وحدة الساحات

الحرب المجنونة على غزة

بي دي ان |

07 أغسطس 2022 الساعة 09:32م

تعودت غزة أو مدن قطاع غزة  على صوت الطائرات والقصف العنيف والمنازل المدمرة نتيجة غارات شتى أنواع الطائرات الحربية الإسرائيلية، ولعل توديع الشهداء أثناء الحرب له معنى وترتيب مغاير من حيث قوة المشاركة في تحدٍ للاحتلال وكل أدواته الحربية سواء كانت طائرات مقاتلة أو طائرات مراقبة أو صواريخ من البحر أو مدفعية من البر. 
قطاع غزة يعرف كيف يكرم أبناءه الشهداء بشكل يليق بهم وبتضحياتهم وما يعجز عن معرفته الاحتلال والعالم بلا استثناء، أن غزة تودع الشهداء وتحتفل في نفس اليوم بزفاف أبنائها، أي أن كل الآلات الحربية التي يمتلكها الاحتلال وكل المجازر التي يقوم بها فيقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب لم تستطع أن تُوقف الحياة في غزة، فالشعب الفلسطيني أثبت وفي كل مرة  على أن الحرب تُوحد ليس فصائله فقط بل تُوحد أبناءه وجماهيره وتعزز العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين أبناء هذا الشعب الذي لن ينكسر مهما استخدم العدو الغاشم من أدوات همجية في حربه المسعورة على قطاع غزة. 
في نفس الوقت الذي تزهو فيه مدن قطاع غزة بوداع الشهداء بحشود جماهيرية حاشدة، نجد مدن دولة الاحتلال خالية خوفاً من ضربات المقاومة ونسمع صراخ من أصابهم الخوف والهلع على شاشات الفضائيات ليخرج طفل فلسطيني من تحت الأنقاض ليوصل رسالة شعب بأكمله وليؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يموت بل سيحيا حيَّاً وشهيداً من أجل أن يعيش بحرية وكرامة. 
إن غزة تحارب من أجل كرامة الأمة وعزتها، صحيح أن غزة تدفع ثمناً غالٍ من دم أبنائها وقادتها وأطفالها وشيوخها ونسائها ورغم ذلك لم تتوجع ولم تستسلم ولن ترفع الراية البيضاء وسيُولد قادة من جديد يحملون لواء التحرير والمقاومة، فغزة كانت ولم تزل هي المخزون الثوري للمقاومة وهي حاضنة الثورة والمقاومة وهي صمام الأمان ورأس الحربة الذي حمى ويحمي المشروع الوطني الفلسطيني، قد يُوهم الاحتلال نفسه بنصر مزيف عندما ينجح باغتيال هذا القائد أو غيره من قيادات الفصائل الفلسطينية  محاولاً بذلك استرضاء الجبهة الداخلية لدولة إسرائيل التي تستعد لاجراء الانتخابات وأصبح معلوماً  أن الدم الفلسطيني  هو من أهم ركائز الدعاية الانتخابية للأحزاب الصهيونية على اختلافها من اليمين المتطرف واليمين والأحزاب الدينية وحتى اليسار، جميعهم يتسابقون على تعزيز جنحهم لليمين وكرههم للعرب بشكل عام وللفلسطينيين  بشكل خاص ويعتبرون أن العربي الجيد هو العربي الميت فقط، فهم ينظرون للعرب على أنهم قتلة  وغير انسانيين ولا يستحقون الحياة، لذالك نسمع منهم دائما شعار "الموت للعرب" وفي المقابل تقوم بعض الأنظمة العربية بخطوات متسارعة للتطبيع مع هذه الدولة العنصرية التي تحكمها عصابات من المستوطنين والقتلة المجرمين، هذه الأنظمة  التي سقطت أخلاقياً وأصبحت أولوياتها استرضاء امريكا وإسرائيل، سياتي الوقت الذي لن ينفعها هذا التحالف الشيطاني اللا أخلاقي والذي يعتمد على محاولات اعطاء دولة الاحتلال الصفة القانونية والأخلاقية للتواجد في المنطقة على حساب الشعب الفلسطيني وتضحياته.  
هذه الحرب الجارية على غزة وقطاعها  هي جولة جديدة،  ومهما كانت نتائجها وعدد شهدائها وحجم الدمار الذي ستخلفه هذه الحرب إلا أنها ستكون عنواناً وبداية لمرحلة جديدة ومختلفة عن سابقاتها، فالشعب الفلسطيني في قطاع غزة جزء أصيل من الشعب الفلسطيني في الوطن كما القدس والضفة الغربية والداخل المحتل والشتات  لديه من الامكانيات والطاقات ما يؤسس  لمرحلة جديدة عنوانها الرئيس تعزيز صمود المواطن ووحدة الساحات وتكاملها ووضع استراتيجية وطنية شاملة موحدة تنهي الانقسام البغيض وتؤسس لعمل جماعي وحدوي تشاركي يخدم أهداف شعبنا في تطلعاته الوطنية في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى البواسل. 
المجد والخلود للشهداء 
والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والسلامة لشعبنا