أطلع وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، نائب وزيرة خارجية جمهورية إفريقيا ماشيخو دلاميني، على آخر المستجدات السياسية في الأرض الفلسطينية المحتلة، والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على شعبنا وممتلكاته ومقدساته.

وأعرب المالكي خلال لقائه الوفد الجنوب إفريقي في مقر الوزارة برام الله، اليوم الأحد، عن شكر وتقدير فلسطين لجمهورية جنوب إفريقيا قيادة وشعبا، على موقفها الثابت من القضية الفلسطينية وولائها للحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في حقهم في تقرير مصيرهم، ما يعكس قوة العلاقات التاريخية والتضامن بين البلدين.

ووضع المالكي الوفد في صورة أعمال عنف الاحتلال المتواصلة بحق الفلسطينيين من اعتقالات وهدم المنازل والمدارس، وتهجير العائلات من بيوتها، وضمّ الأراضي، ومواصلة بناء المستوطنات، وفرض المنهاج الإسرائيلي على المدارس الفلسطينية.

وأشاد بدور جمهورية إفريقيا، إلى جانب بعض الدول الإفريقية أيضا، في عرقلة محاولات إسرائيل للانضمام كعضو مراقب لدى الاتحاد الافريقي، كون أن إسرائيل هي دولة احتلال ودولة فصل عنصري وانضمامها للاتحاد يتعارض تماما مع المبادئ التي قام على أساسها الاتحاد.

وأشار المالكي إلى القيم المشتركة التي تربط الشعب الفلسطيني مع الشعوب الإفريقية كون أن ما يخوضه الشعب الفلسطيني اليوم من تمييز وفصل عنصري (ابرتهايد) هو نموذجا محدّثا عن نظام الفصل العنصري الذي تعرضت له جنوب إفريقيا.

من جانبها، أكّدت دلاميني تضامنها مع القضية الفلسطينية، مشيدة بجهود وثبات الشعب الفلسطيني بالدفاع عن قضيته العادل وعلى رفضه لنظام الأبرتهايد، وعلى التزام جمهورية جنوب إفريقيا بدعم هذه القضية لضمان حصول الشعب الفلسطيني على الاستقلال.

وأكّد الطرفان ضرورة المحافظة على هذه العلاقة الوطيدة التي تربط البلدين، والبحث في سُبل التعاون على كافة الأصعدة وبالأخص البحث في سُبل إنهاء نظام الفصل العنصري والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين.

وعقب انتهاء اللقاء، انطلقت أعمال جلسة الحوار الاستراتيجي بين دولة فلسطين وجمهورية افريقيا برئاسة وكيل وزارة خارجية البلدين، حيث استعرضت أمل جادو حجم الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة واليومية بحق الشعب الفلسطيني في مدينة القدس بشكل خاص، والاعتداءات المستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، في إطار محاولات تحويل الصراع من صراع سياسي الى صراع ديني.

وانتقدت سياسة الكيل بمكالين والمعايير المزدوجة التي تتبعها الدول الغربية في التعامل مع القضية الفلسطينية والتي تشجع إسرائيل على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وطلبت المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل، دولة الاحتلال، لوقف سياساتها التصعيدية وعدوانها المستمر على أبناء شعبنا الصامد.

من جانبه، أكد مساعد الوزير للعلاقات متعددة الأطراف السفير عمار حجازي، ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين، خصوصا في ظل التاريخ المشترك من النضال ضد السياسات الاستعمارية والعنصرية التي عانى منها شعب جنوب إفريقيا، وما يزال يعاني منها الشعب الفلسطيني.

وأشار حجازي إلى ضرورة استمرار التنسيق المشترك لضمان اتساق جهودنا المشتركة للتصدي للأبرتهايد في الأرض الفلسطينية المحتلة مع القانون الدولي والشرعية الدولية المتمثلة بقرارات الأمم المتحدة.

بدوره، أطلع مساعد الوزير للتعاون الدولي، مدير عام الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي "بيكا" السفير عماد الزهيري، الوفد الجنوب إفريقي على عمل الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي وبرامجها في القارة الافريقية، مؤكدا أهمية التعاون المشترك للاستفادة من التجارب لكلا الطرفين، ولتنفيذ عدد من البرامج التنموية المشتركة لخدمة دول تقع ضمن أولويات الطرفين بما يعزز التعاون الثلاثي والجنوب جنوب.

وشدد على أهمية سياسة الجوار العربي الافريقي والدور الهام الذي تضطلع به دولة فلسطين عبر برامج وكالتها للتعاون الدولي، بما يعزز من مساهمة دولة فلسطين في تنفيذ أهداف الانمائية الدولية وخطة عمل الأمم المتحدة 2030 وخطة عمل مفوضية الاتحاد الافريقي 2060.

من جانبها، أشارت وكيل وزارة خارجية جمهورية جنوب افريقيا ماشيخو ديلاميني إلى أن بلادها مستمرة في حراكها مع العديد من الدول الأفريقية والصديقة، لحشد الدعم لصالح القضية الفلسطينية في الاتحاد الافريقي ومجموعة جنوب افريقيا للتنمية (السادك)، والامم المتحدة، وفي كافة المحافل الدولية، كون القضية الفلسطينية حاضرة دوما على أجندة أعمالهم.

وتطرقت إلى تشابه النضالين الفلسطيني والجنوب افريقي في محاربة الاستعمار ونظام الفصل العنصري (الابارتهيد)، مطالبة العالم بوسم إسرائيل بدولة فصل عنصري ومحاسبتها على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني ضمن المحاكم الدولية.

وأشارت إلى دور جمهورية جنوب افريقيا في حل النزاعات في القارة الإفريقية من خلال ترؤسها للسادك سابقا.