،ملحوظة مش مهمة؟!

بي دي ان |

15 أغسطس 2022 الساعة 08:15ص

"إذا أردت أن تخدم قضية فاكتب عنها جيدا."  المعلم: جابرييل جارثيا ماركيز.

- كل حرف مبطّن حكاية، وكل كلمة تحتضن جملة لحنية حكاية، وأنا أحب موسيقى الكلمات لأنها تدعم معانيها؛ يحكى بموضوعية قدر المستطاع، ويعرض بأسلوب سردى أخاذ، لا يضاهيه فيه احد،  وهذا كلام منه جدير بالاحترام، حتى ولو كنا نختلف معه، ككاتب ساخر، وأحيانا.. شاخر.. لكن الأهم "من وجهة نظرى" هو أنه حكاء من نوع نادر، قادر على إقناع الناس، وإفهام الجميع، بأقل قدر من الدوران، يعرض أدق الكلمات بأسهل طريقة، أحب أن أستمع إليه كحبى لسماع السعدني الكبير، وعزيز نيسين، و محمد الماغوط. وعم علي سالم.

- في مناقشة مع الصديق، و الأديب الكبير العم عشم، قلت له : فيه ظاهرة جديدة علينا وهي " الألفة مع الموت " بعد أحداث مخطط الانقسام الصهيوني وتوابعه.. الألفة مع الموت بعد كل عدوان ومحرقة صهيونية، والتعايش مع الفظائع التى أرتكبت وتوابعها، و استسهال القتل و اعتياده؛ وقت ارتكبت فيه المجازر، وأحرقت فيه الجثامين!، قال: تصدق ملحوظة مهمة .. لم أكن أتصور أنه تم التجذر للإمتثال لهذه الفظاعات والتطبيع معها الى هذا الحد .. هناك شئ غلط.!! بعد ان أصيبت قضيتك بجلطه فى رأسها أتلفت مركز الضمير بالدماغ.. مما تسبب في انفصال نصف الجسد، ومن حماقة النصف الأخر انه فرح لهذا وقتها وغاب عن تفكيره انه سيعيش باقى عمره يعانى من لعنة حمل النصف الاخر.

- قلت: يجب أن نتساءل : إلى أين نحن ذاهبون، بل أن نحدد على الفور، الخط الملاحي والمرفأ والموعد الذي يجب أن نصل فيه؟ قال:  بعد تقليص دوائر المشاركة السياسية المجتمعية وتداعياتها  وتقزيمها، واستمرار مخطط الانقسام،  ووضع العناصر الانتهازية في قيادته؛ وكأن الشعب لم يعد فيه إلا خمسين شخصية أو أكثر أو أقل يجري تدويرها بين ابواب السياسات والمسؤوليات المختلفة، حتى حفظ الناس ملابسهم وألوان ربطات أعناقهم ؛ لينتجوا حالة من الفقر السياسي والفقر الفكري، ومثال على الصور الذهنية المرعبة والتضليلية والمزيفة التي تقدم منها وجبات للناس لكي تستمر حياتهم في اللاجدوى!! هؤلاء موالسة مختلفين في الملفات كافة، وكل تجاربهم في هذا الصدد باءت بالفشل، الذي يمثل نزوع أصيل لديهم. وبالتالي حقيقة  سؤال أين نحن ذاهبون، فهو لعمري عَبثٌ مابعدهُ عبَثْ. 

 - قلت: هنا من يريد تحويل المجتمع كله إلى وحدة حزبية، تابعة له..!! هو في الاساس أغلاق جديد لأفق المجال العام لإكمال عملية القضاء عليه تماما. فالسياسات الارتجالية مستمرة! و ليس فيهم من اصحاب السياسة، أو واضع سياسة، قال: وهناك من يضع قيودا حديدية حول أفاق الفكر والقضايا المطروحة، خاصة المتعلقة بالازمة التي يواجهها الوطن، والمسؤول عنها والمتسبب فيها. لا يحاسب ولا يقدم للمحاكمة! فالذي يعلن الآن هو شكل من أشكال التقزيم والإهانة للتاريخ النضالي، للقضية والشعب،و لم يسبق لها أن شهدت له مثيلا في تاريخها الحديث. 
 
هذا .. بخلاف أوهام القبيلة الحزبية التي تكلم عنها "بيكون"مع تضخم الذات عند أصحاب  السلطة منعكس على المجتمع بشكل سلبي؛ لكن المواطن بحكم التكوين أذكى من يقرأ هؤلاء،  بما لا يمكنه أن يجدهم معه إذا دقت ساعة العمل، وقرر الشعب التخلص منهم أو الانقلاب عليهم،  إن توافرت إرادة الوحدة الوطنية الحقيقية؟على قاعدة بيدي لا بيد عمرو ...  فقد هرمنا! 

قلت له: الله يجبر بخاطرك يا مولانا. كلام، بلا تكرار والنجاح في أن يتحول لواقع. وليس الهدف منه تحدي الملل، والدجل ، وإنفاق ما تيسر من الوقت، فتكون الغاية هي الحصول على نتائج -شبه- حقيقية؛ إن الحماقة وقصر النظر والقراءة بعين واحدة وانعدام الضمير ليس لهم علاج في ظل القبح والغثاثة والسطحية والصبيانية.