لتخفيف حدة الأزمة

بي دي ان |

21 أغسطس 2022 الساعة 11:24م

كشفت هيئة البث الإسرائيلي "كان 11" النقاب عن زيارة قام بها رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، رونين بار، للعاصمة المصرية "القاهرة" اليوم الأحد.

وقالت "كان 11"، إن الزيارة جاءت لاحتواء التوتر الذي يسود العلاقات بين إسرائيل ومصر، إثر تجاهل سلطات الاحتلال لالتزامات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في السابع من آب/ أغسطس الجاري.

وتأتي زيارة رئيس الشاباك إلى مصر، وفقًا لذات المصدر، في محاولة لتخفيف حدة الأزمة مع القاهرة والتي تشكلت بسبب الضغط العسكري المتزايد للاحتلال على حركة "الجهاد الإسلامي" في الضفة الغربية، خلافًا لتفاهمات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية.

ويلتقي "بار" مع رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، الذي ألغى زيارة كانت مقررة له إلى تل أبيب، في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

وألغى "كامل" زيارته احتجاجًا على تراجع الاحتلال عن الالتزام بالتفاهمات التي تم التوصل إليها وأدت إلى وقف إطلاق النار في غزة.

واجتمع رئيس الشاباك، بالمسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، وبحث معهم "الأوضاع في قطاع غزة والمطالب المصرية بالإفراج عن معتقلي الجهاد الإسلامي؛ خليل عواودة وبسام السعدي".

وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن "بار" قدم للجانب المصري توضيحات حول الاعتبارات الإسرائيلية لخوض العملية العسكرية الأخيرة ضد "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، والتصعيد الذي أطلقته ضد قيادة الحركة وناشطيها في الضفة الغربية.

وأشار البيان المصري الذي تم الإعلان من خلاله عن وقف إطلاق النار في غزة، إلى أن "مصر تبذل جهودًا وتلتزم بالعمل على الإفراج عن الأسير خليل العواودة ونقله للعلاج، وكذلك الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن".

وآنذاك، كشف المتحدث باسم حركة الجهاد، داود شهاب، أن الاتفاق مع إسرائيل على وقف إطلاق النار جرى بوساطة مصرية بعد أن "وعدت القاهرة بالعمل على الإفراج عن الأسيرين خليل عواودة وبسام السعدي".

كيف تشكلت الأزمة؟

وبدأت الأزمة بين القاهرة وتل أبيب تتشكل منذ أكثر من شهرين، وتحديدًا في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي، مطلع حزيران/ يونيو الماضي، إسقاط طائرة مُسيرة مصرية عبرت المناطق الحدودية.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلًا عن مسؤولين أمنيين مطلعين على التفاصيل، أن الإعلان عن إسقاط المُسيرة التابعة للجيش المصري أغضب السلطات في القاهرة.

واعتبرت مصر أن النشر حول هذا الشأن "أحرجها"، علمًا بأن الجيش الإسرائيلي كان قد أشار في إعلانه إلى أن اعتراض المُسيّرة تم "بعد التنسيق مع الجانب المصري".

وأفاد المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون بأن محادثات جرت بين كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ونظرائهم المصريين في محاولة لتهدئة التوتر بين الجانبين.

وبعد ذلك بأيام، جاء الكشف الإسرائيلي عن دفن جنود مصريين استشهدوا خلال معارك حرب حزيران/يونيو العام 1967، في "قبر جماعي" في منطقة دير اللطرون شمال القدس، وإخفاء معالم القبر عبر إقامة كرم أشجار اللوز، ولاحقا، في العام 2000، جرى بناء الموقع السياحي "إسرائيل الصغرى".

وزاد الكشف عن هذا القبر الجماعي للجنود المصريين من حدة التوتر بين القاهرة وتل أبيب، بحسب "إذاعة الجيش الإسرائيلي".

وعزز الاستياء المصري من الجانب الإسرائيلي، ليجري لاحقًا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد.

وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجانب المصري عبّر حينها عبر أرفع القوات المفتوحة بين القاهرة وتل أبيب، عن الاستياء المصري من الإعلان الإسرائيلي عن إسقاط المٌسيّرة أولا ثم الكشف عن القبر الجماعي للجنود المصريين قرب القدس لاحقا.

ذروة الأزمة

وبلغت الأزمة ذروتها بين الجانبين، بحسب إذاعة الجيش، في الأيام التي تلت العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.

واعتبرت القاهرة أن تل أبيب فاجأتها بإطلاق العدوان في الوقت الذي توقع فيه ضباط المخابرات المصرية، إفساح المجال لهم لتهدئة الوضع وتبديد التوتر حول قطاع غزة، عندما فرضت إسرائيل إغلاقا على "غلاف غزة" في الأيام الأربعة التي سبقت العدوان.

كما ارتفعت حدة التوتر في أعقاب رفض إسرائيل طلب مصر لجم عملياتها العسكرية في الضفة الغربية في أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "الجهاد الإسلامي".

وتطرق السيسي إلى هذه المسألة خلال محادثته مع لبيد غداة العدوان، في حين تواصل تصعيد الاحتلال في الضفة بعد مكالمة السيسي- لبيد، وأسفرت في نفس اليوم عن استشهاد ثلاثة شبان في مدينة نابلس.

علاقات طبيعية

من جانبها، شددت القناة 13 الإسرائيلية على أن التوتر مع القاهرة العلاقات المصرية الإسرائيلية ظلت طبيعية "على المستوى الميداني، على الرغم من إلغاء الاجتماعات والزيارات".

وأشارت إلى أن الانطباعات التي تشكلت لدى القاهرة خلال محادثات وقف إطلاق النار في غزة، هي أن سلطات الاحتلال ستطلق سراح الأسيرين عواودة والسعدي وستقلص من أنشطتها العملياتية في الضفة.

ووفقا للتقديرات الإسرائيلية التي أوردتها القناة 13، فإن الأزمة بين القاهرة وتل أبيب "ستحل خلال أيام".

كما قلل مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى تحدث لموقع "واينت" الإلكتروني من حجم التوتر مع مصر، وقدر أن العلاقات ستعود إلى طبيعتها "في أقرب وقت ممكن".

المصدر : وكالة سند