لا تراجع ولا استسلام

بي دي ان |

07 أغسطس 2022 الساعة 07:46م

مجددًا أعلنت الحكومة الإسرائيلية الحرب على الشعب الفلسطينى، وشنت عدوانًا صارخًا ضد الأحياء السكنية فى قطاع غزة، حيث قتلت وأصابت المئات من الأطفال والنساء والقادة والميدانين بحركة الجهاد الإسلامي.

وعلى مدى عدة أيام أطلقت إسرائيل آلتها العسكرية لتهدم البيوت على ساكنيها دون حراك من المجتمع الدولى الذى التزم الصمت أمام المجزرة الجديدة.

أما الولايات المتحدة التى زار رئيسها إسرائيل مؤخرًا، معلنًا عن دعمه اللا محدود، فقد أبدت تفهما للعدوان الإسرائيلي على غزة واعتبرته دفاعًا عن النفس.

لقد ظنت إسرائيل أنها قادرة بعدوانها الآثم واغتيالها لعدد من كوادر الجهاد الاسلامى أنها قادرة على تركيع الشعب الفلسطينى واسكات صوت المقاومة، إلا أنها فوجئت بزخات الصواريخ تنهمر على مستوطناتها لتصل إلى (تل أبيب) وعقب دار الحكومة الإسرائيلية بقوة هائلة من النيران، وهو أمر دفع الملايين من السكان إلى النزول إلى الملاجئ لساعات طوال.

أكثر من 550 صاروخًا انطلقت من غزة، مثلت رعبًا لإسرائيل، وأكدت على فشل نظرية الأمن الاسرائيلى مجددًا، حيث أدركت قوات الاحتلال أنها لن تستطيع التصدى لهذه المقاومة التي راحت تنطلق من كل مكان.

لقد أشعلت إسرائيل بصواريخها الجبانة العديد من المناطق السكنية فى غزة، لم تفرق بين رجال المقاومة والمدنيين، وكان مشهد الأطفال الستة الشهداء الذين قتلوا فى إحدى هذه الغارات دافعًا للمقاومة لشن المزيد من الضربات الصاروخية التى هزت إسرائيل من الداخل، لقد انطلقت التهديدات الاسرائيلية على لسان رئيس الحكومة وقادة الجيش تؤكد أن عملية (الفجر الكاذب) ستستمر لمدة أسبوع على الأقل حتى تسكت صوت الجهاد الإسلامي، وراحت تقول إنها تحصر عملياتها ضد الجهاد وفقط، غير أنها عادت أمس الأحد لتعلن على لسان مجلس الوزراء المصغر أن الأهداف تحققت ولا توجد نية لتوسيع العملية العسكرية وأنه تم بدء العمل لإنهاء العملية العسكرية فى غزة.

أما القناة الإسرائيلية (13) فقد أعلنت على لسان مسئول إسرائيلى رفيع أن الحكومة الإسرائيلية تُجرى اتصالات مع مصر من أجل وقف إنساني لإطلاق النار بعد ظهر أمس الأحد.

أما رئيس لجنة الخارجية والأمن فى الكنيست فقد صرح هو أيضا (بأن أهداف العملية العسكرية فى غزة تحققت) هكذا تراجعت الحكومة الإسرائيلية سريعًا عن تهديداتها ووعودها بالاستمرار فى عدوانها حتى تحقق كامل أهدافها، وراحت تلوذ بمصر وتطلب تدخلها لإنهاء الأزمة الراهنة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار مع الجهاد الإسلامي.

أما حركة الجهاد الإسلامي من جانبها، فأكدت على تصميمها تلقين العدو درسًا لن ينساه مهما كانت التضحيات فى المقابل، وهو موقف عزز من صمود الشعب الفلسطينى فى مواجهة ممارسات الاحتلال.

لقد صرح الناطق باسم حركة الجهاد قائلاً إنه لا حديث عن وساطات وحوارات حاليا، الكلمة فقط للميدان، وقد رأينا ذلك يتجسد فى هذه المعركة الشرسة والرد القوى للحركة على عدوان إسرائيل الآثم على غزة.

صحيح أن المقاومة فقدت قادة كبارا من أمثال الحصيرى وخالد منصور وغيرهما، لكن ذلك لم يزد المناضلين إلا تصميما.

إن الغريب فى الأمر أن مجلس الأمن ظل صامتًا دون حراك، وأخيرًا قرر عقد جلسة لمناقشة العدوان اليوم الإثنين وبناء على طلب المندوب الفلسطينى، وكأن العالم بات متفرجًا على دماء الأبرياء التى تسيل على يد العدو الصهيونى.

لقد بذلت القاهرة جهودًا مضنية منذ البداية وقرر الرئيس السيسى إرسال وفد مصرى على مستوى عال إلى غزة وتل أبيب، إلا أن إسرائيل لم تعط آذنا لجهود الوساطة، بل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي راح يدلى بتصريح قال فيه: إن أهداف العملية العسكرية لم تتحقق بعد، وبنك الأهداف مازال مليئًا، ألم يكن غريبا أن إسرائيل تعاود الرد مستنجدة بمصر لإنهاء عدوانها والطلب من حركة الجهاد التوقف عن إطلاق الصواريخ؟!.

لقد استغلت الحكومة الاسرائيلية عدوانها على الشعب الفلسطينى فى غزة لتعطى الضوء